كيف تقاوم فرنسا "الظاهرة الجهادية" بين مسلميها؟

كيف تقاوم فرنسا "الظاهرة الجهادية" بين مسلميها؟
قضية تجنيد المسلمين الأوربيين من قبل التيار السلفي-الجهادي، باتت هاجس يشغل الأوربيين، القضية التي عادت مؤخراً إلى الساحة الأوربية في ظل الحديث عن مسلمين أوربيين يتجهون للقتال في سوريا مع جماعات عنفية، وبالتخصيص القاعدة وأخواتها، تعيد إلى أذهان الأوربيين، شبح هجمات إرهابية وقعت في عدة مدن أوربية منها هجمات مدريد ولندن، وقامت السلطات الأوربية مؤخراً بشن حملات ضد مشتبه بهم بالقتال في سوريا، واتخاذ إجراءات وقائية بحق آخرين.

إسلام أوروبي

"المسلمون الأوربيون في كل من فرنسا وبريطانيا، ومن أصول شرق أوسطية ومغاربية، هم الأكثر اهتماماً بالجماعات العنفية من باقي دول الإتحاد الأوربي"، حسب تقرير صادر عن الجماعات العنفية عام2008، وربما قضية الجهاديين في الإعلام الفرنسي هي الأكثر حضوراً، وهو أمر يفيد في معرفة وتحليل"الظاهرة الجهادية"في أوربا، خاصةً أن التجنيد والتكتيات المتبعة من قبل التيار الجهادي-السلفي، لم تعد تتشابه مع باقي المدن الأوربية مثلما هي في ظاهرة الجهاد أثناء حرب العراق، ومعرفة أهم الآليات المتبعة للحد من الظاهرة، أمر ضروري.

البلديات والمجالس المحلية في فرنسا وبعض الدول الأوربية، تتعامل مع ظاهرة تزايد المسلمين فيها، بطريقة تجعل من الإسلام الأوروبي، واقع حي تتعامل معه، بشكل أساسي وكأنه جزء من عملها، رغم معارضة بعض هذه المعاملات للقوانين المعمول بها، فنجد المسلمين يتمتعون بحق ممارسة الدين شعائراً وعقيدةً ورموزاً، وتجد الآذان يرتفع مع وجود مساجد كثيرة في باريس وباقي المدن الفرنسية.

ويبدو أنه هذه الجهود هي التي قد تكون وراء سبب انخفاض الظاهرة الجهادية في أوروبا حالياً عنها في حرب العراق، وخاصةً في فرنسا الأكثر تطبيقاً لهذه السياسات الاندماجية، وترى السلطات الفرنسية، أن بذل هكذا جهود مهم جداً، خاصةً مع تزايد عدد المسلمين الأوربيين وغير الأوروبيين، حيث تحمي المسلمين من النزعات المتطرفة عبر دمجهم بالمجتمعات المستضيفة، وهو شعور إيجابي يقاوم شعور سلبي ب"الردكلة"المرتبطة، غالباً بتجليات من شعور العزلة داخل المجتمعات المستضيفة، مما يحرم الجماعات العنفية من حاضنة تجدها في داخل جماعات مهزوزة نفسياً واجتماعياً واقتصادياً، مما يحرفها عن كونها قنبلة موقوتة داخل المجتمع، نحو كونها جزء من المجتمع المستضيف.

الدمج والتنمية

قد تكون المناطق المعزولة في المدن الأوربية، والتي يقطنها بالغالب العمال والمهاجرين غير الشرعيين، هي إحدى تلك المناطق التي صدرت جهاديين في حرب العراق، لذلك باتت السلطات الفرنسية واعية لأهمية تنمية تلك المناطق، لتغدو في بعض الأحيان هذه المناطق، تنموياً، سابقة لمراكز المدن وأحيائها الراقية، في تغيب لظاهرة العزلة الاقتصادية داخل المجتمع الأوربي.

ولا يغيب عن ذهن المراقبين في أوروبا، السياسات الإعلامية والثقافية التي تنتهج من قبل السلطات الفرنسية، والتي تلعب دوراً أساسياً في محاربة عمليات التجنيد، عبر إعادة إنتاج سياسات الاندماج، والتي يعتبر فيها المسلم صاحب هوية داخل المجتمع الفرنسي"مواطن"صاحب هوية ممتدة ومتعالية على باقي الهويات، في تجنب للسياسات الأميركية الخاطئة، والتي تحرض على إعادة إنتاج المسلمين لمفهوم"الأمة"داخل بلدان الاندماج، حيث أقيم مؤخراً معرضاَ للحج في باريس، وعديد النشاطات التي كلفت مبالغ طائلة، للتعرف على الثقافة الإسلامية والمسلمين، بعيداً عن شبح ظاهرة الجهاد واقتصار الإسلام في تناوله على جانبه العنفي.

المناهج الدراسية

في وقت تثير بعض المجتمعات الأوربية قضية"الإسلام فوبيا"وما زال النقاش يحتدم حول قضايا اندماج بدائية تتعلق بالملبس والعبادة واختيار الأفكار، تجد هذه المشاكل أقل حدةً، وإن لم نقل غائبة كلياً في فرنسا، وذلك لتطور مناهج الدارسة فيها، حيث لا تجد صورة أحادية مشتركة لكل المسلمين، وإمكانية التخلص من الخلافات الدينية بينهم، يؤدي لترسيخ"الانفتاح الثقافي"، بينما تجد بعض المناهج في أوربا تصور المسلمين والمسلمات بوصفهم"الآخر"ما قبل الحداثي، الغير قادر على الاندماج في المجتمع الأوربي، مما يرسخ مفهوم"العنصرية الثقافية".

ويرى القائمون على المناهج الدراسية في فرنسا، أن المدرسة هي المصدر الأساسي لنقل المعرفة في المجتمع، وخاصةً في ظل ما تتمتع به الكتب المدرسية من صدقية عالية، حيث تحملت السلطات الفرنسية، مشقة نقل صورة موضوعية وأكثر دقةً عن الإسلام والمسلمين، قلما تجدها في باقي المناهج الدراسية الأوربية، التي أوصت دراسة أوربية صادرة مؤخراً، بإجراء بعض التعديلات عليها بما يخص، تناول الإسلام، لكي تكون هذه المناهج على نهج المناهج الفرنسية، قادرة على استيفاء المعايير الحديثة للتعليم متعدد الثقافات.

الحياة السياسية

وتعد المشاركة العربية والإسلامية في الانتخابات البلدية والبرلمانية في فرنسا، هي الأكبر في أوربا، مؤخراً، وليس لامتلاكها دور فحسب في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، وإنما بغرض كسب تأييد الجالية المسلمة، وهذه التجربة الناضجة ليست جديدة، وغالباً ما كانت أحزاب اليسار والوسط في فرنسا، تستعين بمرشحين وعرب ومسلمين على قوائمها، وفي ظاهرة سبق فرنسية، حازت امرأة مسلمة من أصول جزائرية، على حقيبة وزارة التربية والتعليم.

التعليقات (1)

    UGD

    ·منذ 9 سنوات 7 أشهر
    هل هم يصلون؟؟؟؟ كيف يلي لابس جاكيت جلد بني حاطط ايدو اليسار فوق اليمين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات