داعش جماعة سنيّة!
نقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية مقتطفات من خطاب أوباما تحت عنوان "ليس لدينا استراتيجية بعد تجاه داعش في سوريا" حيث قال إنه من المبكر جدّاً الحديث عن الخطوات التي سوف تتخذها الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا. وأضاف أنّه طلب من كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية إعداد "مجموعة من الخيارات" حول ما يمكن للولايات المتحدة القيام به تجاه داعش في سوريا، التي وصفها بأنها "ملاذ آمن" للجماعة السُنيّة المتطرفة التي تطلق على نفسها لقب الدولة الإسلامية.
وتأتي تصريحات أوباما بعد أيام من التكهنات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها خطة لملاحقة داعش في سوريا. وقال "نحن بحاجة للتأكد من أن لدينا خطط واضحة لنقوم بتطويرها، وسوف نتشاور مع الكونغرس ونتأكد من أن أصواتهم مسموعة"، وأضاف أوباما "ولكن لن أطلب التحرك من الكونغرس قبل أن أعرف بالضبط كيفية إنجاز هذه المهمة".
البحث عن سنة معتدلين!
وقالت الشبكة الأمريكية إن أوباما أوضح أنّ أي خطة بشأن داعش في سوريا ستستغرق وقتاً وتتطلب استراتيجية إقليمية، حيث قال "نحن لن نفعل ذلك وحدنا". كما قال إنّه سيرسل وزير الخارجية جون كيري إلى المنطقة للعمل على بناء تحالف اللازمة لمواجهة تهديد مسلحي داعش. وأضاف "من الواضح أن داعش بدأت تشّكل أسوأ العناصر في المنطقة ويجب علينا مواجهتها بشكل جماعي، وهذا ما يتطلب تحقيق استقرارٍ من نوع ما في سوريا وذلك يعني وجود سنّة معتدلين وقادرين على الحكم وتقديم بديل حقيقي".
ولكن قد يكون هذا مشكلة حقيقية، لأن الحليف الروسي للنظام السوري منع مراراً محاولات مجلس الأمن الدولي لدعوة الرئيس بشار الأسد إلى التنحي كجزء من المسعى لإنهاء الحرب الأهلية التي تعصف بالبلد منذ ثلاث سنوات.
نهج أوباما المدمّر
أما (فوكس) الأمريكية فعنونت "ليس لدينا استراتيجية بعد: العبارة التي سيفهمها الجميع بشكل خاطئ والتي ستطارد أوباما" وفي معرض طرحها للموضوع، قالت إنّه حين عقد أوباما مؤتمراً صحفياً بعد ظهر يوم الخميس بشأن العراق وأوكرانيا، كرر معظم ما قاله هو أو مساعدوه سابقاً، ولكن كان هناك عبارة واحدة سوف يتم تناقلها مراراً وتكراراً وخاصة من قبل النقاد. ففي رده على سؤال حول ما إذا كانت خططه المستقبلية للقضاء على داعش تتطلّب تفويضاً من الكونغرس، تملّص أوباما قائلاً: "أنا لا أريد أن أضع العربة أمام الحصان" ونطق العبارة التي سوف تطارده لبقية فترة رئاسته: "ليس لدينا استراتيجية حتى الآن".
تشير هذه الإجابة إلى نهج الإدارة الأمريكية المدمّر تماماً في العراق وسوريا، وشدّد على أن إدارته قامت بتحذير الحكومة العراقية منذ سنة على الأقل حول تهديدات داعش. فإذا كانت إدارته قلقة للغاية حول داعش لماذا لا توجد لديها خطة للتعامل مع هذا الخطر، ومواجهة الجماعة المتطرفة الأكثر خطورة في العالم، والتي تسيطر على أراضٍ بحجم ولاية ماريلاند!؟
توقعات بتوسيع الحرب على داعش
اشتركت (غارديان) البريطانية في تحليل عبارة أوباما في خطابه الأخير تحت عنوان "أوباما يخذل توقعات المتحمّسين بأنه يستعد لقصف داعش في سورية ويقول إن خططه تقتصر على العراق" وأعرب بعض مسؤولو الإدارة الحاليون والسابقون عن إحباطهم تجاه أوباما لعدم تشكيله بعد نهج شامل لمواجهة داعش، وخصوصاً لعدم محاولته تخليص الأراضي في شرق سوريا من "المجموعة الجهادية".
وقال آخرون أنّهم يتوقعون أن أوباما سيوسع مجال العمليات العسكرية ضد داعش في نهاية المطاف، من ناحية المهام والامتداد الجغرافي. إذ أنّ أوباما قد تردّد مسبقاً في دعم أفغانستان والحرب الجوية في ليبيا وتسليح الثّوار السوريين، إلا أنّه تبنى كل هذه الخيارات في نهاية المطاف.
قدم أوباما بعض المؤشرات أنه أبعد ما يكون عن القناعة بالتدخل في سوريا، فهو يروّج أنّ قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري أقل أهمية من الاستثمار العراقي والإقليمي في المصالحة السياسية، وهو الحل الذي وضعه الجنرالات الامريكيين منذ عقدٍ مضى.
التعليقات (14)