هادي البحرة: بهجة (الائتلاف) في كنف (التحالف)!

هادي البحرة: بهجة (الائتلاف) في كنف (التحالف)!
ربما كان أبرز موقف عبّر عنه السيد هادي البحرة منذ انتخب رئيساً للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الثامن من تموز/ يوليو 2014، خلفاً لأحمد الجربا... مطالبته ما أسماه (المجتمع الدولي) بشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.

فقد دعا البحرة في الحادي والعشرين من أيلول (سبتمبر) الجاري... المجتمع الدولي إلى شن غارات جوية "فورية" على مواقع جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، وقال البحرة في مؤتمر صحافي على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة: "علينا أن نوجه فورا ضربات جوية في سوريا. في الوقت الذي نتحدث فيه، فان مئات الاف المدنيين في شمال سوريا هم سجناء حصار وحشي تفرضه الدولة الاسلامية" على حد تعبيره.

وأضاف البحرة الذي وصفته صحيفة (النهار) اللبنانية أنه يمثل "المعارضة السورية المعتدلة".. أضاف "لتفادي الكارثة، نحن مستعدون للتنسيق مع حلفائنا لتامين أكبر قدر من التاثير للضربات ضد الدولة الاسلامية". كما كشف للصحيفة ذاتها (22/9/2014) أنه طلب من مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تنفيذ هجمات جوية "في أسرع ما يمكن" ضد "الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش"، في كل من العراق وسوريا ولبنان. واوضح أن الإئتلاف "لم يطالب أحداً بإرسال قوات الى سوريا. طالبنا بتسريع تنفيذ برنامج التدريب والتجهيز وطالبنا بالضربات الجوية لوقف تقدم قوات داعش داخل سوريا"، مستدركاً أن هذا الطلب "لم يقدم كتابة"!

وسواء قدم هذا الطلب كتابة أو شفاهة، وسواء اشترط استبعاد إيران من محاربة (داعش) لأنها ماتزال تقتل الشعب السوري كما قال، فإن موقف السيد هادي البحرة كما أسرَّ لنا أحد أعضاء الائتلاف، لم يتخذ بالتشاور معهم، فمعظم أعضاء الإئتلاف (باستثناء الأعضاء الأكراد) – والكلام لعضو الائتلاف – كانوا ضد الضربة، ليس حباً بداعش، وإنما لأن الكثيرين منهم، لا يريد أن يسجل على نفسه أنه استجدى ضربات لسورية لا تصيب الأسد.. من "مجتمع دولي" لم يسمع كل نداءات استغاثات السوريين خلال أربع سنوات من الدم والقتل والدمار على مرأى ومسمع من العالم يوماً بيوم... وساعة بساعة!

السيد هادي البحرة الذي عرف بأنه كبير مفاوضي المعارضة السورية في محادثات جنيف-2، فاته كما يقول معارضوه أن يستحضر "خبرته التفاوضية" في طلب ضمانات لقاء موقف كهذا... فمالذي يضمن أن هذه الضربات لن تقو الأسد؟ وما الذي يضمن أن المجتمع الدولي سيتعامل بإنسانية أكثر من معاناة السوريين التي لا تختزلها (داعش) بقدر ما يبدو نظام الأسد صانعها ومهندسها على مدى عقود أدت أخيراً إلى هذا الانفجار؟!

لكن المهندس هادي البحرة الذي ولد في دمشق عام (1959).. ودرس الهندسة الصناعية في جامعة ويتشيتا في الولايات المتحدة الاميركية، وأمضى شطرا من حياته في السعودية مديرا لشركات عدة، وعرف باعتباره "تكنوقراط" يفهم هندسة السياسة بطريقة أخرى كما يرى بعض مؤيديه... فليس موقفه أو بيانه، هو من جعل الضربات ضد تنظيم الدولة حقيقة واقعة في سماء سورية التي تمطر موتاً، بل هي "مصالح" الولايات المتحدة وحلفها في محاربة الإرهاب... التي لا تنتظر من السيد البحرة أن يدعوها لتقوم بواجبها في حماية "الأمن العالمي"!

حسناً... فلماذا يسجل موقفاً باسم الائتلاف بالمجان؟! يقول معارضوه؟!

إذا كان الأمر قد أقر واتخذ فلماذا يتم توريط الائتلاف – ولو شكلياً- بموقف كهذا؟! ألكي يكتب عتاة التيار القومجي أن المعارضة السورية –كما النظام- ترحب بضربات التحالف... فيوضع الجميع في سلة واحدة؟!

أسئلة لا تبدو بحاجة لإجابة عليها... لكن ثمة من يجيب، أن البحرة لا يحب أن يعطي ذرائع لأحد في أن المعارضة المعتدلة تدعم الإرهاب... أو ستكون غير مبتهجة من أي حرب على "الإرهاب"...

وبالمنطق ذاته، ولأن الإرهاب صناعة، فقد كان على من درس الهندسة الصناعية... ألا يستثني مصنع الإرهاب الحقيقي (بفتح النون أو تشديدها) ضد الشعب السوري، من موقف كان يجب ألا يتجزأ في ضربات "التحالف" الذي اختزل فعالية المجتمع الدولي أخيرا!

التعليقات (13)

    مراقب سوري

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    إن البحرة كشخصية لا تمت للسياسة بصلة فلا يوجد لديه أي أفق للضربات ولا لديه أي أفق استراتيجي وهو من الأساس تاجر ولا يفقه بالسياسة ومن نصبه حاكماً على ثورة الشعب السوري لا نعلم تماماً أما عن الضربات الأجنبية على سوريا فالهدف منها إعادة إنتاج النظام مرة أخرى وتعويم بشار الأسد وضخ المزيد من المعنويات في صفوف ميليشياته فكسب النظام أكثر من خمسين قرية بالحسكة بعد الضربات أما داعش فهي لم تتأثر كثيراً بها والخاسر الأكبر هي الثورة السورية فهم جعلوا الثوار مرتزقة يحاربوا بأوامر أميركية بل وحتى من دون سلاح

    محمد

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    كلام جميل وفي الصميم. ولكن يجدر بنا التنويه إلى أن الائتلاف والمجلس الوطني لم يكن يوماً وطنياً سورياً خالصاً. بل هو صنيعة دول أخرى تقوم بتمويله وترتيبه حسب مصالحها وحسب الظروف الدولية السائدة. لذلك لا يعتبر قرار الائتلاف بيده أبداً، بل هو مأمور بما تميله عليه الدول الراعية. ورحم الله معاذ الخطيب حينما استقال من هذه المجالس والهيئات الهزيلة التي لم تخدم الشعب السوري يوماً.

    مراقب جزائري

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    ينقص الثورة السورية شخصية قوية ذات كريزما تقودها أمام تكالب القوى الشرقية و الغربية و تنكر القريب و البعيد..و لا داعي للشرح أكثر.

    مراقب عربي

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    اورينت نت انتم تقطعون الناس بدون ما تنزلون ولا نقطة دم

    د. عبد الله الأسمر

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    هذا النص هو نموذج لفن البوترية السياسي يستحق أن يدّرس بحق.

    ؟؟؟؟؟

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    محمد منصور حتى الشوام ما سلمو من لسانك!

    زهران

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    يبدو أن محمد منصور ممعن وموغل في طائفيته إلى درجة أته حزين على تنظيمه داعش. ولما لا، فتغكيره كصحفي صار داعشياً، بل كان داعشياً حتى قبل الحراك في سوريا. والآن في دفاعه عن داعش وفي بحثه عن التأثير العلوي في أدب الحداثة العالمي، وعن تجلي النرعة العلوية في السينما وغير ذلك قد أثبت أن عقله غائب كلياً وما هو حاضر قلم مغموس في التخلف كله.

    أحمد الحامدي

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    يا تافه يا زهران روح دور على اليوتيوب بتلاقي انو الأستاذ محمد منصور مساوي فيلم عم يسب داعش وحاطط اسمو عليه.. بعدين بتذكر انو انا قريتلو موضوعو الرائع عن العلويين بالسينما بس ما بظن انو كتب عن تأثير العلويين على أدب الحداثة العالمي.. لأنو هدول الهمج المتخلفين اللي سابقين داعش بالجرائم والوحشية أقل انو يأثرو بهيك شي يعني تافه وكذاب وعم تحكي عن قلم مغموس بالتخلف؟

    حسان طحان

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    هلأ بصرف النظر عن مضمون المقال... من المفيد دائماً توجيه الآراء والإنتقاد بإتجاه سياسات المسؤولين طالما إنهم يعملون بالشأن العام ؛ على البعض التخلي عن أسلوب التمجيد للأشخاص الذي صار من الماضي ومن حقبة الإستبداد وحزب التخلف البعثي الأوحد. يجب توسيع الأفق للأجيال القادمة وتحفيزها على الحوار والرفض والتنافس... جيل الخنوع والسكوت وبالروح والدم نفديك يا..... صار من الماضي الأسود للراكعين والمنافقين والدبيكة وجماعة منحبك.

    حسن حسون

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    صحيح ان داعش اخترعتها ايران وبشار ، بس هادا اللي اسمه هادي الحفرة طسمة ما بيفهم شي لأنه شايف العالم بتركض على داعش يعني نسيت القتلة اللي بالشام حسب الخطة من ايجاد داعش وركضوا ورا داعش مشان هيك كان لازم يحكي عن الظام اللي بقتل الناس

    زهران

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    تمارسون الرقابة حتى على الردود ولا تستأنسون إلا بأفكار على قدر عقولكم، وفي هذا لستم إلا نسخة من إعلام البعث الذي تهاجموه.

    دمشقي مخضرم

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    أنا بعرف انو محمد منصور سني دمشقي... وهو عم ينتقد هادي البحرة اللي هو سني دمشقي. كيف بيطلع مع هالفاجر (زهران) انو ممعن بطائفيتو. وبالنسبة لموقفو من داعش يعني الزلمة إلو مقال شهير ضد داعش بزمان الوصل يمكن كان عنوانه (عمر بن الخطاب يقيم الحد على داعش) وهون كتب بأورينت نت أكتر من مرة بس منشان يغطو العلويين والعلمنجين الفاشلين على فشلهن كلما حدا حكي: داعشي وطائفي... يعني لسه زهران متنح .. بنقلك يا زهران تيس ... والتيس العلوي ما بينحلب ولا بينجلب!

    Ayham AL Omary

    ·منذ 9 سنوات 5 أشهر
    Mr. Aljazaeri is right Syria now needs a statesman, a leader that will imerg soon in sha allah.

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات