إيران تؤسس ميليشيات شيعية جديدة لإحكام قبضتها على العراق

إيران تؤسس ميليشيات شيعية جديدة لإحكام قبضتها على العراق
مع استمرار معارك الكر والفر بين قوات الجيش العراقي وبين الفصائل المسلحة المختلفة في مقدمها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في المدن والبلدات الكبيرة, شمال وغرب العراق, يبدو أن أحد أهم خيارات الحكومة برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي, هو توسيع دور وحجم الميليشيات الشيعية المسلحة التي شكلت قوة ميدانية مهمة لمنع اندفاع المسلحين السنة نحو بغداد.

وكشف مصدر في التحالف الشيعي ل¯”السياسة” أن “الحرس الثوري” الايراني عمل في الأسبوعين الماضيين على تأسيس ميليشيات عراقية جديدة أو بالأحرى تشكيل ألوية جديدة اضافةً الى الميليشيات المعروفة اصلاً.

وأشار المصدر الى ان “الحرس الثوري” أسس “لواء عاشوراء” بزعامة جواد الطليباوي وهو من قادة “عصائب أهل الحق” و”لواء سرايا أنصار العقيدة” بزعامة عيسى جعفر, وهو من أهم قادة كتائب “حزب الله العراقي” اضافة الى “لواء أبو الفضل العباس”, الفرع العراقي بزعامة ابو علي الدراجي و”فيلق بدر” بزعامة وزير النقل هادي العامري الذي يتولى جبهة الدفاع عن محافظة ديالى, شمال شرق العاصمة العراقية.

وقال المصدر العراقي الشيعي إن النظام الايراني طلب من التحالف الشيعي تعزيز دور الميليشيات في قيادة الملف الأمني “لأن القتال مع المسلحين السنة سيكون مصيرياً وقوياً في الفترة القريبة المقبلة, على اعتبار ان هناك حشوداً من قبل “داعش” بعد استقدام مئات المقاتلين من سورية باتجاه العراق بهدف التحضير لعملية اقتحام العاصمة بغداد”.

وأضاف أن “بعض قادة التحالف السياسي الشيعي تحفظوا على توسيع حجم ودور الميليشيات, لأن هذه الخطوة ستعرقل جو الانفراج السياسي الذي انجز مع اختيار رئاسة البرلمان والتوجهات الراهنة لاختيار رئاستي الجمهورية والحكومة, كما أن جزءاً رئيسياً من التسوية السياسية المطروحة أن تتم اعادة هيكلة وبناء القوات المسلحة العراقية على أسس مهنية ووطنية بعيدة عن الطائفية وبالتالي الطلب الإيراني بتعزيز دور الميليشيات العراقية يتنافى مع كل هذه التوجهات”.

وأكد المصدر أن مواقف صريحة صدرت عن قادة التحالف الشيعي للقيادة الايرانية, بأن تعزيز دور الميليشيات في الملف الأمني معناه تراجع دور وزارتي الدفاع والداخلية, وهذا أمر مقلق وخطير بالنسبة للعملية السياسية التي لها استحقاقات ومتطلبات, في مقدمها حل هذه الميليشيات وإنهاء اي دور لها في الحياة العسكرية.

ولفت الى أن تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالتحديد, حذر من أن استمرار دور الميليشيات في المعارك سيبرهن على أن الحرب الدائرة ليست حرباً ضد إرهاب “داعش” والبعثيين بل هي حرب طائفية بامتياز وهذا معناه أن الطرف الآخر, أي السنة, سيحشد صفوفه هو أيضاً لهذه الحرب و بالتالي ستكون حرب طائفية معقدة وطويلة ومكلفة.

وذكر المصدر العراقي الشيعي أن التيار الصدري كان صريحاً جداً وحذر قادة التحالف الشيعي من أن السكوت على تنامي دور الميليشيات بدعم ايراني, سيؤدي الى تدفق آلاف الجهاديين السنة من كل بقاع العالم الى العراق بطريقة وبمستوى أخطر بكثير مما حصل في سورية وهذا الأمر سيفجر حرباً اقليمية طائفية, معتبراً أن “ايران ترتكب حماقة كبيرة اذا فكرت بهذا الخيار وأيدته”.

وحذر المصدر من أن ايران تستثمر الأزمة الأمنية الراهنة لمضاعفة نفوذها بشكل غير مسبوق أكثر مما ضاعفه الانسحاب العسكري الاميركي الكامل نهاية العام 2011, وهذا أمر يجب التنبه له لاعتبارات ستراتيجية “لأن الحسابات الايرانية تتطلع لتحقيق هدفين حيويين من توسيع وتعزيز قوة الميلشيات العراقية: الاول يتعلق بضمان السيطرة على العملية السياسية في بغداد, سيما إذا رحل المالكي عن السلطة وفقد الولاية الثالثة لرئاسة الحكومة, وبالتالي يمكن لأي حكومة عراقية جديدة برئيس وزراء جديد أن تكون تحت مطرقة الميليشيات اذا حاولت اتخاذ قرارات سياسية من دون التنسيق وموافقة طهران المسبقة”.

أما الهدف الثاني: فيتمثل بمواجهة تمدد “داعش” الى الحدود مع ايران, كما أنه يمكن استخدام الميليشيات لتنفيذ هجمات على الحدود العراقية مع المملكة السعودية والكويت, في ظل استمرار الصراع الدموي في سورية ومخاطر سقوط نظام بشار الأسد.

ووفق رؤية المصدر في التحالف الشيعي العراقي, فإن النظام الإيراني يعتقد أن تشكيل الميليشيات وزيادة قوتها, يمكن أن تشكل نواةً لأجنحة عسكرية في بعض دول المنطقة, كما حصل في مملكة البحرين حيث لعبت الميليشيات العراقية دوراً في انشاء خلايا مسلحة ونقل متفجرات إلى المنامة لدعم الفصائل المعارضة هناك.

* المصدر: السياسة الكويتية

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات