3 آلاف عالق
يبلغ عدد العالقين عن معبر الرويشد قرابة 3 آلاف جميعهم من العائلات حيث دفعهم القصف بالبراميل على مناطق عدة من درعا التي تشكل غالبيتهم إلى النزوح واللجوء إلى الأردن عبر هذا المعبر, بحسب الشبكة السورية الحقوق الإنسان التي نشرت تقريراً مفصلاً عن حال المعبر.
وتحدث التقرير عن وجود 12 ألف لاجئ قرروا السكن إلى جانب المعبرين المغلقين "تل شهاب ونصيب" منذ أكثر من 6 أشهر بانتظار قرارٍ بفتحهما.
وذكر تقرير الشبكة السورية أن معبر الرويشد يعدّ معبراً غير رسمياً، وقد أطلق عليه نفس اسم مدينة الرويشد الحدودية الواقعة في الأردن، ويقع في منطقة صحراوية بعيدة عن المدن والخدمات، في جنوب سوريا في منطقة تعتبر امتداداً لمحافظة السويداء وصحراء اللجاة.
غالبية اللاجئين من درعا
أغلب اللاجئين إلى هذا المعبر يأتون من محافظة درعا وذلك جراء ازدياد النظام في الآونة الأخيرة باستخدام البراميل المتفجرة في قصفه على مدن وبلدات درعا, ما يدفع الكثير من العائلات بمحاولة اللجوء خيراً من استقبال البراميل.. سيف الحوراني قال لأورينت نت حول هذا الموضوع "العالقون من مختلف أنحاء سوريا, والعدد الأكبر (حوراني) من جميع مدن درعا, ولكن بالمقابل يوجد عدد جيد من باقي المحافظات" ويضيف الحوراني أن الأردن "يمنع حتى الطفل أو الكهل من الدخول إلا من معبر رويشد مع وجود منافذ تل شهاب والرمثا, وكلها بيد الجيش الحر والطريق إليها سهلة", ويؤكد "الحوراني" أن الطريق إلى الرويشد صعب ويعتبر طريق موت, بسبب مرورهم على حواجز الشبيحة في محافظة السويداء, وحواجز النظام, ثم إلى المعاملة السيئة للحاجز الأردني.
كل تلك الصعوبات لوحدها, واستغلال تجار الدم للاجئين في كفة أخرى, حيث يقومون بطلب أموال طائلة من هؤلاء النازحين, ويقول الناشط "الحوراني": "بعد خروجك من درعا تصبح رقبتك بيد المهرب, وإذا لم تنفذ ما يريد يقول لك ببساطة: إبق حيث أنت, على راحتك!"
45 درجة مئوية
بالإضافة لجميع الصعوبات تبرز مشكلة الحرارة في فصل الصيف وفي منطقة صحراوية حيث تبلغ 45 درجة مئوية, ففقد أورد تقرير الشكة السورية أنه "بعد وصول الأهالي إلى الساتر الحدودي يصطفون لتسجيل أسمائهم, وبعد ذلك ينتظرون الإذن بالدخول لمدة تصل في بعض الأحيان إلى عشرين يوماً، وهنا جوهر الأزمة، لأن المنطقة صحراوية شديدة الحرارة، لا تتوفر فيها مقومات الحياة من اتصالات أو عناية طبية أو غذائية، وبالتالي فهناك تهديد جدي لآلاف الأشخاص المنتظرين وخاصة أن بينهم أطفال و نساء."
ويكمل التقرير "بعد الانتظار الطويل يسمح لعدد من النازحين بالعبور إلى النقطة الأولى، وهي عبارة عن قطعة عسكرية تابعة لحرس الحدود الأردني، ثم يتم بعدها بأيام نقل العابرين إلى النقطة الثانية التي تحتوي بعض الخيام، وفي هذه المرحلة يتم تسجيل بيانات اللاجئين، ومن ثم نقلهم بواسطة باصات إلى المربع الأمني ثم إلى مخيم الأزرق."
وقد توفي شخص نتيجة اضطراره للمشي لمسافة 45 كم في صحراء منطقة الرويشد في محاولة منه للوصول للمعبر, وسجلت الشبكة إحدى الشهادات للاجئ استطاع عبور منفذ الرويشد "دخلت الأراضي الأردنية عبر معبر الرويشد منذ عدة أشهر، لقد كانت اوقات صعبة وشاقة لي ولعائلتي منذ وصولنا للمعبر ولغاية السماح لنا بالعبور، في البداية انتظرنا عدة أيام عند الحاجز الحدودي، ثم سمح لنا بالعبور للنقطة الأولى، وبعد خمسة أيام دخلنا الى النقطة الثانية ولم يكن هناك أي تغطية لشبكات الاتصالات،في هذه النقطة سجلت اسمي وأسماء عائلتي لدى حرس الحدود، وأحضروا لنا حينها وجبة طعام وعلبة ماء صغيرة، وانتظرنا في هذه النقطة سبعة أيام أخرى، إلى أن جاء دوري مع عائلتي لعبور النقطة الثانية, وكان الحر شديداً، وقد مرضت حينها طفلتي الرضيعة ذات السبعة أشهر، لم يكن يوجد أي طبيب في تلك النقطة، بل كان مجرد مستوصف صغير يعمل فيه ممرضان، وكانت تقتصر الأدوية المعطاة للمرضى على بعض المسكنات والأدوية المنومة، وأحيانا عند إصابة الشخص بمرض شديد يقوم حرس الحدود بإسعافه, وأيضاً يمنع دخول الشباب فقط، فقط يسمح بدخول العائلات.",
التعليقات (1)