وأصل الاسم عربي، ويطلق على هذا الطائر في التراث اسم «عنقاء مغرب»، ويوصف بالطائر على الرغم من أنه حيوان نصفُه نسر ونصفُه الآخر أسد، ولعل نعته بهذا الوصف انحدر من أجنحته التي تمكنه من الطيران.
رمز المستحيل!
والعنقاء أسطورة عربية المصدر ذكرت بداية في قصص مغامرات السندباد وحكايات ألف ليلة وليلة، كما لها في الثقافة العربية رموز عدة، من ضمنها الرمز إلى المستحيل، وهذا ما صوره المثل القائل :»الغول والعنقاء والخل الوفي»، ويُرمى بالعنقاء في هذا المثل إلى تحقق المستحيل، فمن هنا ندرك أن العنقاء خرافة مُستقاة من خيال الكتاب لا وجود لها إلا في الحكايات والأساطير.
التجدد والخلود هما الرمزان الآخران للعنقاء في الثقافة العربية، فمن صمود الشعب الفلسطيني إزاء الاحتلال نبتت خرافة العنقاء، كرمزٍ لتجدد الرغبة في استرجاع الأرض على الرغم من الموت المتواصل المتمثل في الحرب والمجازر، فكان محمود درويش من شعراء فلسطين الذين استخدموا العنقاء كرمزٍ لقيام الصمود من رماد الموت، وظهر ذلك جليا في قصيدته (مديح الظل العالي) والتي نشرت في 1982، وغيرها من القصائد.
الفينيق أوربياً!
وفي التراث الأوروبي يطلق عليها طائر الفينيق، ووفقا للروايات فهو طائر متعدد الألوان طويل الرقبة، ويعيش لسنين طويلة من 500 إلى 1000 عام، وفي نهاية حياته يجثم على عشه في هدوء عاجزا عن الحركة، ويصدر منه صوتٌ منخفض وحزين، وحينها يحترق جسده بشكلٍ كامل، فينبعث من بين رماده يرقة صغيرة تزحف إلى أقرب بقعة يبزغ فيها الظل فينبعث عنقاء آخر.
ويقول عبدالله الحسن «عرفت العنقاء من خلال الروايات والقصائد وبعض الأفلام الخيالية، فمحمود درويش يذكر العنقاء الخضراء في قصائده كرمزٍ للمقاومة الفلسطينية، وكذلك عرفنا العنقاء في الروايات والكتب القديمة كألف ليلة وليلة» ويضيف «العنقاء طائرٌ عملاق مسنده الخيال، وليس له واقع غير ما يرمز إليه من أمور، كالخلود والمستحيل».
التعليقات (4)