عملية قلب مفتوح تنهي حياة الفنان المصري خالد صالح

عملية قلب مفتوح تنهي حياة الفنان المصري خالد صالح
حالة من الحزن والدهشة والذهول سيطرت على الوسط الفني والجماهير المصرية أمس بعد انتشار خبر رحيل الفنان المصري خالد صالح عن 50 عاماً بعد تدهور حالته الصحية عقب إجرائه عملية قلب مفتوح بمركز مجدي يعقوب في أسوان، خاصة أن الفقيد الراحل تمتع بحسن الأخلاق والموهبة.

وكانت آلام دهمت خالد صالح خلال شهر رمضان الماضي، حينما كان يصور مسلسل "حلاوة الروح" مع المخرج التونسي شوقي الماجري، وأثبتت الفحوصات ضرورة إجراء عملية قلب مفتوح، لكنه قرر تأجيل العملية إلى ما بعد الانتهاء من المسلسل وعرضه خلال شهر رمضان، وقام المركز بتحديد موعد العملية في الثاني والعشرين من سبتمبر/ أيلول الجاري، ما جعل الفقيد يستكمل تصوير فيلمه الأخير "الجزيرة 2" الذي يشارك في بطولته أحمد السقا وخالد الصاوي وهند صبري، وكان من المقرر له أن يعرض في موسم عيد الأضحى المقبل، والذي من المتوقع أن يتم تأجيله حداداً على الفقيد الراحل.

ولد الفنان الراحل في القاهرة، في الثالث والعشرين من يناير عام 1964 وبدأ رحلته مع التمثيل من خلال مسرح الجامعة، حيث مثل في مسارح الهواة، مثل الهناجر في دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة، وكان في الوقت نفسه يمارس أعماله التجارية الخاصة، حتى تفرغ تماماً للتمثيل في العام 2000 وهو في سن السادسة والثلاثين، وسرعان ما لمع نجمه وبرع في أداء الأدوار المعقدة وأدوار الشر والجبروت.

من أهم أعماله السينمائية: تيتو وعمارة يعقوبيان وأيضاً عرض له في رمضان 2007 مسلسل "سلطان الغرام" وفي رمضان 2008 "بعد الفراق" وهما بطولة مطلقة له وأيضاً في صيف 2007 فيلم "أحلام حقيقية" وفيلم "هي فوضى" آخر أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين، بالمشاركة مع خالد يوسف.

مثل خالد صالح ساحة خصبة للنقاد من حيث تباين آرائهم في أدواره وأدائه كممثل متمكن من كل الأدوار التي أسندت إليه، أو التي سعى إلى تقديمها، حيث دفعته الأدوار الكبيرة التي لعبها في السينما أو المسلسلات الرمضانية إلى الصدارة، خاصة أنه خلال فترة وجيزة، قفز من الأدوار الثانية إلى الأدوار الأولى، بل إنه أصبح خلال السنوات الخمس الأخيرة أحد النجوم الأساسيين على شاشة شهر رمضان كل عام، والذي يمثل الموسم الأساسي للأعمال الدرامية.

واعتبر عدد كبير من النقاد خالد صالح كأحد أهم فناني الجيل الحالي، والأهم اعتبروه امتداداً لجيل العمالقة من الممثلين المصريين الذين برعوا في أداء الأدوار المعقدة مثل الراحلين زكي رستم، ومحمود المليجي، ومحمود مرسي، وغيرهم، مستدلين على ذلك بقدرته العالية في التشخيص والذي يصل إلى حد الاندماج الكامل في الدور الذي يؤديه، ووصف الكثيرون أداءه بالصدق وعدم الافتعال، مما أدى لشعبيته الواسعة التي تمتد عبر الوطن العربي.

ولأن المواقف الإنسانية لخالد صالح مرتبطة بشخصيته الطيبة، لذلك ترك سيرة طيبة بعد رحيله، فلم يكن يتأخر لحظة عن دعم الشباب أو المهرجانات الفنية مثل مهرجان "الأقصر للسينما الإفريقية" الذي تبرع له في دورته الأولى بمبلغ 50 ألف جنيه، لقناعته بدور الفنان في دعم الفن والفنانين الشباب، كما أنه كان يحرص في زيارته لأي دولة على أن يقوم بزيارة الجمعيات الخيرية، ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وحضر افتتاح مستشفى "سرطان الأطفال الجديد" في السودان، كما قام بزيارة مركز القلب التابع للطبيب العالمي مجدي يعقوب في أسوان، ولم يكن يدري أنه ستكون آخر لحظات حياته في هذا المركز.

وعبرت الفنانة إيمان العاصي عن حزنها الشديد قائلة: خالد صالح كان إنساناً متميزاً قبل أن يكون فناناً وعلاقته بالزملاء كانت رائعة، لأنه متسامح لأبعد الحدود وقلبه أبيض ولذلك انتابت الوسط الفني صدمة كبيرة بعد رحيله.

وأكد الفنان محمود الجندي أنه عند سماع خبر وفاة خالد صالح شعر بحالة من الحزن العميق والضيق الشديد، لأنه أحبه كثيراً وكان يعتبره إضافة حقيقية للفن المصري، لأنه عانى كثيراً من أجل الوصول لمرحلة النجومية، وشعر كذلك بأهمية منح الشباب فرصاً حقيقية حتى لا يعانوا مثلما عانى هو قبل أن يقدم نفسه للناس بقوة اعتمادا على موهبته الكبيرة.

وقالت الفنانة وفاء عامر: لم أتحدث معه هاتفياً كما اعتدت منذ فترة طويلة، وبعد انتهاء تصوير مسلسلي الرمضاني سافرت للاستجمام في الخارج، وعلمت بعدها بمرضه، وكنت أنوي السفر إلى أسوان لزيارته، لكن القدر كان أسرع، ما جعل قلبي يعتصر عليه . وأضافت: "خالد فنان من نوعية خاصة جداً، إنسان راق في تعاملاته وفنه، عندما شاركته في فيلم "كف القمر" وكان يجسد في الفيلم دور ابني، شعرت أنني أمام فنان عملاق، دقيق في عمله، مرهف الحس والمشاعر، اللهم ارحمه رحمة كبيرة واسعة لا حدود لها".

وقال الفنان سامح حسين إن قلب خالد صالح الذي كان يشعر بالألم بسببه كان أجمل ما فيه فهو فنان بسيط متواضع رغم نجوميته الكبيرة، وأدواته كفنان متميز، أمتع الجمهور بأعماله ورغم قلتها إلا أنها كانت مؤثرة وستظل خالدة في ذاكرتنا لأن الفن الحقيقي لا يموت، أنا حزين جداً على فراقه وسأظل أتذكره بالخير، وستظل الجماهير العريضة تتذكره وتترحم عليه كلما أمتعها بفنه الذي سيبقى.

ونعت الفنانة ياسمين عبد العزيز خالد صالح قائلة: فقدنا ممثلاً عبقرياً وإنساناً محترماً ورائعاً، فقد عملت معه في فيلم "تمن دسة أشرار" وكان أكثر من متميز بفنه وأخلاقه، ومساندة زملائه والحرص على شكل وجودهم في العمل تماما مثلما يحرص على نفسه.

وقال المطرب إيهاب توفيق إن الفن العربي فقد فناناً عبقرياً كان يمتلك موهبة كبيرة في التمثيل لدرجة أن من يشاهد أدواره يشعر أنها من قلب المجتمع، وأنها تقدم من خلال ممثل متمكن وأنه شخصياً كنت أحب الأداء التمثيلي الذي يقدمه. وأكد جمهور الفنان الراحل خالد صالح أن الفن المصري فقد "تاجر السعادة" الذي أمتع الجميع بأدواره المتنوعة في السينما والتلفزيون، وكتبوا على مواقع التواصل الاجتماعي كلمات مؤثرة تؤكد أن خالد صالح فنان موهوب وأشادوا بكفاحه.

مشوار إلى النجومية

كان الجمهور اكتشف نجومية خالد صالح من خلال دور صغير في فيلم "محامي خلع" عام 2002 بجملة واحدة قالها وبرع فيها عندما جسد شخصية المستشار الذي يحكم في قضية خلع بطلة العمل الفنانة داليا البحيري من زوجها، حيث قال جملة واحدة وهي "ما تقوليله يا رشا"، ثم ظهر بعدها في دور صغير آخر في فيلم "ميدو مشاكل" مع أحمد حلمي عام ،2003 ثم حصل على دورين أكبر بقليل في فيلم "أحلى الأوقات" عام 2004 مع حنان ترك وهند صبري، وفيلم "تيتو" في العام نفسه مع الفنان أحمد السقا ليقدم أدوارا مميزة في هذين العملين رغم صغر مساحتهما إلا أن الجمهور بدأ يتعرف إلى موهبته ويشعر أنه ممثل غير عادي يشبه جبل العباقرة . وبالفعل حقق خالد ما توقعه جمهوره وقدم عدداً من الأدوار القوية في أعمال كثيرة منها مسلسل "أحلام عادية" مع الفنانة يسرا، وأفلام "هي فوضى" الذي جسد فيه أحد أشهر أدواره وهو "حاتم" أمين الشرطة الفاسد، وفيلم "فتح عينيك" مع الفنان مصطفى شعبان، و"ملاكي اسكندرية" مع الفنان أحمد عز والفنانة غادة عادل، و"حرب أطاليا" مع الفنان أحمد السقا، و"عن العشق والهوى" مع كل من أحمد السقا ومنى زكي، و"تمن دستة أشرار" مع الفنانة ياسمين عبد العزيز و"أحلام حقيقية" مع الفنانة حنان ترك، و"عمارة يعقوبيان" مع عادل إمام.

وبعدها بدأت تتوالى عليه البطولات المطلقة والأعمال التي تحمل اسم شخصيته في العمل وتوزع باسمه هو كنجم شباك فقدم أعمال "سلطان الغرام"، و"الريس عمر حرب"، و"تاجر السعادة"، "الريان" وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وانتقل بعدها لتقديم أعمال أكثر أهمية ونضوجاً مثل أفلام "كف القمر"، و"فبراير الأسود"، وصولاً إلى فيلمه الأخير "الجزيرة 2" الذي لم ينته مونتاجه بعد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات