وقدم أصدقاء الصحفي (جيمس فولي) تعازيهم إلى والدة الصحفي الذي قتل في سورية، و"يشاركون والديه الألم والأمل بالخلاص لروحه".
يتحدث الشارع السوري عن الصحفي فولي بأنه "قُتل حين قُتل حمزة الخطيب ولم يحرك العالم المتحضر ساكناً"، ويقول معارضون: "قُتل فولي حين ترك أوباما إرهابي دمشق يتمدد ويولغ في الدم السوري.. وحين مارس التنصل الواضح والكذب الصريح والديماغوجية الحمقاء بحق شعب سورية وأدار ظهره لدمائهم التي يسفكها الإرهابي الأكبر بشار الأسد وعائلته وعصبته، حين تركه يمعن في دماء السوريين بعد أن أطلق المتطرفين من سجونه بعفو رئاسي وقدم لهم الأرض والعتاد والمال".
في بدايات 2013 التقى ناشطون حقوقيون سوريون بممثلين حكوميين أمريكيين وأوروبيين، وفي كل مرة كانو يؤكدون لهم إن الخطر الرئيس على الشعب السوري والمنطقة بأكملها وحتى على أمريكا والغرب هو استمرار الوضع في سورية على ما هو عليه بترك نظام الأسد الضعيف على قيد الحياة فهو يحول سورية إلى بؤرة لاجتذاب المتطرفين من أنحاء العالم، كما أنه يحمي وجوده بتغذية الإرهاب في محاولة منه ليظهر أن سقوطه سيودي بالمنطقة إليهم، وإن عامل الوقت هو الحاسم في حل الأزمة فكلما زاد عمر نظام الأسد سنة واحدة كان ذلك إضافة لسن الإرهاب الذي يكبر وحين يصل سن البلوغ لن يجدي معه الندم أو محاولة العودة إلى خيارات كانت مقبولة سابقاً. وهو ما ينطبق على حكومة رئيس الوزراء المخلوع نوري المالكي وعصبته التي دعمها أوباما وقدم لها السلاح والغطاء ليدمر البنية الاجتماعية في العراق بتعليمات إيرانية.
وكانت تقارير حقوقية كثيرة قد وثقت ما قامم به المالكي من فظائع، حيث أطلق كبار أعضاء القاعدة من سجونه في لعبة اقتحامات لسجون الحوت (التاجي) وبغداد المركزي (أبو غريب) وقدم لهم السلاح الأمريكي المتطور في لعبة أخرى حين قدم عشرات الآلاف من الجيش العراقي أسلحتهم الأمريكية الثقيلة والخفيفة وحتى بزاتهم العسكرية.
وبالمقابل، يتساءل معارضون سوريون: "ما الذي يعنيه أن يقدم الأسد محافظة الرقة بأكملها إلى داعش؟!"، وهذه المحافظة تعتبر من المناطق النائية في سورية، فهي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 370 كيلومتراً وتعدّ من أكثر مناطق السوريّة تهميشاً، كما تتصدر قائمة المحافظات السوريّة في مستويات الفقر والبطالة والأمية والتسرب من التعليم الابتدائي.
كما يطرح مراقبون تساؤلات حول: "ما الذي يعنيه أن يقدم الأسد مخازن الذخيرة لداعش بانسحابات أو اشتباكات هزلية، وأن يمولهم بشرائه نفط السوريين منهم، أو حين يتقدم إرهابيي داعش بالشكر للأسد والثناء عليه في خطبة شهيرة عام 2014؟ وما الذي يعنيه أن تمهّد عصابات الأسد بالقصف الجوي لاجتياح داعش البري لمناطق الثوار؟".
خلال مؤتمره الصحفي الأخير لعام 2013، تعرّض أوباما أضعف رئيس لأقوى دولة في العالم لحملة انتقادات واسعة طالت تصريحاته، شنتها وسائل الإعلام الأمريكي واتّهمته بخيانة الشعب السوري وتجاهل أزمته الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة السورية بقيادة رأسها الأسد، حيث وصفت أوباما عدة صحف أمريكية كبرى كالواشنطن بوست ونيويورك تايمز وغيرها، بأنه كارثة سياسية وكثير الكلام وأودى بمصداقية أمريكا إلى الهاوية بممارسته الطفولية للسياسة، ولكنه لم يستمع حتى لكبار مستشاريه ومجلس الأمن القومي وأعضاء الكونغرس أنه "عليه التوقف عن سياسة اللامبالاة التي ينتهجها" وأن "أسوأ الخيارات المتاحة هو عدم التدخل".
لا يزال أوباما متمسكاً بجائزة نوبل للسلام معتقداً أن السلام هو مهادنة القتلة والمجرمين لا تخليص البشرية من شرورهم، فيما يدفع السوريون والصحفيون الباحثون عن الحقيقة ثمن إبقائه الأسد قابضاً على السلطة في دمشق.
التعليقات (33)