اللاجئون السوريون في مصر: إجراءات تقشفية من الأمم المتحدة

اللاجئون السوريون في مصر: إجراءات تقشفية من الأمم المتحدة
بدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر، بإحصاء عدد السوريين اللاجئين فيها، والعمل على معرفة أوضاعهم المعيشية، والمناطق التي يتخذونها مقرا لإقامتهم، سعيا لمعرفة مدى حاجتهم للحصول على المعونات الأممية التي تقدم للاجئين السوريين منذ بدء وصولهم إلى مصر، في عملية هي الأولى من نوعها، والتي ربما تتسبب في قطع المعونة عن عدد كبير من العائلات التي تحتاجها.

إجراءات تؤكد ما صرح به قبل أيام، مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (جون جينج)،الذي أشار إلى أن الحصص ستخفض بدرجة أكبر في تشرين الأول/نوفمبر المقبل، نتيجة عدم كفاية الأموال وعدم التزام دول أصدقاء الشعب السوري بتسليم ما وعدت به من منح ومساعدات مالية.

قطع قادم للمساعدات!

ستكون أكثر من نصف العائلات السورية في مصر، خارج حسابات الإغاثة الأممية، بدءا من الشهر القادم وبأبعد حدود مع بداية عام 2015، بحسب ما يؤكد أحد المتطوعين السوريين العاملين مع برنامج الأمم المتحدة الإغاثي في مصر، والذي فضل عدم ذكر اسمه، حيث أكد أن إخطارا من الأمم المتحدة، طلب تحديد العائلات والأفراد, الذين هم بحاجة حقيقية للحصول على المعونة الأممية، حيث سيعتمد الأمر في حساب أفضلية الحاجة، على المنطقة التي تعيش فيها العائلة السورية، وعدد الأفراد ودرجتهم العمرية، فضلا عن عدد الشباب في الأسر القادرين على العمل.

تصنيفات مناطقية

يتوزع السوريون في مصر، بمناطق عدة لعل أبرزها مدينة السادس من أكتوبر، ومدينة الرحاب، فضلا عن محافظة الاسكندرية.

وبحسب مصدر مؤكد خص أورينت نت بتصريحه، فإن التعامل مع العائلات سيكون بحسب المناطق، حيث يؤكد أن التصنيف سيكون بحسب ما تدفعه العائلة من إجار منزل في مصر، وهو الذي يقرأ من خلال المنطقة التي تقيم فيها العائلة، فمثلا الذي يقيم في مدينة الرحباب يدفع إجار منزله، بما متوسطه 4 أو خمسة ألاف جنيه مصري للمنزل، وهو ما يعادل إجار منزلين في مدينة السادس من أكتوبر، بينما يعادل 3 منازل في مدينة الاسكندرية.

ويسكن في مدينة أكتوبر قرب القاهرة نحو 45% من السوريين، بينما تقل النسبة إلى 25% في مدينة الرحباب، التي تصنف من أغلى مناطق مصر، فيما تتوزع النسبة الباقية بين الاسكندرية ومدن اخرى بدرجة أقل.

مساعدات ضائعة لمؤيدي الأسد

في وقت يسعى فيه مؤيدون للأسد -قدموا إلى مصر بعد أن أصبح الوضع الأمني في سوريا سيئا- إلى تشويه صورة السوريين وثورتهم في مصر، يعملون في نقيض ذلك، على الاستفادة من المعونات التي يحتاجها السوريون المنكوبون، نتيجة هجرتهم من بلدهم بسبب الأسد نفسه، حيث يتقدمون للأمم المتحدة بطلبات الحصول على المعونات، ويحالفهم الحظ في أن منظمة شؤون اللاجئين لا تدقق في انتماءات الأفراد الذين تساعدهم، علما أن هؤلاء المؤيدين يستطيعون العودة إلى سوريا، بعكس معارضي النظام، الأمر الذي يذهب بالمعونات إلى من لا يستحقها ويزيد العبئ على مفوضية اللاجئين.

حسابات ظالمة

العديد من السوريين المستفيدين من بطاقات المعونات، أكدوا تخوفهم من قيام موظفي الأمم المتحدة بإحصاءات تظلم الأُسر السورية المقمية في مصر، حيث يرى بعضهم أن عدد أفراد العائلة أو عدد الشباب القادرين على العمل فيها، ليس مؤشرا على إمكانية العمل، خصوصا أن مصر تعاني من نسبة بطالة لا بأس بها، فضلا عن أن منطقة الإقامة، ليست نقطة يمكن من خلالها اعتبار العائلة مستحقة للمعونة أم لا، في وقت دعا بعضهم إلى توفير المال الذي يصرف في سبيل إثارة الحروب التي تدعي نصرة الشعوب، وتحويلها لمعونة اللاجئين، ومساعدتهم في العودة إلى أوطانهم ليستطيعوا العيش دون معونة أحد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات