العلم الذي بلغ طوله 75 متراً، وبعرض 2.25 م، اجتمعت لحياكته حوالي 45 امرأة وشابة من (مركز مزايا )، المختص بشؤون المرأة والتي أطلقته ناشطات كفرنبل منذ حوالي عام ونصف العام، وقد استمرت مراحل صنع العلم وحياكة قرابة الشهر ، ليخرجنه لإيصال رسالة جديدة للعالم.
ولمعرفة أهداف هذا النشاط، اتصلت (أورينت نت) بالناشطة (غالية رحال) مديرة مركز مزايا، وسألتها عن السبب في إظهار العلم في هذا التوقيت بالذات لتجيب: "الرسالة التي أردنا إيصالها للعالم ,هي أن الإرهاب الأعظم في العالم هو إرهاب الأسد وهو الرحم الذي أنتج ( داعش)، واليوم الجميع يقف ضد النتائج في حين أن الأسباب ما تزال موجودة" .
وأضافت رحال :" وأردنا أيضاً، تبيان أن المركز يحمل هموم الثورة وأن العلم هو رمزية المركز والمدينة، ولا رمزية لنا سواه".
وبما أننا تعرفنا على مركز مزايا من خلال العلم، فكان لابد من تسليط الضوء على أهمية المركز ومشاريعه وأهداف، وأيضا كان السؤال موجها لغالية رحال في هذا السياق فقالت: "مركز مزايا للنساء يهتم بشؤون المرأة والمجتمع، ويضم عددا كبيرا من المدربات والمتدربات، ويعمل كادر المركز على التوعية الفكرية للنسوة وخصوصا في ظل الحروب، وإيجاد حلول للعديد من المشاكل التي تواجه المرأة وأسرتها، حيث يقيم المركز عدد من النشاطات والدورات التعليمية والمهنية ومحاضرات وندوات على مدار الأسبوع، ومنها: (إسعافات اولية -نسج - محو امية - لغة - كمبيوتر - خياطة - تزيين شعر)، بالإضافة للمحاضرات والمسابقات الشعرية والقصص ورسم الكريكاتير ، وتتضمن المحاضرات طرح مشاكل المرأة والزواج المبكر وتربية الاطفال، وتجاوز الحالات الاقتصادية السيئة، والعديد من القضايا التي تعني بهموم المرأة في مجتمعنا ".
ويبلغ عدد النساء المسجلات في كافة الدورات في المركز 300 إمرأة وشابة، تتراوح أعمارهن بين 14 و60 عاماً، فيما يبلغ عدد المدربات والمساعدات 13 مدربة، و يتألف كادر الإدارة من خمسة نساء يدرن المركز.
وعن أبرز مشاكل المركز تقول غالية: "عمر المركز سنة وثلاثة شهور ولا يوجد دعم رسمي باسم المركز يعيننا على استكمال نشاطاتنا وجميع المدربات والإداريات يقمن بعملهن بشكل تطوعي، باستثناء بعض الدعم الذي يأتينا عن طريق المكتب الإعلامي في كفرنبل، والشكر موصول هنا للسيد رائد الفارس مدير المكتب".
وهنا انتقلنا للسيد رائد الفارس ، مدير المكتب الإعلامي لكفرنبل، والذي يلقبه الناشطون بالجندي المجهول الذي ساهم بتنظيم مظاهرات كفرنبل التي يباهي بعها السوريون، وسألناه عن فكرة العلم، و أهمية مركز مزايا في كفرنبل، فأجاب: "أقدر ما قمن به شابات ونساء مركز مزايا، ونحن في كفرنبل نعتز بوجود هذا المركز هنا، في الحقيقة عندما انتهين من هذا صناعة العلم، طلبن مني تنظيم مظاهرة سيارة، لندور به في شوارع كفرنبل، لكن زيارة الطيران المستمرة لسماء كفرنبل حالت دون ذلك، وكان القرار تصوير العلم مع بداية الصباح" .
وطالب السيد (الفارس) بتسجيل هذا الإنجاز في كتاب (غينس) للأرقام القياسية، أما بخصوص دعم المركز "فنحن نقوم بواجبنا بالقدر المستطاع، مع العلم أن المركز يحتاج دعم أكبر من ذلك نظراً للجهود التي يقوم بها في سبيل توعية المرأة والأسرة".
يذكر أن مدينة كفرنبل، من أوائل المدن الثائرة على نظام الأسد في ريف ادلب، بل في سوريا، وقد اشتهرت بمظاهراتها التي كانت ترفع لافتات كتب عليها شعارات الثورة وهموم الشعب بكافة اللغات الإنكليزية والفرنسية وحتى الروسية لإيصال الرسائل للعالم وحلفاء الأسد، ويعد نشطائها رواد الحراك السلمي والمدني في سوريا.
التعليقات (2)