يافتية الشام للعلياء ثورتكم وما يضيع مع العلياء مجهود
جدتم فسالت على الثورات أنفسكم علمتم الناس في الثورات ما الجود
نعم هي الشام وجود أهلها والجود هنا سلوك سوري أصيل له فقهه وتراثه وهنا سر الانتقام.
في الواحد والعشرين من آب في العام 2013 ميلادي نام في دار الخلد الأبدية 1722 شهيداً جلهم أطفال ونساء وشهد الناجون أن العالم حينها تلحّف بالعار، سيد البيت الأبيض يدعى باراك أوباما وسادة أوربا بالاسم هم اولاند الفرنسي وميركل الألمانية والبريطاني كاميرون، سادة دول عظمى بالتمام والكمال عددها أربع قد بصموا على وثيقة تؤرخ إلى أسوأ مرحلة من مراحل التاريخ الإنساني ساقهم بوتين الروسي صانع ألعاب موتنا بعصاه المصنوعة من خليط عشوائي لدماء وعظام لأطفال ونساء وشيوخ تهمتهم سوريون وسحنتهم آدمية، لا شيء هنا يربط الأشياء والنكبات سوى ضمير بات كالمومس عارياً، يسكن أضلعا موشومة بعهر صبيان السياسة ومغلفة بعمائم كسرى وضغائن الطائفية والانحطاط، تجمع في سجلها الأخير الأسد والخمسة الكبار والخامنئي في خانة القاتل والآمر، تمت الجريمة وصمت العالم بشروط المقامر بآخر سهرات السكر والرذيلة، لم يكن تسليم براميل صدئة من الكيماوي مفاجئاً ولم يكن لابتسامات قادة العرب وقع الدهشة على السوريين الأحياء، فرصاصات القتل الأولى في آذار 2011 على روح سوريا القادمة من عمق تاريخ جامعها العمري بدرعا قد عرت وجوه البلادة، توالت المجازر والمآسي وتوالت الضحكات في جامعة العرب، حفظ السوريون جيداً درس العروبة الأخير ودرس أمم الارض قاطبة وعرفوا منذ أن أطل عليهم بان كيمون بقلقه الأممي البالغ أن دموع التماسيح سقطت فوق قطر الندى في غوطة الشام وأن أجساد ضحاياهم الباردة هي جسر صفيح ساخن لدبلوماسية يتربع شيطان مجلس الأمن في تفاصيلها، في ذلك الفجر الأسود سوّق العالم الحر من بين حدقات أطفال سوريا المستسلمة بهدوء لفكرة أن القاتل المتعاون مع ميثاق الشرف الأممي بتسليم أداة الجريمة سينال مخرجاً مشرفاً، وسوّق كتاجر محترف لفن جديد في الجريمة والعقاب ولنقُلْ فن الثواب، فالشرف الأممي والأسدي سيان، وفي ذاكرة السوريين ما يشبه الصندوق الأسود في الكوارث، فالقاتل النمرود ومجلس الأمن في كامل صندوقنا الأسود كلطخة سوداء تشبه عمامة طهران، وخنافس تقضم ساق الحور في غوطتنا عنوانها لبنان والعراق، هنا سر الحكاية في الجود للتاريخ حين تستبيحه الأقزام للانتقام من حضارة تمتد كجذور الجوز ومهارة الإنسان.
في ذكرى الكيماوي لن يفتح السوريون باب الدمع، فمراسم العزاء قبل عام كانت على عجل، ومراسم الثورة مازالت كما كل العرائس تتكلل وتحاط بالعطر، هنا وعلى خارطة هذه البلاد مزيد من العطر ومزيد من الأبواب للخلد ومزيد من البأس والعزم ومزيد من النصر، والباكي هو من يبحث عن جحر الهروب الأخير عن ساق الحور وزهر اللوز في غوطة الشام أو غوطة سوريا.
في ذكرى الكيماوي وإلى مجلس الأمن بقية حديث، لم يكن موت أحبتنا بالكيماوي وغيره من مجازر يندى لها الجبين هو الفاجعة ولا حتى موت السوريين في زوارق الموت المهاجرة والمتاجرة بأحلامهم، الفاجعة ليست أيضا تسليم الكيماوي بتلك الصفقة المشبوهة التي كان جزءا من ثمنها قصف البراميل على حلب والصمت الأممي والعربي المريع، الفاجعة أنكم تسمّون عسفا رجال دولة وتحملون ملفات شعوب الأرض في مؤتمراتكم، لكنه كثير عليكم أن تحملوا حقيبة غانية حين قدومها لملهى ليلي، وخطوطكم الحمراء ليست سوى أحمر شفاه في تلك الحقيبة.
في ذكرى الكيماوي الرحمة للشهداء، وللحور والجوز وأكف الخير البقاء.
التعليقات (1)