وفي بيان نشرته (شبكة أخبار إدلب)، أفاد أن ما تقوم به النصرة هو عملية "تنظيف" تستهدف معالجة حالة الفوضى في المنطقة عن طريق وضع حد لظاهرة تهريب المازوت والمواد الغذائية، وإنهاء حالة من "الفجور والسفور والزنى (والعياذ بالله ) بشكل لم تكن موجودة على أيام النظام "، على حد تعبير البيان.
وحسب البيان فإن هدف جبهة النصرة "تشكل هيئة مشتركة لإدارة المناطق المحررة مع الفصائل الأخرى المشهود لها بالإخلاص بالعمل"، وهو ما دفع قادة بالجيش الحر في المنطقة إلى اتهام الجبهة بأنها تسعى لإحكام سيطرتها على إدلب وإعلانها إمارة إسلامية، وخصوصاً بعد البيان الأخير للنصرة والذي أعلنت فيه نيتها إقامة إمارة إسلامية في اليوم الذي يوافقها عليها فيه "المجاهدون والصادقون والعلماء الربانيون"، حسب البيان الصادر عن الجبهة بتاريخ الثاني عشر من شهر تموز الجاري.
في اتصال لـ "أورينت نت" مع العقيد حسين علوان قائد المجلس العسكري في جسر الشغور، أفاد أن جبهة النصرة تستغل نقمة الأهالي على بعض الكتائب الفاسدة في المنطقة لتمضي في مشروعها الخاص الذي لا تخفيه أصلاً في فرض سيطرتها على المناطق المحررة، وإقامة إمارات إسلامية فيها.
يقول (علوان): "في رأيي الخاص، جبهة النصرة تعلم أن مشروع داعش لا يتوقف عند حلب والرقة، وإنما سيشمل كل مناطق سوريا، ولذلك استبَقت الجبهة هذا الحدث، واستغلّت الإشكاليات الحاصلة، لتفرض سيطرتها على منطقة إدلب في خطوةٍ نحو إعلان الإمارة".
واتهم (علون) الإعلام الثوري، وخصوصاً تلفزيون أورينت بعدم التكلم في انتهاكات أولئك الفاسدين الذين أوصلوا الأمور إلى ما هي عليه اليوم حتى وجدت جبهة النصرة من الأهالي من يؤيدها في حملتها على كتائب الجيش الحر في المنطقة.
وكانت الحوادث قد بدأت منذ 4 أيام، عندما استغلّت جبهة النصرة حادثة مقتل أحد عناصرها في سهل الروج على أيدي لواء الرائد 48 التابع للجيش الحر لتجتاح المنطقة بالكامل مستوليةً على قريتي الغفر وحف سرجة، وحاجزي الضهر والبحوث قبل أن تتابع الجبهة تقدمها بمؤازرة عناصر من أحرار الشام فتستولي على دركوش بالكامل وتعتقل عدد غير معلوم حتى الآن من عناصر وقادة ألوية الجيش الحر في المنطقة، وهي ألوية لعبت دوراً مهماً في الماضي في الحرب على داعش كلواء سيد الشهداء، ولواء الغفران، ولواء القعقاع، ولواء عباد الرحمن.
يتهم "عبسي الطه"، من عناصر الجيش الحر في المنطقة، جبهة النصرة بارتكاب مجازر وجرائم وحشية، مستشهداً بما فعلته في قرية الغفر حيث قتلت أحد عناصر الجيش الحر وعلّقت رأسه في الساحة العامة في القرية.
من جانبه أكد علاء، وهو من أبناء دركوش، أن ما يجري في منطقته يشبه إلى حدٍّ ما الحملة التي بدأتها داعش بالماضي مبتدئةً بجماعة الحياني وغيره من رموز الفساد في الجيش الحرّ آنذاك. لكن علاء قال مستدركاً "إن الموضوع ما يزال غامضاً، وخصوصاً أن الجبهة ترتكب أعمالاً وحشية غريبةً عن طبيعتها التي خبرها السوريون طيلة مراحل الثورة المسلحة"، واتُهم (علاء محمد زعتر)، قائد (لواء ذئاب الغاب) بالفساد، وأكد أن جبهة النصرة طلبته للمحكمة الشرعية في دعاوى رفعها عليه بعض المدنيين، إلا أنه رفض الحضور مستهزأً بالمحكمة.
وفي اتصال أجرته "أورينت نت"، يرفض (محمد زعتر) بشكل قاطع هذه الاتهامات، يقول: " لم يدعوني لأية محكمة، ولو دعوني لذهبت "، واتهم جبهة النصرة و(أحرار الشام) بالغدر بعناصره المرابطين في عين السودا وجفتلك في منطقة جسر الشغور وقتل العشرات منهم عندما التف مقاتلوهم من الخلف وشنوا هجمات لم يكونوا يتوقعونها ولم يتوقعوا أنهم جاؤوا لقتالهم".
يعتقد (زعتر) أن حركة أحرار الشام الإسلامية قد بايعت الجولاني على إماراته التي يزمع إقامتها في سوريا، وبأنها تتآمر مع جبهة النصرة على قتال الجيش السوري الحر:"انتظر خمس عشرة يوماً ولن تسمع بشيءٍ اسمه الجيش الحر إلا في تركيا"!
التعليقات (53)