"بالتأكيد كانت هناك طرق مختلفة للتواصل، لكن مثل هذه القصص التي كنا نسمعها ما هي إلا محاولات في ذلك الوقت للتمويه، حتى لا يصل العدو لمكانه.. والغرب عجز طيلة 8 أشهر عن تحديد مقر إقامته، ولولا كل تلك الاحتياطات لما استطاع أن يبقى كل ذلك الوقت".
وأضاف أحمد قذاف الدم موضحاً: «الحقيقة أن القذافي أجرى في أواخر أيامه في حصار سرت مداخلات هاتفية مع بعض الإذاعات المحلية هناك، خاصة إذاعة سرت، ومع بعض القيادات، داخل ليبيا، لكن بالتأكيد ليس من المكان نفسه ولا بالوسيلة نفسها.. معمر رجل عسكري، وكان معه في سرت قيادات عسكرية، وهو ليس بتلك السذاجة أو البساطة، لكي يتصل من مكان محدد من هاتف الثريا مثلا، بينما كان يعلم أنه مرصود، وأن ليبيا كلها تحت المجهر».
على صعيد متصل وصف أحمد قذاف الدم بشار الأسد بأنه : "شاب ثوري" متهماً السوريين بأنهم هم من رفعوا سقف مطالبهم التي عجز بشار عن تلبيتها: وقد قال في هذا السياق: " فاجأنا <بشار الأسد> كلنا بقدرته على ممارسة العمل، وبقدرته على الإمساك بزمام الأمور.. سوريا بلد ليس نفطيا، يصدر القمح والدواء، والشعب يعيش، لكن بطبيعة الحال ليس بالشكل الذي كان يطمح إليه، لأنه كان مقيدا بأشياء كثيرة؛ تركة والده، وتراكم سنين، وحروب وصراعات، ومع ذلك، استقبل في بلاده 4 ملايين لاجئ عراقي.. استضافوهم وتقاسموا معهم رغيف الخبز.
وفي لبنان، عندما طلب اللبنانيون سحب قواته من لبنان قام بسحبها.. ولديه علاقات بكل الأطراف اللبنانية.. إن بشار الأسد «حاول أن يصحح الأخطاء التي وقعت في عهد أبيه، أو يمتص هذه الاحتقانات.. كانت لديه رغبة في التطوير وتحقيق طموحات الجيل الجديد، لكن لم تكن لديه إمكانية لتوفير ما يريده الناس، وأنت تعرف أن سقف الجماهير مرتفع دائما. وكل الناس لا تعرف كثيرا من الحقائق التي تدور في هذا البلد أو ذاك".
وقد عبر مراقبون عن صدمتهم واستيائهم من أن تنشر صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية مثل هذه الأكاذيب، رغم العداء الشديد لها مع نظام معمر القذافي الذي اتهم بتدبير محاولة اغتيال للملك عبد الله بن عبد العزيز منذ سنوات... ناهيك عن تجاهل قذاف الدم لجرائم نظام بشار الأسد وأجهزة مخابراته بحق الشعب السوري حتى قبيل اندلاع الثورة!
المصدر: صحيفة (الشرق الأوسط) 23/9/2014
التعليقات (7)