فرقة إيقاعات مقاوِمة: (الموت ولا المذلة) رمز الثورة السورية!

فرقة إيقاعات مقاوِمة: (الموت ولا المذلة) رمز الثورة السورية!
مع بداية الثورة السورية، برزت العديد من الفرق الموسيقية المتعاطفة مع الثورة السورية، قدمت العديد من العروض الموسيقية والغنائية، وأهم ما ميز هذه الفرق الموسيقية معالجتها للسياسي من بوابة الثقافي، حيث بدت أقرب للناس وأكثر إقناعا بحرارة مشروعها الفني، متى اقتربت بمعالجتها للموضوع السياسي بالموسيقى.

فرقة (إيقاعات مقاومة) إحدى هذه الفرق الموسيقية التي استحضرت القضية السورية عبر الموسيقى، لكن الفرقة ابتعدت عن الطرح السياسي المباشر، وسعت للاقتراب بالقضية من منابعها الانسانية. ورغم تعدد جنسيات أعضاء الفرقة، ولكن القضايا الانسانية هي ما يجمعها، ويبدو ذلك واضحا عبر المورث الموسيقي، الذي قدمته الفرقة، واستدماج موسيقي، يكون فيه الجاز حجر الأساس.

منذ البدايات تعمل الفرقة على استحضار المورث الغنائي المحلي، والابتعاد عن المورث الموسيقي المحلي، في محاولة منها على ما يبدو، للتواصل بالموسيقى عبر تعدد البيئات السياسية والاجتماعية والجغرافية، لخلق معادل نغمي، مع أغنية "أم الشهيد" و"الموت ولا المذلة".

أغنية "الموت ولا المذلة" والتي أصبحت رمزا للموسيقى الثورية السورية، قدمتها الفرقة عبر موسيقى قوية وواضحة، وأداء مبهر يفيض بالتحدي والعنفوان والإحساس العميق بكرامة الإنسان. الأداء القوي في تقديم الغناء والموسيقى، لا يقل عنه ظهور قوي أخر على صعيد تقديم الفرقة لنفسها ومشروعها على المسرح.

مثل هذا الاقتراب من المورث الغنائي، والابتعاد عن الموروث النغمي، يبدو مشروع مدروس بعناية وإتقان من قبل الفرقة، أخذة من المورث المحلي الغنائي بقدر ما هي تؤخذ من التعدد النغمي العالمي، وتبقى الروح مخلصة للقضايا الانسانية العادلة، مع وفائها لكل علامات التعدد النغمي الإنساني.

عازفة الفلوت السورية - الفرنسية (نسيم جلال)، أحد مؤسسي الفرقة، إلى جانب الموسيقيين، عازف الساكسوفون (مهدي شايب)، وعازف الغيتار والتشيلو (كارستن هوتشفابيل)، وعازف الكونترباص (ماتياس زانداي)، إضافة إلى عازف الدرامز (فرانسيسكو باستكالدي).

ويبدو أداء العازفة السورية- الفرنسية نيسم جلال والتي تقود الفرقة في كثير من الأحيان باقتدار، وفيا للروح السورية، عبر رشاقة بالعزف تتمثل قداسة الثورة السورية، وعلاماتها البينية والسياسية والاجتماعية، في اقتراب من كونها أوركسترا للثورة. رشاقة فردية تتسق مع رشاقة في الأداء الجماعي، ووصلات العزف الحر، حيث تبدو المواهب الموسيقية التي تمتلكها الفرقة، والتي تنعكس لمسات قوية وجميلة في أن، معطية الثورة السورية ما تستحقه على صعيد الموسيقى، عبر الحفلات التي تقدمها فرقة بين الفينة والأخرى، والتي يقابلها الجمهور العربي والفرنسي بحفاوة الحضور، وخاصة في الحفلات الأخيرة.

عبر التجربة المميزة للعازفة السورية جلال، تعرف الجمهور على موهبة سورية خاصة، تعكس حساسية المجتمع السوري، العاشق للموسيقى والثقافة، والتواق أبدا لمقاربة للمورث الغنائي السوري، وخاصة في ظل محاولات النظام محو الذاكرة الموسيقية السورية، وتقديم موسيقى سوقية هجينة تحاكي غرائز مؤيدية وتمثل بيئاتهم المعسكرة.

العازفة السورية - الفرنسية نسيم جلال، وفي حوار لصحيفة (أورينت نت) قالت: "نعمل على تقديم موسيقى إنسانية تتمثل، ليس القضية السورية فحسب، بل الانسانية جمعاء، بعيدا عن الضجيج والبريق الإعلامي"وتتابع جلال متحدثة عن أغاني التراث، معتبرة أن الوقوف مع الثورة السورية، موقف لا يقل عن التظاهر"الثورة فعل إبصار لحقوق الناس بحياة أفضل، والموسيقى شكل جوهري من أشكال هذا الإبصار".

وتعتبر جلال اسم الفرقة، تعبيرا عن فعل المقاومة ليس على صعيد القضية السورية فحسب، بل على صعيد القضية الفلسطينية، وكافة القضايا العادلة، موضحة تركيز الفرقة على قضايا الشباب السوري وأحلامهم، بحكم الثورة التي تعيشها البلاد حاليا، وتضيف جلال"نحن حريصين على تقديم أغاني محلية، بإيقاع غربي صرف،"جلال تتحدث عن الحالة الغنائية والموسيقية المتردية في ظل حكم نظام الأسد، رافضة عروض التمويل للفرقة، تجنبا لأي شكل من أشكال التقيد، مكتفية بالمكاسب المادية التي تتحصل عليها، عبر أمسياتها، إن توافرت هذه المكاسب، وهذا لا يؤثر على انتشار الفرقة، بحسب تعبيرات جلال، وتخبرنا جلال أن الفرقة ستطلق ألبومها الأول قريبا جدا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات