نوار بلبل يجسد "شكسبير في الزعتري" مع أطفال المخيم

نوار بلبل يجسد "شكسبير في الزعتري" مع أطفال المخيم

ينتظر المخيم سقوط النظام ، وينتظر أطفاله العودة إلى وطنهم ليزينوا حاراته بطبشور المستقبل ، هاقد مضى عليهم ثلاث سنوات في العراء ، اللاجئون غاضبون من كل شيئ، حتى من هيئات الإغاثة التي شُكلت من أجلهم ، جميعهم يؤكدون نفس الروايات لمن قابلهم " نحن ضحيةً لصُناع القرار والجميع يعمل من أجل نفسه، معاناتنا لاتعني لأحدٍ إلا بمستوى استفادته من مساعدتنا، والبعض لايتردد بالقول بأن خيامنا تدعم موائد وحسابات العاملين بالهيئات الإغاثية ".

و أغلبهم لايستطيع التخلص من هاجس أن هنالك من يتاجر بدمائنا ، هذا ما قد سمعه المخرج المسرحي الفنان " نوار بلبل " على لسان كل من قابلهم عندما قرر من خلال إقامته في عمان و بعيداً عن السياسة العمل على زرع مساحةٍ بيضاء في قلوب أطفال المخيم ، من خلال عمله المسرحي " شكسبير في الزعتري "

و الذي سيؤدي أدواره مائة طفل من المقيمين فيه ، تجربة فريدة تستحق التطبيق من أجل الحب والسلام .

في زمنٍ تكفي فيه أحياناً لقطة واحدة أو مشهد قصير مصوّر لتغيير الكثير من المعاني .

حشد , دعم ، تغيير, وجهة نظر، تعاطف، توعية، أو ربما أيضاً إشعال ثورة. لا ضرورة هنا لمقارنة تأثير مادة مكتوبة بأخرى بصرية . لكن يكفي التفكير بجمع الاثنين سوياً ، والأثر المضاعف لهما في معالجة أي قضية .

توجه المخرج السوري إلى السلطات المختصة لطلب الموافقة وبعد مروره على الأجهزة الأمنية التي قامت بتوجيهه إلى وزارة الثقافة ، حصل عليها بوقتٍ قصير واصفاَ تعاونهم بالمطلق حسب تعبيره ، ثم إنطلق إلى المخيم ليتنقل من جهةٍ إلى أخرى ساعياً للحصول على مكان لبروفات العرض , معتقداً بأن الأمر قد إنتهى هنا ، ليقع في مسلسل المماطلة والتلكؤ من قبل المنظمات الدولية المعنية والمشرفة على المخيم ، فما قد طلبه هو فقط مكاناً آمناً يحفظ الأطفال من برد الشتاء أثناء التدريب ، وبحسب تعبيره الهدف من كل هذا إعطاء الأطفال الفرصة ليقوموا بنشاطاتٍ متنوعة تدخل البهجة والسرور والفرح إلى قلوبهم ، فلعلها تقتل الوقت ؟ وتنسيهم معاناة الحرب والنزوح وبرد الشتاء القارص , تجربةٌ : قد تعيد إنتاج الإنسان والطفولة بداخل قلوبهم الصغيرة ، وبالتالي هي عملية تأهيل الإستمرارية لإتمام بناء ما قد دمرته الحرب في نفوسهم .

حوارٌٍ وسجالٌ للحصول على خيمة أو ( كرفان ) !!! طال مع جمعية اليونسيف وغيرها ............ ( الراعيين والمتخصصين بشؤون الطفل ) وختامهاً رفضٌ وتهرب من إعطاء أي خيمة من المدارس الفاعلة داخل المخيم ، مع أنه تم تأكيد وجود أكثر من ثلاثين خيمة وكرفان خاصة بنشاطات الأطفال الغير مستخدمة. و حججهم الدائمة كانت أنهم غير مجهزين لوجستياً لهذا النوع من النشاطات !!!! كالرسم والمسرح ؟

همسة إستياء من مخرجنا لما رآه من خلال سعيه لصناعة صرخة " الفرح " وحسب ما وصفه بإعادة إنتاج الضحك عند الأطفال وإنتاج الإنسان عند الإنسان ، فلم تفارق أذهاني عبارته الدائمة وهي : "أخرجوا الأطفال من لعبة الكبار القذرة ".

سبعة عشر يوماً موافقات أمنية و وزارية من الحكومة الأردنية الهاشمية ، وأربعين يوماً للحصول على خيمةٍ من المنظمات الدولية التي يتوجب عليهم رعاية مشروعٍ إنساني هادفٍ كهذا ، فيما قد يساعد بمعالجة الحالات النفسية التي تأثرت بالنزاع الوحشي الممنهج في سورية ،

فها قد عجزت المنظمات الدولية ، والعقول والمدبرين والعلماء والمفكرين ، وكل من علِم بهذا المشروع الذي أعدنا طرحه عشرات المرات ـــ عن تقديم خيمةٍ للتدريب ، وقرطاسية للرسم ، و وجبة طعامٍ يوميةٍ للمشاركين في العمل والتي لاتتجاوز قيمتها الأربعين قرشاً , على مدار خمسين يوماً واصفاً المنظمات بالعجوز الغير قادرةٍ على الإنجاب أو حتى الزواج .

وقد عبر وبقسوةٍ عن إستيائه مما رآه من ردود أفعالهم إزاء مشروعٍ كهذا يساعد على إخراج أطفال الزعتري من مأساةٍ إنسانية ، علِم بها العالم أجمع وفضل الصمت.

في المخيم يتزوج الناس، وينجبون , يحاولون ما أمكنهم تمويه الحياة لتجري ببعض "زينة الاستقرار". هذا ما نراه في الواقع , يقدمون لهم الخبز، لكن بعضهم يصرّ على العجن وصناعة خبز التنور على الصاج. "مهنة" شبه وحيدة تُمارس، فالنساء يحكن شالات صوف وقبعات الثورة. هناك لاجئ افتتح دكانا في خيمة ، يجد فيه اللاجئون بضائع تذكرهم بحياتهم السابقة و ها نحن نسعى لنطلق صرخة إنسانٍ قبل كل شيء, نحن نعرف معنى الحب و العشق و الحياة و الضحك و نجيد الغناء و الرقص و الفن بكل معاييره و لدينا الأمل بأنه سيكون لنا صوتاً آخر غير صوتِ الرصاص , لكننا أيضاً نقاوم لنعيش بكرامةٍ وحرية كـ باقي الشعوب في العالم, صرخنا كثيراً و لم يسمعنا أحد حتى الآن , لأنهم لا يريدون سماع صرختنا ، اتهمونا بالسلفية والإرهاب، وفي الحقيقة هم من صدروا الإرهاب لينقذوا أنفسهم من الزوال واصفاً بما يحدث في سوريا بتقطيع الأوصال .

و ماذا عن لوازم ومتطلبات العرض ؟ :

كل شيئٍ صُنع من " القمامة " التي جمعها الأطفال من أطراف المخيم كالأبواق التي تُصنع من العلب البلاستيكية ، وبساطات القش ، والحبال ، وخلافها..... الأطفال سعداء , حماس لايوصف والتبارز لإثبات الذات والقدرات تراه في نظراتهم , هناك من سارع للإتصال بالمخرج نوار لإعلامه بأن الأطفال ينتظرون ساعة التدريب منذ ساعات الصباح الباكر أمام مقرهم الذي قدمه سوريون !!!

شكسبير في الزعتري أصبح جاهزاَ للعرض و الجميع أتقن أدواره وها نحن نسعى لتوجيه دعواتٍ إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، و سفيرة النوايا الحسنة لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنجلينا جولي، و اللاعب العالمي زين الدين زيدان، ولعدد من الفنانين السوريين الأحرار و منهم الفنان فارس الحلو، الفنانة يارا صبري , الفنانين الأخوين ملص، الفنان عبد الحكيم قطيفان، الفنان مازن الناطور ، الفنان جلال الطويل , و عدد من الشخصيات الإعتبارية .

ليكون شكسبير في الزعتري يوم المسرح العالمي في ٢٧ آذار والذي سيرافقه رسم لوحة فنية من أكبر اللوحات مهداة من أطفال الزعتري كـ رسالة سلامٍ موجهة إلى أطفال العالم يوم المسرح العالمي تحت عنوان ( تذكرونا ) و ستكون كلمة المسرح العالمي لهذا العام من داخل المخيم حسب وصف الأستاذ نوار و عنوانها : المسرح يجب أن يكون أداة قوية من أجل الحب والسلم و السلام و التعايش الحر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات