تصويت (دعم ثوار سورية) كيف أنقذ الحكومة الأمريكية؟

تصويت (دعم ثوار سورية) كيف أنقذ الحكومة الأمريكية؟
أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي خطة أوباما لتدريب وتسليح المعارضة السورية بعد التصويت بأغلبية 78 على 22 صوتاً، على مشروع القانون الذي قدم التمويل للحكومة الأمريكية بما يدرأ أيضاً خطر تعطيل عملها، وتناقلت الصحف الدولية هذا الخبر تحت عناوين مختلفة حيث وصفته الصحف الأمريكية بالتصويت "القوي" و"الواضح"، بينما تناولت وسائل الإعلام الأوروبية بتوصيف أقلّ، فعنونت (دويتشه فيلا) الألمانية: "مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على تسليح وتدريب ثوّار سوريا" وأيضاً (فرانس 24): "بعد مجلس النواب الشيوخ يوافق على خطة أوباما لتسليح ثوّار سوريا" أمّا شبكة (بي بي سي) البريطانية فتناولت الخبر بالعربية تحت عنوان: "مجلس الشيوخ يدعم خطة أوباما لتسليح المعارضة السورية" مع اختلاف عن تقديمها له بالإنكليزية: "مجلس الشيوخ الأمريكي يؤيد تدريب وتسليح ثوّار سوريا".

إلّا أن صحيفة (هيل) الأمريكية المتخصصة في تغطية شؤون الكونغرس الأمريكي وخاصة المالية، أضافت معلومة جديدة إلى الخبر، فتحدثت تحت عنوان: "تمويل مفاجئ: مجلس الشيوخ يمرر الموافقة على تريليون (ألف مليار دولار) مع دعم سوريا".

التصويت أنقذ الحكومة الأمريكية!

وافق مجلس الشيوخ يوم الخميس بسهولة على مشروع قانون لتمويل الحكومة أنقذها من الإغلاق، بمبلغ تريليون دولار أمريكي يعطي الرئيس أوباما سلطة جديدة لمحاربة داعش، صوّت 78 من أعضاء مجلس الشيوخ لصالح مشروع القانون، وعارضه 9 من الديمقراطيين والسناتور المستقل بيرني ساندرز (فيرمونت)، وكذلك 12 من الجمهوريين.

تضمّنت لائحة المصوّتين بـ "لا" عديداً من أعضاء مجلس الشيوخ الذين ينظر إليهم كمرشحي رئاسة محتملين في كلا الحزبين، بما في ذلك السناتور الجمهوري تيد كروز (تكساس) والجمهوري راند بول (كنتاكي) والديمقراطية إليزابيث وارن، وينتظر التشريع الجديد الآن الذي تمّت الموافقة عليه من قبل مجلسي الكونغرس توقيع أوباما.

في حين أن القانون المؤقت الجديد سيمنع إغلاق الحكومة في 1 أكتوبر/تشرين الأول، وسيبقى هذا التصويت في الذاكرة، لحكم مثير للجدل يسمح أوباما لبدء برنامج جديد لتدريب المقاتلين (المتمردين) في سوريا.

القرار مصلحة أمريكية وطنية

رفض الليبراليون المناهضون للحرب وبعض المحافظين هذا الطلب، خشية أن يكون القرار بداية لمسيرة الحرب. ووافق مجلس النواب على إضافة توفير الدعم لسوريا إلى مشروع قانون مؤقت في تصويت 273-156، إلا أن عدداً من

النواب عارض الخلط بين (التفويض بدعم سوريا) و(مشروع قانون التمويل)

. قال السناتور مارك بيجيتش: "يجب أن تكون مسألة سوريا قضية منفصلة، وينبغي مناقشتها بشكل منفصل".

ووافقه (السيناتور بول) حول مسألة الدعم: "دعم سوريا كان ينبغي أن يعطى تصويتاً مستقلاً". لكن أحد المنافسين المحتملين للسيناتور بول وهو السناتور الجمهوري ماركو روبيو (فلوريدا)، جادل لصالح التصويت بهذه الطريقة رغم انتقاده لاستراتيجية البيت الأبيض لمكافحة داعش، وقال "ما يحدث في سوريا هو في مصلحتنا الوطنية"، وقال روبيو. "إذا فشلنا في الموافقة على هذا الدعم، فإن دول تلك المنطقة ستقول أنّ أمريكاً ليست جادة في عملها: "سأدعم هذا القرار لأنني أعتقد أنه في مصلحة أمتنا".

وقال بعض المشرعين الديمقراطيين إنّ هذا التصويت كان مختلفاً جداً عن تصويت الكونغرس قبل أكثر من عقد من الزمن لتفويض حرب العراق. وخيّم ظل الحرب على النقاش، مع قلق بعض الديمقراطيين أن قبول مشروع القرار قد يجرّ البلاد الى حرب برية ثالثة في العراق على مدى ربع القرن الماضي.

وقال رئيس لجنة القوات المسلحة السيناتور كارل ليفين الديمقراطي (ميشيغان) "لقد صوتت ضد التفويض في العراق في عام 2002 ولكني أصوت اليوم بنعم لهذا التفويض للتدريب والتجهيز فالفرق ضخم بين الحالتين."

لم يتم البت في ضرب داعش في سوريا

يمثل تصويت مجلس الشيوخ الأخير على الأرجح نهاية فترة عمل الكونغرس، مع بدء المشرعين الآن في جميع أنحاء البلاد القيام بحملة لإعادة انتخابه. وقال زعماء في مجلسي النواب والشيوخ أنهم قد يعودوا إلى مسألة داعش بعد الانتخابات من خلال عقد تصويت على التشريعات التي تجيز استخدام القوة العسكرية. \

وكان التصويت الذي اعتمد يوم الخميس تحدث عن مساعدة وتدريب الثوّار السوريين، ولم يتحدث عن تفاصيل مسألة أوسع من سلطة أوباما لضرب داعش من خلال الغارات الجوية في سوريا والعراق.

يذكر أنّ مشروع قانون الانفاق يتضمن 88 مليون دولار لمكافحة وباء إيبولا، و64 مليون لوزارة شؤون المحاربين القدامى و6 ملايين دولار لبرنامج السلع الغذائية التكميلية، الذي يساعد ذوي الدخل المحدود للحصول على الطعام المغذّي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات