تناقض نيويورك تايمز!
صحيفة نيويورك تايمز تصدر بأربع نسخ حول العالم, واحدة محلية في ولاية نيويورك وأخرى في الولايات المتحدة بعمومها, وواحدة أوروبية, والأخيرة في آسيا.
اللافت للنظر أن الصحيفة اختارت لنسختيها الصادرة في نيويورك وأميركا عنواناً موحداً مختلفاً عن نسختيها الأخريين تحت نفس الموضوع. فجاء العنوان "أميركا وحلفاؤها يقصفون المليشيات السنية في سورية", فيما حمل موضوعها في النسخة الأوربية والآسيوية عنواناً مختلفاً يتحدث عن ضرب داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في سورية "الضربات الجوية من قبل أميركا وحلفاؤها تقصف أهدافاً لتنظيم داعش في سوريا".
وضع عنوان ضرب الميليشيات السنية للقارئ الأميركي يثير تساؤلاً واضحاً عن أهداف العمليات التي يقوم بها التحالف الدولي وهل هو تقوية نظام بشار الأسد وإضعاف القوى التي تقاتله بشراسة.
تماشياً مع خط (الوطن)!
في نفس اليوم نشرت صحيفة الوطن تحت عنوان "واشنطن وحلفاؤها في خندق واحد مع الجيش السوري لمكافحة الإرهاب" ما يلي, "«رحبت» سورية بشكل مبطن بالضربات الأميركية على تنظيمي الدولة الإسلامية المعروف بداعش وجبهة النصرة الإرهابيين، وأعلنت للمرة الأولى عن وجود «تنسيق» مسبق تجاه هذه الضربات و«إخطار» مزدوج من خلال الأمم المتحدة أولاً ومن خلال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي نقل رسالة من وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري إلى نظيره السوري وليد المعلم قبل ساعات من بدء الضربات الجوية والصاروخية فوق الأراضي السورية." على حد وصف الصحيفة.
ونسبت لمصادر دبلوماسية –مجهولة- في باريس قولها "إن ما تم في الأمس من استهداف لداعش والنصرة كان منسقاً في الأهداف وأن البنتاغون التزم بقصف المواقع التي حددت سابقاً ويبلغ عددها بضع مئات وتتبدل بشكل شبه يومي وفقاً للتحديث الذي تقوم فيه الاستخبارات السورية".
وحدة المسار
إن تركيز صحيفة نيويرك تايمز على أن الهدف من الضربات الجوية لأميركا وحلفائها هو القضاء على ما اعتبرته الميليشيات السنية في سورية, يندرج ضمن السياق الذي يسعى إليه نظام الأسد بعد أشهر من بداية الثورة, وهو صبغها بالإرهاب ليأتي التدخل لصالحه لا عليه, وهو ما ورد على صحيفة الوطن الخاصة –شبه الحكومية- والتي تعود ملكيتها لرامي مخلوف ابن خال رأس النظام بشار الأسد.
عنوان صحيفة نيويورك تايمز في نسختيها موجه للرأي العام الأميركي, وهي تعلم أنه خائف من تطرف تنظيم الدولة أكثر من خوفه من إرهاب الأسد, كون الأول يمس مواطنين أمريكيين بينما الثاني يمس أبرياء سوريين لا علاقة مباشرة تربط بينهم... يعلّق مراقبون, إذا كانت تلك أجندة صحيفة أميركية تماشياً مع رأيها العام, فما أجندة الصحيفة السورية التي تهلل لقصف طائرات أميركية لمنشآت ومواقع حيوية سورية!؟
التعليقات (2)