(ذاكرة نساء) معرض باريسي عن سبع نساء جمعهن اللجوء!

(ذاكرة نساء) معرض باريسي عن سبع نساء جمعهن اللجوء!
أن تكون فسلطيني- سوري، يعني أنك تعيش رحلة طويلة، رحلة داخل الذات، ورحلة أخرى تجمع الذات مع تجسيدها، بيسان الشريف الفنانة الفلسطينية- السورية، اختارت أن تخوض مغامرة رحلة الذات في مشروع تجهيز عرض فني بعنوان"ذاكرة نساء"، افتتح مساء الخميس الماضي بصالة عرض في مدينة ليون الفرنسية.

العرض متعدد الوسائط يعتمد على/الفيديو، الصوت، الصور الفوتوغرافية/ في محاولة نزوح عن التفسير الحرفي للجوء، نحو تفسير أعمق إنسانياً، الحرفي هو أن قسماً كبيراً منا كسوريين خاضوا تجربة اللجوء، ولكن التفصيلات الصغيرة التي تركت وراءنا هي الأعمق لكشف ذاتنا المسلوبة، شيء ما إنساني، هناك فاصل ما بين اللاجئ والذات، عنصر الذات هو الذي يدخل في سينوغرافيا العمل، غير المحدد العناصر، بحيث لا يفصل بين "نحن" اللاجئين و"أنا" الذات، من خلال هذه الثنائية نتقابل ونتحاور ونكتشف ذواتنا، "التفصيلات البسيطة هي التي توقظ الذات في دواخلنا"، مثلما قالت بيسان الشريف بعد العرض.

إنها مغامرة سبع نساء سوريات من عوالم مختلفة، بل مغامرة سبع ذوات من عوالم مختلفة، عوالم، يكون فيها التوثيق حجر الأساس، الوقت، الحدث، الصوت، ذاكرة المكان. سبع نساء سوريات، وفلسطينيات- سوريات، ليس بمعنى الاختلاف البيئي الضيق القادمات منه، ولا اختلاف المهن، ولا اختلاف التكوين الثقافي والاجتماعي والتعليمي، بل اختلاف العوالم، بل أبعد من ذلك هو السياسي والديني.

حينما تدخل الصالة وتجد الفيديو والنصوص المكتوبة والنصوص الصوتية كل ذلك، يدعوك إلى رحلة اكتشاف رحلة النزوح من البلد الأم، إلى المكان المؤقت، ثم إلى المهجر، سوريا، بيروت، عمان، ألمانيا.

منذ البداية السيناريو غير واضح البداية والنهاية، لا وسيط بينك وبين السينوغرافيا، تضافر القصص هي من تصنع القصة المشتركة، بعيداً عن الزعيق والضجيج والصراخ.

بيسان لم تكتب السيناريو وحدها، الثورة من كتب السيناريو معها، هما معاً كتب السيناريو، وهما من أعد العمل، ماذا حدث لهذه النسوة قبل أن يتخذنً قرار النزوح؟ بيسان تعلمت كثيراً السؤال الذاتي لتغوص كثيراً في ذات شخوصها، ربما بيسان هي الأخرى ضاعت مع شريكاتها في أسئلة السيناريو، صراع ذات الفنانة مع صراع ذات الأخريات، يجيب عن الأسئلة، صراعات مركبة، تعكس التركيب المعقد للثورة السورية بالأصل، من منظور سبع نسوة.

الممثلة والمخرجة السورية (ريم علي)، التي أخرجت فيلم "زبد" والتي عملت مع كبار المخرجين والممثلين السوريين، والأخريات اللواتي دخلن المغامرة، ليتحدثنً عن تجربة خروجهنً وصعوبة الطريق، هنا التجربة تقدم قصصاً مفاجئة، عن صعوبة التذكر مع قرب الحدث، ويأتي ذلك على خلفية تخريب ذات على نطاق واسع نتيجة الأحداث، هنا تتلون القصص فنياً، عن ذات المرأة التي تتلامس مناطق خاصة، عن ذكريات البيت والاستقرار عن المتعلقات الشخصية.

ما منح عمل "ذاكرة نساء" حالة الإبهار، إن صح التعبير، قدرته على رفع سقف التوقعات، خاصةً في ظل إشراك نساء، ربما للمرة الأولى يقفنً أمام الكاميرا، في سيناريو لم يكن مسطحاً بالمرة، بل على العكس، كان يحاول رصد مساحات خاصة تتعلق بالذات، وتلك القدرة القوية على التعبير عن الذات، وتحميل الرسائل التي يبتغيها، هذا العمل، حيث حمل الكثير من التجارب الشخصية، التي نجح المشروع في تحويلها إلى عمل فني حقيقي.

عقب العرض صرحت الفنانة بيسان الشريف لصحيفة (أورينت نت) قائلةً: "حاولت الاشتغال على مساحة فنية للحوار تبتعد عن الكليشهات المعروفة والمشبعة، يراعي أنه سيعرض في مجتمع أوربي، أعني هنا في مدينة ليون، حيث سيعرض في سياق فني عالمي، بعيداً عن مجتمعاتنا المليئة بالتناقضات، لذلك عبر الفني حاولت الاقتراب من الآخر، الأوربي، وتقدم قضيتنا من خلال ذواتنا، عبر الاختراق الروحي للآخر".

(الشريف) رفضت تقيم تجربتها كأي فنان، يدع المهمة للجمهور والصحافة والنقد، ولكنها سعيدة بالإقبال على العرض التجهيزي، الذي تم فيه عرض ثلاث شخصيات في انتظار العرض الشامل، متحدثةً عن أملها في ترجمة شيء غير حرفي وفني عن التغريبة السورية، وتضيف بيسان: " صحيح أننا لم نأتِ إلى أوربا بالقوارب، ونمتلك أدوات الاندماج، لكن كل منا ترك شيئاً من ذاته هناك، أود أن أقوله فنياً".

الجدير بالذكر أن العمل بدعم من المركز الثقافي البريطاني، وتعاون تقني مع كل من وائل علي وسيمون بوشيه.

• الصور: بإذن خاص من مؤسسة (Inediz)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات