المدارس السورية في مصر: فساد وتجارة وسوء إدارة

المدارس السورية في مصر:  فساد وتجارة وسوء إدارة
مع اقتراب العام الدراسي الثالث ،الذي يقضيه الطلاب السوريون في مصر ،تتجدد إشارات الاستفهام حول طبيعة عمل المدارس السورية ،التي أنشئها، مستثمرون سوريون في مصر، لتساعد الطالب السوري على سرعة التأقلم مع المناهج الدراسية المصرية،التي لم يعتدها فضلا عن إبعاده قدر الإمكان عن المدارس المصرية المزدحمة أساسا بطلابها ،بسبب قدرتها الاستيعابية الضئيلة.

إلا أن هذه المدارس، تعاني الكثير من الخلل،الذي يصل في بعضها إلى حد مضر بالطلاب أنفسهم ،حيث تفتقد في الكثير منها إلى أساليب التربية القويمة،التي تعتبر أساسا لإنشاء جيل قادر على إفادة سوريا إذا ما انتهت الحرب فيها.

(أورينت نت) حاولت البحث في أبرز المشكلات التي تعاني منها تلك المدارس ،فكان الفساد في مقدمتها، فضلا عن تحويلها إلى مشروع تجاري خالص، يفتقد لأسس الرسالة السامية،التي يحملها التعليم، الأمر الذي جعل من إدارات الكثير منها، عبارة عن مجموعات ليس لها علاقة بالإدارة أصلا، فالهم الأول والأخير لها هو الربح فحسب.

تقسيمات طبقية

على مبدأ المثل الشعبي "ع قد لحافك مد رجليك"، تنفرز المدارس السورية في مصر طبقيا، بين مدارس عادية تكلفتها بين 4 آلاف إلى 7 آلاف جنيه سنويا، ناهيك عن مصاريف أخرى كالنقل والملابس مستلزمات الدراسة، ومراكز تعليمية أخرى تسمى (سناتر)، تصل تكلفتها السنوية لنحو 300 جنيه مصري شهريا.

ولا يغرك المبلغ، كما يقول أحد الأستاذة العاملين في مجال تعليم السوريين في مصر، حيث يقول موجه أحد السناتر لأورينت نت "إن هذه المراكز، تضاهي وتتفوق أحيانا على المدارس ذات المبلغ المرتفع، التي تحولت لمراكز تجارية، مبتعدة تمام عن فكرة التعليم".

ويؤكد أن الكثير من الأهالي حولوا أبنائهم إلى (السناتر)، بعد أن فقدت المدارس قدرتها على ضبط الطلاب، فلم تفلح في تخريج طلاب جيدين، بل طبعتهم بطباع أخرى لم يألفها الأهالي عند أولادهم، قبل دخولهم إلى تلك المدارس.

مدارس للتسلية !!

تنحو بعض المدارس السورية ،باتجاه مغاير لهدف وجودها ،فتضع التعليم بآخر أولوياتها ،طارقة باب " الترفيه " للتلاميذ ،حيث لم يخلو أسبوع العام الفائت في مدرسة "البنفسج " مثلا ،من احتفالات أعياد الميلاد ،والحفلات الأخرى ،كما يقول أحد المدرسين المستقيلين منها ،فضلا عن الرحلات شبه الأسبوعية ،مستغلين مناخ مصر المعتدل شتاء ،وبذلك تضمن المدارس الجيل السوري اليافع ،الساعي لتفريغ طاقته بأشياء كهذه ،ولو على حساب دراسته ،ما يجعلها آخر اهتماماته.

إدارة غير سورية

عند أول فرصة للاستفادة ،باع الكثير من المستثمرين السوريين المدارس التي افتتحوها إلى مستثمرين مصريين أو ليبيين ،فافتقدت المدارس هويتها ،وأصبحت بحسب أحد المدرسين العاملين في إحدى مشروعا تجاريا خالصا ،لا يهتم إلا بكم الطلاب ،والدفع ،حيث يتعرض الطلاب فيه لتهديد الفصل بأي لحظة ،في حال لم يسددوا أقساط العام الدراسي ،غير آبهين بمستقبل الطالب المسجل لديهم.

مهددون بالضياع

" النظام دمر مدارسهم وهجرهم ،وتجار الأزمات يسعون لإضاعتهم " ، توصيف مختصر لحال الكثير من الطلاب السوريين في مصر ،الواقعين في أزمة ضياع الهوية التعليمية الحقيقية ،التي تعود عليها الطالب السوري ،ما يهدد بفشل جزء كبير من الجيل السوري الصاعد ،واندثار مستقبله بيد من جعلوا منه باب رزق فاحش لهم.

التعليقات (1)

    حسن

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    تجار ازمات الله لايبارلكهم وانشاالله كل ئروة بيعملوها على حساب الشعب السوري الضائع بتحترق امام اعينهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات