تذكّر هذه الحملة أن الأمم المتحدة اعتبرت الأزمة السورية "المأساة الأعظم في وقتنا الحالي": ففي حين بقي العالم أجمع على مقعد المشاهد خلال السنوات التي تطورت بها هذه الأزمة، كما أثبت السياسيون أنهم غير قادرين على مواجهة التحدي الناتج عن هذه الأزمة. ويجد الإعلام صعوبة بتغطية الأزمة التي طالت وتشعبت أبعادها، وأصبح الإعلاميون يؤمنون أن العامة قد فقدوا اهتمامهم بهذه الأزمة. من الواضح أننا غير قادرين على الانتظار أكثر على أمل أن يتحرك قادتنا وخبرائنا ويحلون هذه الأزمة.
وتعرّف الحركة نفسها بأنها مجموعة من الطلبة والأطباء والفنانين وأصحاب الأعمال وآخرين من مختلف مجالات الحياة من جميع أنحاء العالم، يرون الإلهام في الشعب السوري، الذي يواجه بشكل يومي مشاكل لا يمكن تصورها، لكن يشارك أحزانه فيما بين أفراده، ويستمر في الصمود، ويرون الإلهام في أولئك الذين يعملون في المستشفيات الميدانية، الأمهات والآباء الذين ينامون جوعى كي يطعموا أبنائهم، والموسيقيين الذين يشاركون ألحانهم مع الآخرين رغم القصف والدمار.
وأضافت الحركة: "في حين يرى العالم الأخطاء والفشل، نحن نرى الأمل بالنجاح ولكن الأمل لا يعني أي شيء بدون أفعال سنقوم بتسليط الضوء على أراء السوريين جميعاً، سنضخّم أصواتهم، وندفع بآرائهم إلى الصدارة، أولئك السوريون الذين خبت أصواتهم تحت وطأة المتشددين من الطرفين. سنقوم بإطلاق أصواتهم من جديد عبر مواقع التواصل الاجتماعية، سنقوم بمشاركتكم قصصاً عن صمودهم ونجاحهم ومحبتهم وحياتهم اليومية في ظلّ أوضاعهم غير المعتادة. يحمل العالم على كتفيه عار تناسيه للأزمة السورية، ولكننا لن ننسى جمال وقوة وبطولة الشعب السوري وثقافته الغنية وكونه مهد الحضارات".
وقالت حركة "من أجل سوريا": "..سنخلق معاً ضغطاً عالمياً لا يمكن إيقافه وسنعمل والآلاف الذين يشاركوننا أمالنا من أجل مستقبل سوريا معاً لتحقيق تغيير حقيقي. سنقوم بخلق ضغط شامل يرفع الحصار عن المناطق المحاصرة، ويسمح للمجتمعات الحبيسة بالوصول إلى المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها، ونفتح أبواب الدعم المادي لكل المساعدات الإنسانية. نحن سنعمل معاً، على أرض الواقع وعلى الإنترنت، كي نقوم بخلق الضغط في المكان المناسب له. نحن نقوم ببناء حركة مؤلفة من أشخاص مسلّحين بأفكارهم وشغفهم، يقفون صفاً واحداً مع السوريين في كل مكان، ويعملون بجد نحو أهدافهم بتحقيق السلام والحرية، فكلما زاد عددنا أصبحنا قوة لا تُقهر".
وأطلقت الحركة قبل 10 أسابيع حملة للطلب من الشبكة الاجتماعية (فيسبوك) وقف التربّح من الترويج للأسد، وكانت حملة ساخرة على الانترنت وفيسبوك قد نددت بقبول موقع التواصل الاجتماعي الشهير أموالاً من نظام بشار الأسد وقيامه بالحصول على الأموال من الإعلانات في صفحة (سوا الانتخابية)، وتلقت وسائل الإعلام الدولية الحملة بالاهتمام الشديد. حيث غطت الحملة بي بي سي، سي إن إن، الجارديان، فرنسا 24، لوموند، واشنطن بوست، وفوكس نيوز وفايس والعديد من الوسائل الأخرى وكان ذلك الهدف الأول للحركة.
تقول الحركة: "قامت إدارة فيسبوك بالتحرك وسحبت الإعلانات من صفحة الأسد قائلةّ إنها قد (انتهكت معايير المجتمع). ثم أغلقت الصفحة، ولكن دعونا لا ننسى أن أحداً في مقر فيسبوك وافق صراحةً على "السماح" للإعلانات في صفحة الأسد في وقت سابق دون التفكير أن ذلك قد يكون مسيئاً للملايين من الناس، وهذا مؤشر قوي عن مدى اعتقاد الناس خارج المنطقة أن العنف في سوريا وخارجها لا يأتي إلا من الرجال الملتحين".
ومما جاء في خطاب حركة "من أجل سوريا": "أردنا من فيسبوك أن يقوم بأكثر من مجرد سحب الإعلانات. فقمنا ببذل المزيد من الجهد، لسحب الأموال التي حصل فيسبوك عليها من الأسد واعطائها إلى اللاجئين السوريين الذين هم في أمس الحاجة إليها. وخططنا لاحتجاج في مكاتب فيسبوك في لندن لدعم هذه القضية. لكن قوات الأمن اغلقت المبنى بأكمله فاضطررنا إلى اقامة مكتب "مقر فيسبوك سوريا" خارج المدخل الرئيسي، ولكن تأكدنا أن جميع الذين في المبنى يعرف بالضبط ما كان يحدث".
وتوضح: "لم نستطع التحدث مع فيسبوك بشكل مباشر في ذلك اليوم، ولكن حصلنا على مقابلة تلفزيونية لمدة خمس دقائق في قناة بلومبرغ التي كانت فرصة أخرى لكسر الصمت الإعلامي تجاه ما يحدث في سوريا.. لم يتخلى فيسبوك عن أموال الأسد إلى الآن؟ ولذا فإننا سوف نبقى نطلب منه ذلك، وذلك باستخدام لحظات مناسبة للضغط عليهم. كما تم الكشف عن قصة أكبر من خلال هذه الحملة، فعندما سأل الصحفيون فيسبوك إذا كان انتهك العقوبات المفروضة بأخذ المال من الأسد لتعزيز حملته الانتخابية، رد فيسبوك إن المال لا يأتي من سوريا بل من الخارج. ولكن من أين؟ وبواسطة من؟ ليس هناك شك بوجود عملية دعائية تجري عبر وسائل الاعلام الاجتماعي للنظام وخارجها ونحن مصممون على معرفة من يعمل على ذلك.
سنقوم في الأسابيع القليلة المقبلة بإطلاق حملة كبيرة لحماية المدنيين في شمال سوريا والترحيب باللاجئين في أوروبا. ولكنها لن تكون كبيرة ومؤثرة إلا إذا كنا جميعاً معاً".
التعليقات (9)