الفنانون السوريون في مرمى شائعات إعلام حزب الله

الفنانون السوريون في مرمى شائعات إعلام حزب الله
الحدث وتغطيته ومتابعته وتقديمه للمتلقي، ليست من أولوية الإعلام اللبناني، المحسوب على حزب الله وتحالفاته السياسية، بل هي الإشاعة وتغطيتها ومتابعتها وتقديمها للمتلقي، هذا الأسلوب التحريري القائم على الإثارة، خط تحريري منتهج منذ بداية الثورة السورية، ولكنه عاد إلى صدارة الأحداث بالآونة الأخيرة، حيث كان مصدر إشاعات طالت هذه المرة فنانين ومثقفين محسوبين على الثورة السورية، والغاية منها في غالب الأحيان جعل هؤلاء الفنانين والمثقفين يعملون في ظروف سيئة، ويمرون في ظروف صعبة، تجعل ظروف حياتهم قاسية جداً.

المغني السوري سميح شقير، كلما حقق نجاحات طاولته سهام الإعلام، وكلما أصدر اسطوانة جديدة، كان الرد من هذا الإعلام، فخ الانحياز الإعلامي تجعل هذا الفريق، بوقاً وأدوات للنظام، لتنشر إشاعات عن شقير طاولته غنائياً وصحياً وعبر أكثر من مقال، لا يستند إلى أي مصدر، وكلما طلبهم شقير بتصحيح الخطأ، لا تلقى هذه المطالبة، مسؤولية إلزام الرد أو بالحدود الطبيعة، إلزام التصحيح.

بعد الحالة الفنية المزرية التي يعيشها النظام بكل تفاصيل مؤسساته الفنية، أسوةً بوضعه السياسي، نسي كل إخفاقاته، ووجه كل الإشاعات إلى مبدعي الثورة، حتى جاء الرد من سميح شقير نفسه، وعبر صفحته على الفيس بوك، نافياً كل الإشاعات التي تتناوله على منبر جريدة "الأخبار" فنياً وصحياً، في رد يحرم الجريدة وصحفيها، الذي نشر هذه المقالات أكثر من مرة، من أي رد فعل تبريري، بل على العكس يلقي كل اللوم النقدي على هذه الصحيفة وكادرها التحريري، الذي ينزل بالمهنة إلى الحضيض، مما يجعلها فاقدة لأي موضوعية، ومصدر أساسي للشائعات، وتقليص لحيز الصدقية، وفقدان الثقة بها من قبل حتى مناصريها السياسيين، لملامسة فقدانها للثقة عبر ملامسة فعلية.

تشويه صورة الفنانين والمثقفين المحسوبين على الثورة، هي العلة الكامنة وراء استهداف مغني الثورة، وتعطيله عن تأدية دوره الفني، وتشويه صورته، وكبح جماح إبداعه، من أجل الدفاع عن الثورة وتحقيق أهدافها السياسية في إسقاط النظام، بينما جريدة الأخبار، تمارس دورها في الدفاع عن النظام وإعادة إنتاجه وتسويقه من جديد.

هذه الممارسات التي تشوه بالدرجة الأولى صورة الإعلام والإعلاميين، في الإعلام اللبناني المحسوب على حزب الله وتحالفاته السياسية، وعبر مقالات ذات طابع إعلاني، أخبار غير مدقق في مصادرها، مواضيع إثارة، بالإضافة للأخبار الملفقة أو غير الدقيقة، طالت المغنية السورية الشهيرة أصالة نصري.

نصري الذي ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أنها أوقفت في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، ظهر أمس، بدعوى وجود مذكرة من الأنتربول الدولي بحقها، وسحب على خلفيتها جواز سفرها وتم تحويلها للنياية العامة التمييزية،على حد التوصيف الخبري للوكالة.

ليصبح الخبر وتغطيته ومتابعته وتقديمه للمتلقي، هاجس أغلب وسائل هذا الإعلام، والتي لا تفتقر للموضوعية ونقص المناعة وغياب المصداقية وفقدان الثقة بها، فحسب، بل تفتقر لحرية العمل الصحافي، خارج أولويات الأجندة السياسية، والتي تحجب أي معلومة تعتبرها رصيد للطرف المعادى، ونشر أي معلومة قد تضر به.

بعبارة أخرى، هذا الإعلام المقروء منه والمسموع والمرئي، حاله حال إعلام النظام في سوريا، يمزج الكذب بالإثارة، من دون أي احترام لأبسط قواعد المهنة، وهذه الاهتمامات لا تجدها سوى في إعلام الأحزاب الواحدة، مثل حزب البعث وحزب الله.

حرية الصحافة في لبنان التي تلهب أقلام وحناجر إعلام حزب الله وتحالفاته السياسية، ليست سوى واجهة يختبئ وراءها إعلام يتضامن بشكل عميق مع أصحاب السلطة المغتصبة في سوريا، والتقارير التي تدين الحملات التحريضية بالعنف ضد اللاجئين السوريين، والتعبئة ضد الثورة السورية، وتحولها إلى ناطقة باسم النظام السوري، وتوجيه سهام الشائعات إلى الفنانين والمثقفين السوريين، أشياء لا يمكن أن يتوقع المرء نقضها في ظل حقبة سياسية وعسكرية كحقبة حزب الله وإعلامه، التي تشكل التهديد الأول لتعددية الصحافة وحريتها في لبنان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات