قوانين "جواز السفر": منع السوريين من الهرب أم من العودة؟

قوانين "جواز السفر": منع السوريين من الهرب أم من العودة؟
لم تتوقف مأساة الشعب السوري باستخدام النظام للبراميل المتفجرة والصواريخ، فقد تجاوز معاناة السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم والاستقرار في دول الجوار أو بعض الدول العربية، حرمانهم من جوازات السفر ومنعهم من دخول السفارات، ويواجه السوريون عقبة حقيقية في عدم تجديد جوازات السفر، مما يوقعهم في الكثير من المشاكل في الدول التي يقطنونها ويعملون فيها، والتي يتحتم عليهم تجديد إقاماتهم فيها، وتعتبر مشكلة إصدار جوازات السفر أو تجديدها من المشاكل التي يطالب السوريون الائتلاف السوري والدول الداعمة بحلّها.

صحيفة "الوطن" المقربة من النظام أكدت أن وزارة داخلية الأسد ستصدر قانونا جديدا يتيح لها إصدار الجوازت وحرمان السوريين من جوازات في بعض الحالات وقالت:" إن اللجنة المشكلة لتعديل قانون نظام جوازات السفر رقم 42 لعام 1975 أنهت عملها وأن مشروع القانون الجديد سيعرض على مجلس الشعب في أقرب وقت ممكن لمناقشته وإقراره قانوناً نافذاً بدلاً من القانون الحالي، ولفت المصدر إلى أن مشروع القانون وضع إجراءات صارمة للحصول على جواز السفر".

وجاء في مشروع القانون في المادة الأولى أنه "لا يحق لمن يتمتعون بجنسية الجمهورية العربية السورية مغادرة الأراضي السورية أو العودة إليها إلا إذا كانوا يحملون جوازات سفر أو وثائق سفر وفقا لأحكام القانون ويجوز الاستعاضة عن هذه الجوازات بإجازات حدود أو بطاقات شخصية أو عائلية أو ما يقوم مقامها وفي حالات تحدد بقرار يصدر عن وزير الداخلية".

النظام يفرض عقوبات على المغتربين

وفرض مشروع القانون الجديد عقوبات "رادعة" على كل من يحاول استخراج جواز سفر بطريقة غير قانونية أو يسهل ذلك حيث أنه يعاقب بالحبس حتى ثلاث سنوات وبغرامة مالية لا تقل عن 100 ألف أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف أحكام القرارات الصادرة.

وحول فرض قوانين وعقوبات على من غادر الوطن وطلب الحياة هرباً من القصف المستمر من قبل قوات النظام، يقول الباحث والاستشاري السوري الدكتور "محمد جمال طحان": "من الواضح تماماً أن كل المراسيم والقرارات السورية بدءاً من آذار 2011 تصب في دائرة واحدة تريد إفراغ سوريا من مواطنيها الذين لايقبلون الانصياع أو لديهم آراء مختلفة عن تلك التي تفرضها السلطة بالقوة، لقد قال المستبد الأسد الأب : لاحياة في هذا البلد إلا للتقدم والاشتراكية، في حين كان يحثّ الخطا نحو تخلّف سوريا وكان يسارع في نهب ثرواتها".

وأضاف الدكتور"طحان" أن "الوريث غير الشرعي ذهب إلى أبعد من ذلك واكتفى بإيصال المواطن غير الموالي إلى إيمان أنه (لاحياة) في هذا البلد من غير انصياع كامل، ومن ضمن تلك الخطط المستمرة في الإذلال مشروع تغيير جواز السفر ، ذلك المشروع الذي يهدف إلى منع السوريين من الحصول على جوازات سفر عبر الائتلاف أو الحكومة المؤقتة حيث سلّم الجيش الحر عدداً من جوازات السفر الفارغة ووضعها في خدمة السوريين ، وتغيير الجوازات يعني حرمان المواطن من الاستفادة منها، كما أنه يعني الاكتفاء بالسوريين الذين يعيشون في الداخل وحرمان الذين يعيشون خارجها من جنسيتهم السورية. كانت سوريا للسوريين والسلطة تريد سوريا للموالين".

تضييق الخناق

بعد أن أصدر النظام تعليمات إلى فروع الهجرة والجوازات في سوريا والقنصليات في الخارج تقضي بعدم منح جواز سفر لغالبية المواطنين المؤيدين للثورة من خلال الاجراء الموجود لدى تلك الدوائر، تحدث لـ"أوينت نت" دكتور الإعلام والعميد المنشق إبراهيم الجباوي، قائلا:" إن هذا الاجراءات التي يتخذها النظام ترسل للحاضنة الشعبية لثورة لمنع استصدار جوازات سفر لهم، وأعقب تلك التعليمات بمنع تجديد الجوازات القديمة الأمر الذي حدى بعض الناس المضطرين للسفر ان يحاولوا ايجاد سبل اخرى ومنها غير قانونية لتجديد وتمديد جوازاتهم ليتمكنوا من السفر بموجبها".

وأضاف العميد "الجباوي" أنه وصل الأمر في النظام إلى طرح فكرة سحب وإلغاء الجوازات الموجودة مع كل من غادر البلاد بصورة غير قانونية ( قسرا وتهجيرا)، وبالعودة لخطاب (القسم) الأخير أتى على ذكر أن من غادر البلاد إنما هربا من الإرهابيين وبطشهم متناسيا براميله المتفجرة وسلاحه الكيماوي وطيرانه وصواريخه التي يدك بها المدن والبلدات الثائرة مما اجبر ساكنيها على الهرب من بطشه هو وليس من الإرهابيين الذي يدعي وجودهم، والمهم أنه اتى على ذكر تلك الشريحة في خطابه وأنهم سيعودون الى بلداتهم وقراهم هذا ما يتناقض مع الواقع الذي يضفي على البلاد اجواء إرهابية تمارسها شبيحته وعصاباته المسلحة ومرتزقته، ومن جهة فهو اليوم يصدر تشريعه اللاشرعي تضييقا منه على المواطنين في الداخل وقطع الأمل عند المواطنين اللاجئين في دول العالم تماشيا مع قراراته السابقة بعدم التجديد أو استصدار جوازات جديدة التي هي من حقوقهم الطبيعية".

وناشد "الدكتور الجباوي" الدول العربية أولا ودول اصدقاء الشعب السوري ثانيا، للنظر بعين الإنسانية إلى هذا الأمر وايلائه الأهمية القصوى والعمل على اعتماد وثيقة سفر خاصة باللاجئين السوريين في مختلف بلدان العالم تكون معتمدة من الأمم المتحدة وبشكل مؤقت ريثما يتم حل القضية السورية وهذا جل ما يطمح إليه السوريين المهجرين في الوقت الحاضر.

النظام يمنع السوريين من السفر

يعتبر جواز السفر هي الوثيقة الوحيدة التي تستطيع دول العالم السماح لغير المواطنين البقاء والتمتع بمزايا الدولة المقيم بها، والأديب المعارض "محمود عادل بانجكي" يؤكد لـ"أورينت نت" أن جوازالسفر وثيقة تبيّن قومية وجنسية حامله، وهو حق مكتسب بالمواطنة، يعطي حامل هحقّ حماية دولته له، فإن القانون الجديد هو حيلة لحرمان السوريين المعارضين من هذا الحقّ، فإنّ ما يفعله نظام الأسد بالسوريين هو أكثر فظاعة، فهذا النظام المجرم، يحرم المواطنين في المناطق الحاضنة للمعارضة حقّ الحياة بإلقائه البراميل وصواريخ السكود على الأبرياء. ولا غرابة فالمجرم يزداد شراسة كلّما شعر باقتراب القصاص منه".

التعليقات (4)

    بدكم حرية هي الحرية

    ·منذ 9 سنوات 9 أشهر
    وين الاتلاف الوطني الكذاب حسبي الله ونعم الوكيل عليكم ياحكام العرب بروح بدم نفيكي يا سوريا

    ابو طارق

    ·منذ 9 سنوات 9 أشهر
    من اين تأتي اسرائيل وأصدقاء (الشعب السوري) بهذا المقاوم والوطني الذي يحرص على أمن اسرائيل أكثر من الصهاينه أنفسهم وكل مايقوم به بشار من شيطنه وحقاره وأذلال للشعب السوري فما هو الا بأيعاز من الصهاينه و(اصدقاء الشعب السوري) كلهم كلاب ومتآمرين على الشعب السوري يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين من كان يعتقد أن الباطل سوف ينتصر على الحق فقد أساء الظن بالله حاشا وكلا.. لن ينتصروا هؤلاء الحثاله على ارادة رب العالمين وسوف يهزم هؤلاء الخونه العملاء شر هزيمه بأذن الله

    سامر...

    ·منذ 9 سنوات 9 أشهر
    الأسد مو جديد عليه القتل و التنكيل و الخراب و الدمار لك هاد حيوان ابن حيوان أما الائتلاف فهو أحقر.. مو شاطرين غير بالسرقة و القعده بالفنادق..ويا الله مالنا غيرك يا الله و منصورين بعون الله

    مواطن ما عرف شو اتهامه

    ·منذ 9 سنوات 6 أشهر
    طيب شو مشان الجيش انا تاجيلتي لل2015 اذا فتت علا سوريا رح انسحب عالخدمة ..... ارجو الرد والخبر الصحيح والاكيد وشكرا
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات