اللاجئون السوريون في لبنان والبازار الإعلامي لـ "ديك النهار"

اللاجئون السوريون في لبنان والبازار الإعلامي لـ "ديك النهار"
الصحافة اللبنانية ومع بداية الثورة السورية، أصبحت أشبه بالبازار السياسي والإعلامي، الكل يتسابق لممارسة شكل من أشكال العنصرية ضد اللاجئين السوريين، وخاصةً بعد الحملة العسكرية للجيش اللبناني ضد ما قيل أنها "عناصر من جبهة النصرة" في بلدة (عرسال) الحدودية، حيث شهد البازار إرتفاعاً ملحوظاً بالطلب على التصريحات والمقالات العنصرية ضد السوريين، تغريدة رحاب ظاهر، الصحافية المغمورة، أكثر حدةً و عنصرية، مثلما صورتها النخبة المثقفة السورية، ومستخدمي شبكات التواصل الإجتماعية، من مواطنتها الصحافية المعروفة جمانة حداد، والتي وصفها البعض بالإعتدال وعدم التطرف، في سياق الحرية الإعلامية.

(رحاب ضاهر)، صحافية لبنانية مغمورة، بحثت عن موطئ قدم تحتله في سوق البازار، وبشكل مرضي يثير الشفقة، طلبت من كل مواطن لبناني، قتل كل لاجئ سوري يصادفه، وكعادة البازار السياسي والإعلامي السوري، أعطى لها فرصة التواجد في البازار، والأمر فيما يتعلق بها، كان لا يتجاوز تجاهل الأمر، وكأنه لم يكن، وهو الحل الوحيد إزاء المغمورين من مطلقي التصريحات العنصرية، حيث أن الحل الوحيد إزاء الباحث عن الشهرة والظهور، بالضبط يكمن بالتجاهل، وبالتالي لن يستدعي الأمرإنتشار التدوينة، وستفيق رحاب ظاهر باليوم التالي، وتجد نفسها كما كانت، ويبتلعها عقلها المريض، للبحث عن حلول أخرى للظهور والشهرة.

بينما الفاشية المنظمة، هي تلك التي طلعتنا بها صحيفة (النهار) اللبنانية العريقة، بمقال لمسؤولة الصفحة الثقافية فيها، الصحافية (جمانة حداد)، حداد والتي قاربت في طرحها، مقولات اليمين في أوربا، حيث أن العمل يجب أن يكون حكراً على المواطنين، ومقدماً على المهاجرين منهم، وهي الطروحات التي تجعل غالبية المجتمعات الأوربية، تنحاز لليسار وتعادي اليمين المتطرف، وتعتبره شيئاً لا يتعدى وصفه بالعنصرية إلى وجهة نظر واستظهارات دفاعية... وبالطريقة نفسها حاولت فيها حداد التلطيف من جو الفاشية التي فاحت من بين حروف مقالها، بأسلوب عاطفي ساذج.

جمانة من حداد تشعر بالقلق... وهي تعبر عن قلقها من وضع تصفه بالقول: " يقلقني أني كلما ذهبتُ، مثلاً، الى مطعم أعرفه وأرتاده منذ مدة، وجدتُ أن الطاقم اللبناني بأكمله قد تغيّر وصار، من أعلى الهرم الى أسفله، سورياً. يقلقني أن عدداً كبيراً من أصدقائي اللبنانيين الشباب عاطلون عن العمل لأن لا قدرة لديهم على منافسة من يرضى بمئتي دولار أميركي راتباً شهرياً. وهكذا ".

أكثر من ذلك تعتبر أن المشكلة ليس فيمن طرق الباب، بل فيمن فتحه... هي تلوم من فتح الباب، وتناقش من سيزايد عليها إنسانياً... فتتابع: " قد يقول قائلٌ يريد أن يزايد علينا إنسانياً: "كيف لنا أن نرفض مساعدة مَن يفرّون من موتٍ أكيد؟". هنا أيضاً الجواب واضح وبسيط: "إنتحارنا لن يساعدهم".

صار استقبال السوريين انتحاراً. لكن أليس بإمكاننا أن نقرأ الصورة التي تزعم حداد أنها خالية من العنصرية، على النحو التالي: سورية بلد يعيش حالة حرب، إحدى أشكال إرتدادتها المدمرة، ناتجة عن الداخل اللبناني، وبالتخصيص حزب الله، ومساندته العسكرية.

الأجدى كان بحداد، والأكثر إنجساماً وإخلاصاً لمهنتها، تخصيص حروف مقالتها ومقالاتها السابقة منها، للحديث عن الشاب السوري الجامعي، الدي يعمل بمئتي دولار لكل يعيل عائلته، بعد أن قتل أحد عناصر حزب الله، والده في سورية، وجعله ينزح مع عائلته من بيته، هنا يصبح فض الاشتباك المواقفي، أكثر وضوحاً وتمييزاً من الاستقطاب السياسي والإعلامي، المتجاهل للسبب والغارق في النتيجة.

النتيجة التي تحسم خياراتها بالتوجه إلى الضحية ومحاكمته وإيقاع العقوبات به، وترك القاتل طليقاً وحراً بما يفعل فلاتاً من العقاب، هنا تمسي الصحافية غير معنية بالناس ومواقفهم وخياراتهم وحقوقهم، بل معنيةً أكثر بالتجاذبات السياسية والإعلامية وحتى الإنتخابية، إن صح التوصيف، وهو ما يبرر تغير المواقف بين الحين والآخر، إستجابةً للبازار وتقلباته، وفي هدا السياق يمكن وضع تصريحات الصحافية المغمورة رحاب ظاهر، والصحافية المعروفة جمانة حداد، في سياق تغييرات البازار أو إحتمال تغييراته في المستقبل القريب.

البازار السياسي والإعلامي السوري، هو الآخر خاضع لنفس هده التجاذبات، بينما الكل تجاسر على الصحافية المغمورة، الباحثة عن المال والمكانة، لم يتجاسر أحد منهم على الصحافية المشهورة، صاحبة المال والمكانة، البازار بالحالة الأولى لا يخضع لحساب الربح والخسارة، بينما المزاعم التي سيقت، بالحالة الثانية، أرادت التخفيف من وطأة المقال، حيث أن صاحبته تملك المكانة والنفود في مؤسسة إعلامية، الكل يتسابق سورياً، للتعيش منها، وتصدر صوره لملاحقها التي تتلولى تسويقهم دعائياً وإعلانياً.

السوريون اللاجئون في لبنان أناس أصحاب وجوه، تروي قصص التوحش الأصولي اللبناني في سوريا، وخاصةً أنهم لاجئون من المناطق التي دخلها حزب الله، لذلك مهما كانت التسوية في البازار اللبناني وشكلها ومضمونها، يجب أن تكون خارج سياقات اللجوء الإنساني، لهؤلاء الدين قتلهم الحزب في سوريا، ويريد قتلهم مرةً ثانيةً في بازاره السياسي والإعلامي، وحتى الإنتخابي والتوافقي منه.

التعليقات (1)

    رزوق عبيد

    ·منذ 9 سنوات 8 أشهر
    أدان الائتلاف تدخل النصرة في عرسال واعتبره انجراراً خلف مؤامرة هدفها خلق فتنة افتعلتها قوى معادية للثورة السورية لتوريط الجيش اللبناني والثوار السوريون ونشر القنابل الدخانية على تدخل حزب الله للقتال الى جانب أسد. ولكن المزايدين من القوى اللبنانية صموا آذانهم عن نداءات الائتلاف وأحد أهم القياديين في الثورة الدكتور غليون بأن معركة السوريين مع بشار أسد وليس في عرسال . ولكن المزايدين من البنانيين لم يسمعوا هذا الكلام وانخرطوا في المخطط الذي رسمته ونفذته قوى لبنانية تقف في صف عصابات أسد.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات