يواصل الأسد (وارث السلطة في الجمهورية عن والده الديكتاتور) كما يقول السوريون، أسلوبه الخطابي الوعظي والمثير للسخرية والضحك في ظل انعزاله عن أجواء القتل الممنهج والاعتقال وقمع الحريات يكابدها السوريون منذ أكثر من 3 سنوات على يد قوات نظامه، وتسخر الكاتبة ديانا الجابري في صفحتها من الموالين الذين يصفقون للأسد: " أكتر من 3 سنين وهو يعيد عليكم نفس الإقياء، لا هو انتصر ولا هو بنى ولا هو هزم المؤامرة ولا هو طهر من الجراثيم، ولا هو رجع الأمن والأمان الموعود، ولا هو أنعشكم بحق الرد على (الملطشة) الإسرائيلية ولا هو رفع رأسه من تحت (البوط) الروسي، ولا أراكم النور من (الشرر) الذي قدح من درعا!".
وتواصلت السخرية اللاذعة من رأس النظام بشار الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب خطابه (الوعظي) الذي ألقى فيه لأكثر من 20 دقيقة دروساً في التربية والأخلاق، فكتب الشاعر خضر الآغا ساخراً: "لم أحضر الخطاب، وهذا لعمري أفضل ما فعلته منذ مايربو على الأربعين عاماً ونيّف... صحيح أني لم اسمع الخطاب، بس بعرف إني قليل ترباية".
فيما تحدث الكاتب إسلام أبو شكير عن (الانتصار) المزعوم الذي أعلنه الأسد على ثورة السوريين: "يعتقد بشار الأسد أنّه انتصر.. لا يفكّر طبعاً بالحالة المزرية التي وصل إليها البلد، بل بالكرسي الذي يجلس عليه.. قناعته بأنّه انتصر تجعل خطابه اليوم ةعداً صريحاً بالانتقام.. ما لقيه السوريون على يديه حتى الآن ليس شيئاً قياساً بما يفكّر به..".
ينتقد معارضون وناشطون سوريون الطريقة التي اختار بها الأسد الظهور خارج قاعة مجلس الشعب لتأدية "قسمه الدستوري" مخالفاً بذلك المادة 90 في الدستور السوري الذي ينص على أداء القسم الرئاسي في مجلس الشعب تحديداً، وأي أداء خارجه يعتبر باطلاً، فقال الإعلامي السوري غسان إبراهيم مخاطباً الأسد: "كل رؤساء العالم يؤدي القسم في البرلمان .. فعلا أنت نفسك تعرف أنك لست رئيساً، لذلك لم تؤديه في البرلمان، بالاضافة إلى أنك جبان وتخشى أن تنزل الى وسط دمشق التي تقول انها آمنة، إذا هي آمنة لماذا لم تذهب إلى البرلمان بدلاً من الوكر الذي تقطنه؟!".
كما انتقد الضابط المنشق والإعلامي د.ابراهيم الجباوي أسلوب ظهور الأسد ووصفه بالمقلد، يقول: "بشار الأسد يقلد الرئيس الروسي بوتين في مراسم أداء القسم المزعوم.. فيحول المرسم تلك من مجلس التصفيق إلى وكره في قاسيون!".
وبطريقة تهكمية لاذعة، يختصر المعارض السوري وليد البني ما كان يريد أن يقوله الأسد: "لقد دمرت نصف بلدكم وقتلت منكم ربع مليون سوري، وبالرغم من تشريدكم في العالم ،وإرسالكم الى مخيمات اللجوء، وإخفاء نصف مليون منكم في أقبية سجوني، وعمليات القتل تحت التعذيب والاغتصاب التي تعرض لها عشرات الآلاف منكم من قبل جنودي ورجال أمني، وبالرغم من تسليم سوريا لإيران واستدعاء المليشيات الطائفية الموالية والمعادية لها ليخوضوا حربهم على أرضكم ، إلا انكم وبإعادة انتخابي أثبتم أنكم أعزاء وأُباة ووطنيون حقيقيون، ترفضون الضيم ومتمسكون بكرامتكم وأخلاقكم العربية الأصيلة".
وأثار الشاعر والصحفي عمر إدلبي مسألة عدم حضور نائب الرئيس فاروق الشرع لمراسم "القسم الدستوري"، في الوقت الذي تصدر ممثلون ومطربون ومحششون القعدة... فطرح سؤالاً في صفحته على موقع (فيس بوك): "إلى الأخوة الأعزاء مؤلفي ومروجي الإشاعات: فاروق الشرع لم يحضر خطاب القسم اليوم .. ما السبب برأيكم؟ هاتوا إبداعكم"، فتعددت الإجابات بين الجد والهزل، فأجاب أحدهم: "ربما أعلن انشقاقه"، فيما أجاب آخر بأن صلاحية نائب الرئيس تنتهي قانوناً مع الولاية الرئاسية الجديدة"، فيما أجاب ثالث بأن الشرع " مازال تحت الإقامة الجبرية".
التعليقات (6)