وتعتبر مدينة «لوشة» من أكثر المدن أهمية بالنسبة لمملكة غرناطة، وذلك لموقعها الاستراتيجي للدفاع عن مملكة غرناطة، وفيها ولد الكاتب لسان الدين بن الخطيب، وزير وشاعر غرناطة، وبسقوطها تعبد الطريق أمام الجيش الإسباني كي يزيد من انتصاراته، ومن حصار مملكة غرناطة التي لم تستطع المقاومة إلا سنوات قليلة، حتى اضطرت إلى الاستسلام عام 1492، وبذلك سقطت آخر مملكة عربية إسلامية في الأندلس.
وقد أحيا أهالي المدينة، خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، ذكرى الوجود العربي والإسباني في المدينة باحتفال أطلقوا عليه: «لوشة، مملكتان وثقافتان»، أي الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الإسبانية المسيحية، وقام طلاب المدارس، يوم الجمعة، بزيارة عدد من المحال والمعارض الخاصة لعرض قطع فنية تمثل الحضارتين الأندلسية والإسبانية، ومشاهدة نشاطات مسرحية وفنية قامت بها فرق خاصة ترتدي ملابس ذلك العصر، وإعداد وجبات طعام شعبي من إعداد أهالي المدينة.
وفي يوم السبت جرى استعراض عسكري رمزي يمثل الجيش العربي والجيش الإسباني، ثم يشتبك الجيشان في معركة ظهرا، وفي الليل أقيمت مسيرة تحمل الفوانيس طافت مركز المدينة. وفي صباح يوم الأحد يقوم أبو عبد الله الصغير، ملك غرناطة، من على قصبة المدينة، بتوجيه نداء إلى قواته لصد الهجوم الإسباني والاشتباك معه، لكن النتيجة النهائية هي انتصار الجيش الإسباني.
التعليقات (0)