تحدثت غارديان البريطانية تحت عنوان "المملكة المتحدة قد تشن ضربات ضد داعش في سوريا دون دعم الأسد"، حيث قال ديفيد كاميرون في افتتاح قمة حلف شمال الاطلسي في ويلز، إنّ داعش تمثل تهديداً مباشراً لبريطانيا وإن القرار بشأن الضربات سيتم اتخاذه إن كان في ذلك مصلحة وطنية. وإنّ المملكة المتحدة قد تشن ضربات ضد داعش في سوريا دون دعم الأسد، فليس هناك حاجة لدعم الرئيس السوري بموجب القانون الدولي.
الغرب ليس بحاجة إلى الأسد
فتح كاميرون ولأول مرة مدخل قانوني لضرب داعش داخل سوريا دون موافقة حكومة الأسد، وأشار كاميرون إلى أن الغرب ليس بحاجة إلى دعوة من الأسد بموجب القانون الدولي لضرب داعش داخل الحدود السورية. وكشف كاميرون في عدد من المقابلات الصحفية قبل اجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أنّه يريد بذل المزيد من الجهد لتسليح الأكراد، وكذلك تدريب بعض كتائبهم حتى يتمكنوا من الدفاع عن الأقليات والناس.
لا يزال كاميرون يعمل على ضرورة دعم الرأي العام والسياسي له، وكذلك ضمان وجود تحالف إقليمي مصمم على هزيمة داعش بدعم كبير من القوة الجوية التي يقودها الغرب. وقال كاميرون مراراً وتكراراً في مقابلاته إنّه من الضروري التعلم من دروس الماضي، مضيفاً أنّه لا يسعى لفرض حل على بلدان المنطقة، ولكن بدلاً من ذلك يريد بناء تحالف دولي. وأضاف أن هناك "حاجة ملحّة للحكومة العراقية" إلى الإصلاح والبعد عن الطائفية.
وقال في رده على سؤال إذا كان يؤيد الغارات الجوية الآن: " أنا لا أستبعد أي شيء، وأنا متأكد أن الدولة الإسلامية تشكل تهديداً مباشراً للمملكة المتحدة".
وأشار إلى المؤامرات التي تحيكها داعش في أوروبا، بما في ذلك قتل الأبرياء في المتحف اليهودي في بروكسل. "إننا نواجه تهديداً مباشراً من هذا التنظيم ويجب أن نعمل مع الشركاء لفرض ضغوط قاتلة على التنظيم، ولكن يجب أن نبدأ بمساعدة أولئك على الأرض الذين يحاربون هذا التنظيم".
قال كاميرون رداً على سؤال إذا كان يجب على الغرب التعاون مع الأسد في سوريا لمهاجمة مواقع داعش داخل الحدود السورية: " الأسد هو جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل"، وأضاف أنّ "وحشية الأسد تؤدي إلى تزايد مؤيدي داعش" وهو ما حدث في العراق حيث استبعدت الحكومة العراقية السنة والأكراد وكانت وقفاً للشيعة ما دفع بالناس لملء الفراغ في داعش".
وسُئل عما إذا كان يحتاج لعقد صفقة براغماتية مع الأسد في مواجهة تهديد داعش فأجاب: " أدت مقولة "عدو عدوي هو صديقي" في الماضي إلى كل أنواع المستنقعات الأخلاقية والصعوبات. كما أن الأسد هو أحد مؤسسي داعش ولا يمكن أن يكون أحد الشركاء في الحل ".
وفي الحديث عن الجوانب القانونية للغارات الجوية، والحاجة إلى توجيه الدعوة من قبل دولة ذات سيادة لتحقيق مثل هذه الضربات قال "إن الحكومة العراقية شرعية"، ولكن في سوريا " ارتكب الأسد جرائم حرب ضد شعبه، وهو بالتالي غير شرعي، ونحن لن نفعل أي شيء دون مبرر أخلاقي أو قانوني ".
وأضاف أنه كان يشرف شخصياً على جهود انقاذ الرهينة البريطاني لدى داعش وهي الآن تحت تهديد الإعدام، قائلاً "نحن نفعل كل ما بوسعنا في كل ظرف ولكن لا ينبغي أن ندفع فديات للإرهابيين في هذه الظروف. وأنا على قناعة تامة أنه عندما يتم دفع هذه الفدية -وللأسف تم دفع المال في بعض الحالات-يذهب المال مباشرة إلى اختطاف المزيد من الناس والحصول على الأسلحة والتآمر والاعتداءات الإرهابية بما في ذلك في المملكة المتحدة." وألمح إلى أنّ هناك جهود تبذل للتواصل مع محتجزي الرهائن من خلال وسطاء، لكنه قال " هناك فرق كبير بين الاتصال ودفع فدية".
توافق بريطاني
قال إد ميليباند زعيم حزب العمال لراديو بي بي سي إنه سينظر في قضية توجيه ضربات جوية وأضاف "لقد صدمت وحشية داعش الناس في جميع أنحاء بلدنا، وهي لا تشكل تهديد ضد المواطنين البريطانيين وحسب بل ضد كل المجتمعات ".
وأضاف "إنها التهديد الذي لا يمكن تجاهله، وأنا أعتقد أنه من الهام جداً جداً ألا نبتعد عنه ونقول انه مشكلة كبير جداً. وهذا يعني أيضاً أنه علينا أن نتعلم من دروس الماضي وبناء تحالف في المنطقة قبل كل شيء ليس فقط بريطانيا والولايات المتحدة، بل المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر ".
التعليقات (5)