وثائقي سوري يحصد جائزة مهرجان مرسيليا الدولي

وثائقي سوري يحصد جائزة مهرجان مرسيليا الدولي
وقع اختيار لجنة التحكيم في مهرجان مرسيليا الدولي للأفلام الوثائقية، المنعقد مؤخراً على فيلم "بلدنا الرهيب" لمخرجيه زياد حمصي ومحمد علي الأتاسي ليحصل على جائزته الكبرى.. ويعتبر المهرجان حسب النقاد والصحافة الفرنسيتان من المهرجانات الأكثر متابعةً وعالمية، رغم كونه لا يصنف بالمرتبة الأولى على هذا الصعيد.

 أبطال بلا بطولة!

يعتبر فيلم "بلدنا الرهيب" من الأفلام التي تسجل الواقع السوري، ضمن ثنائية بصرية تحاول أن تروي بصرياً القصة الإنسانية من خلال فاعليها، إن صح التعبير، ولكن هذه المرة الهشاشة والضعف ورصد الحزن والألم، هي سيمياء وجوه الأبطال، في محاولة لاستحضار سينما تشبه الناس العاديين، الحمصي والأتاسي يريدان أن يقولا، نحن في زمن لم يعد فيه مكاناً للسوبر مان، بينما كل الأطراف تتصارع، وكل الأطراف تتصارع، بسبب النظام، تبقى كاميرا الفيلم تبحث عن لقطات توثق للحظات الأكثر صدقاً وإنسانية لثورتنا كسوريين.

الفيلم يروي تجربة جيلين عاشا الثورة السورية، جيل الشاب زياد الحمصي، الناشط المدني، الذي قرر بالاتفاق مع المخرج السوري على الأتاسي، المقيم في بيروت، تحقيق فيلم وثائقي/ بورتريه، عن المثقف السوري ياسين الحاج صالح، الذي ينتمي إلى جيل ما يسمى جهنم الأسد بالصفحة الأولى من الحكم الأسدي، حيث قضى ما يقارب ال16سنة ونيف من عمره في سجون النظام.

 سيناريو يتشكل خلال التصوير!

سيناريو الفيلم تفرضه أحداث ووقائع التصوير، من خلال طبيعة العلاقة التي تنشأ بين زياد وياسين، والتي تتخذ بعداً جذاباً ومغرياً، نتيجة الصداقة الناشئة بينهما، ليقرر زياد مرافقة ياسين في رحلته خارج دمشق، بعد أن قضى سنتين متخفياً في دمشق ودوما، عبر الغوطة والقلمون والطرق الصحراوية يصلان الرقة المحررة حديثاً، يعلم ياسين أن أخويه فراس وأحمد معتقلان لدى (الدولة الإسلامية في العراق والشام/داعش)، التي أصبحت الرقة تحت حكمها. يتخفى ياسين وزياد ليلتحق بهما علي الأتاسي، متابعاً التصوير، وسط حزن آخر يسيطر على ياسين نتيجة اختطاف زوجته (سميرة الخليل) في دوما خلال فترة التخفي، أعقبها خروج قسري لياسين إلى الأراضي التركية، لتنتهي هذه الرحلة مع ياسين. وأثناء عودة (زياد) باتجاه دوما يعتقل من قبل الدولة الإسلامية، ويستمر اعتقاله لمدة شهرين، ليروي الفيلم نفسه من خلال الكتابات الترويجية للتعريف عن أحداثه.

رغم اختلاف الجيل حتى سينمائياً بين الشاب زياد المخرج الجديد، وعلي الأتاسي الذي حقق الكثير من الأفلام ويحظى بشهرة،لابأس بها في مجال عمله الوثائقي، ومنها على سبيل المثال تجربته في بورتريه وثائقي المفكر المصري نصر حامد أبو زيد، ورياض الترك، المناضل السوري العتيق، ولكن تبقى ساحة المشتركات بين جيلين من السينمائيين، الثورة بما هي ساحة للتغييرات الكبرى.

 علاقة بين جيلين!

وعقب تسلمه الجائزة، يقول المخرج السوري على الأتاسي في تصريح لـ "أورينت نت": "كنت مخلصاً لأدواتي ومهنتي في تقديم عمل سينمائي مميز"، ورداً على تساؤل بما يخص، قدرة هذا الشريط البصري على عكس الواقع السوري، أجاب: "ليست مهمة السينما تقديم الواقع بحال من الأحوال، حينما الناس ستشاهد الفيلم، ستصطدم توقعاتها بشريط عن الثورة، لتشاهد شريط عن علاقة صداقة تنشأ بين ياسين الحاج صالح وزياد الحمصي، تمثل علاقة جيلين خاضا تجربة الثورة"، وبما يخص شخصية ياسين الحاج ومدى رؤية المخرج لكونها، شخصية تحظى بقبول سوري، لتكون قصتها الشخصية، قصة إنسانية، يقول الأتاسي:"تربطني بياسين علاقة صداقة منذ خروجه من السجن، فيلم المحقق هذا، لا يشبه تلك البروتريهات السينمائية التي صورتها عن نصر حامد أبو زيد، أو رياض الترك".

واعتبرت الناقدة في إذاعة "مونت كارلو" الدولية، الصحفية هدى إبراهيم، في حديث لـ "أورينت نت" أن المهرجان من أهم المهرجانات المخصصة للأفلام الوثائقية، واستبعدت شبهة التسييس في منح الجائزة، كون اللجنة تحتكم لمعايير نقدية صارمة وعلى أسس فنية خالصة".

والجدير ذكره أن الفيلم من إنتاج مجموعة "بدايات" والتي تصف حالها، أنها مجموعة تطوعية طارئة، تحاول رصد الواقع السوري بصرياً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات