خالد جرماني في (منفى): زواج متعة بين العود والكونترباس!

خالد جرماني في  (منفى): زواج متعة بين العود والكونترباس!
يدخل عازف العود السوري خالد جرماني تجربة جديدة عبر إصدار اسطوانته الموسيقية الأخيرة (منفى)، برفقة عازف الكونترباس الفرنسي الشهير أوليفييه موريه وعازف الإيقاع السوري مهند جرماني.

" قليلة هي الأعمال التي يدخل في تأليفها الموسيقي، ثلاثة عازفين"، يقول جرماني في حوار لصحيفة (أورينت نت) ويضيف: "كانت الغاية من هذا المشروع، ليس التأثير الموسيقي وإبهار الجمهور، فحسب، وإنما وجدت نفسي خلال إقامتي الباريسية متجهاً، لعقد صلات موسيقية بين الشرق والغرب، بمعنى فتح آفاق جديدة للحوار، وهذا ما اشتغل عليه منذ البدايات لتكوين شخصية موسيقية لها مشروعها الخاص".

جرماني الذي استفاد من حضوره المميز في الحفلات الموسيقية السابقة وأعماله الصادرة سابقاً، وخصوصاً "في انتظار الربيع" أطل مؤخراً وعبر عديد الحفلات بحضور مميز.. وفي الأصل فإن جرماني هو الموهبة السورية التي اكتشفها عازف الغيتار الفرنسي سيرج تيسو غاي عام2003، وقدمه للجمهور الفرنسي، واختاره في أكثر من مناسبة لكي يطل معه موسيقياً، وقبل هذا بقي جرماني عازف عود سوري منتقلاً بين مراكزها الثقافية مقدماً أعماله.

ثماني مقطوعات هي المقطوعات التي يقدمها جرماني برفقه موريه وأخيه مهند في أسطوانة (منفى)، كل مقطوعة يمكن تمييزها موسيقياً عن الأخرى، نتيجة الثراء والتنوع الموسيقي، وبنفس الأمر لم يقلل هذا التمايز الموسيقي من حالة الانجسام بين العازفين الثلاث، في تكريس لحالة نجاح الاسطوانة خاصةً في ظل معرفتنا، لقلة الاسطوانات التي نجحت في إبصارها للنور، وخاصةً في الشرق، وهي تحميل توقيع أكثر من عازف وهويته الموسيقية الخاصة. وحينما نسأل جرماني عن سر هذا النجاح يرد موضحاً:

"ربما هي حالة التزاوج الموسيقي بين آلة شرقية هي العود وآلة غربية هي الكونترباس، موريه عازف كونترباس يملك ثقافة ومستوى تجربة رفيعة جداً، لذلك إلحاح الرغبة للتشارك معه في تجربة، يمكن تسميته هوس منتج لتجريب جديد، أتمنى أن يكرس رؤية موسيقية حقيقية".

ثمة من تستهويه كلمة (التزواج) التي استخدمها جرماني على علاقة العود مع الكونترباص ليضيف: (إذن زواج متعة) لكن بعيداً عن الحساسية الطائفية لهذا التعبير، فإنه يبدو مناسباً جداً بالمعنى الفني البريء لمفهوم المتعة الموسيقية!

حينما نسأل جرماني عن مكان الثورة السورية في تجربته، نجده يبادر إلى الرد: "الثورة ليست مختبئة وراء المشروع ككل، إنها جزء أساسي من المشروع، لأنها شخصيتي، وبالتالي هي جزء من مشروعي الموسيقي" جرماني يقدم في أسطوانته (منفى) مقطوعات من قبيل: "ليلى" و"منفى" و"وأبداً تحن إليكم الأرواح"و "خسوف الشمس" و"بلا اسم". حيث يلاحظ المتلقي استعمال جرماني للسماعي الثقيل في أغلب المقطوعات، ولكن هذا لا يعني الوحدة الموسيقية الكلية ولا الاختلاف الجوهري في الرؤية الموسيقية الحاضرة في بداية كل مقطوعة ومنتصفها ونهايتها، أنها مسيرة جرماني الموسيقية التي بدأت في التنويع والتنقل بين أكثر من مقام في المقطوعة الواحدة، وزاد تأثيرها بتغذيها هذه المرة على ألوان موسيقية غربية شتى، قادمة من نغمات الكونترباس لتكوين مشروع موسيقي شرقي-غربي يحمل عنوان"منفى".

يتواصل جرماني موسيقياً مع الثورة السورية من خلال مقطوعة"منفى"ويواصل مع مقطوعة"بلا اسم"ومقطوعة"أبداً تحن إليكم الأرواح"، ويبدو وفياً للتجربة كما في المرات السابقة حينما يعزف"ليلى الأكثر تتبعاً للثورة موسيقياً ويبدو ذلك جلياً في الجذور الشرقية، ويقول جرماني:"أنه بقي وفياً للثورة السورية وفائه للموسيقى، ولا يمكن أن موسيقياً ناجحاً من لا يكون وفياً لقضيته".

عود جرماني وكونترباس موريه وإيقاع مهند جرماني، تحاور بين الشرق والغرب، من خلال مقامات وتقاسيم وإيقاعات متنوعة، في تطريب موسيقي يتمنى المتلقي، أن لا ينتهي، حينما تسأل العازفين الثلاثة عن الزمن، الذي أستغرق عليه العمل، يردون بنفس المزاج الضاحك: "زمن طويل ولكنه زمن مثمر، وربما هذا الذي يغفر للزمن مروره السريع" العمل الذي أستغرق ساعات عمل طويلة، وجهد زمني يتجاوز السنة مستمراً، يأتي في سياق تكريس شخصية جرماني الموسيقية في فرنسا، وربما أوربا، كعازف عود سوري وكابن للثورة، لا يقبل أقل من النجاح بديلاً لهويته الفنية كما الثورية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات