باب الحارة: أبو عصام يواجه (أبو العز) المغرر به!
عاد أبو عصام في الجزء السادس من (باب الحارة)، آتياً هذه المرة، ليس من سجن (السيلون) الذي كان يسجن فيه الأحرار في عهد الانتداب الفرنسي، ولا من سجن (اوراد) الذي كتب فيه رياض الريس نشيده الشهير (ياظلام السجن خيم إننا نهوى الظلاما) بل من فرع التوجيه المعنوي في الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة!
فالسيد أبو عصام عاد ليتزوج من ممرضة فرنسية، للتأكيد أنه ليس متزمتاً ولا منغلقاً وأن السوريين لا يأخذون الشعوب بجريرة الحكام، فالحب أقوى من مواقف ساركوزي وخلفه هولاند المتآمرين على (سورية الأسد)...
وعاد أبو عصام ليؤكد لابنه (معتز) الذي كان فيما مضى زكرتاوياً وقبضاياً، فإذا بالأب الحكيم يعيره بأنه (شقفة فراري ومطلوب والفرنساوي بدو ياك) للتعبير عن نبذ ثقافة التمرد والعصيان بغض النظر فيما إذا كانت موجهة ضد احتلال أو انتداب، أو ضد رئيس ورث حكم المزرعة عن أبيه... والأدهى أن هذا (الشفقة الفراري) معتز، يريد قطع يد السارق... مثلما فعلت داعش... ومثلما يفعل (الثوار السلفيون) ولهذا اشتاط أبو عصام غضباً، وهو يمسح الأرض بأبي العز الذي مال به الزمن بسبب انقلاب جوهر قيم المسلسل، وراح يرغي ويزيد في خطبته، مسائلا إياه: لك انت شو بتعرف من الدين؟! هالكم آية اللي بتقراهن بالصلاة؟ في غيرهم؟!! حط عينك بعيني في غيرهن؟! ولك إيدين بني آدمين هدول... متلك متلهن... انت روح وهنن روح... لك شو عم تساوي انت... لوين رايح!!
ويصل الأمر بأبي عصام العائد من فرع التوجيه المعنوي في الإدارة السياسية إلى القول بالحرف: " لك بلد هي فيها قانون، وفيها عادلية، ولو فيها محتل فهمت؟ ولو فيها محتل وظالم "
ويمكن لأبي العز الذي غرر به في الأجزاء السابقة من المسلسل، أن يفهم من هذا الكلام، أن أباه حين يقول هذا الكلام عن (محتل وظالم) فما الذي يمكن أن يقوله بين السطور عن حاكم يحمل الجنسية السورية، أي أنه ليس محتلاً... لكنه قد يكون (ظالم فقط)؟!!
جنون لا يمكن أن يتصور عقل درامي... يجعل من (باب الحارة) أشبه بتحليلات شريف شحادة، وتنظيرات أحمد الحاج علي، وحكايا طالب إبراهيم عن البارجة الألمانية، وبثينة شعبان عن أطفال ريف اللاذقية الذين خطفوا إلى غوطة دمشق وضربهم الإرهابيون بالكيماوي!
شيء لا يصدق... ما كان (العشم) ترجع يا أبو عصام بعد غياب أربعة أجزاء لتقول متل هالحكي، وتجيب طاري الثورجية بالعاطل... بس بسيطة يا قبضاي... بيسقط النظام وبنشوفكن بالجزء اللي بعده شو رح تقولوا!
هل أصبحت الخيمة عنواناً؟!
لم أفهم معنى هذا السعار ضد حملة (سوريون بلا عنوان) وهي سلسلة القصص الإنسانية التي تبثها (إم بي سي) يوميا عن اللاجئين السوريين بسوية فنية عالية، وإحساس بصري وإنساني مرهف؟!
قالوا: الإم بي سي تضيع عنوان السوريين؟! ورد بعضهم: (سعوديون بلا أصل) وليس (سوريين بلا عنوان)؟!!
أفهم أن تنبري قنوات ووسائل إعلام النظام لقول هذا، لأن هذا الإعلام (الوطني) لا يعنيه العنوان أو ضياع العنوان، وكان محرضاً على قتل هؤلاء وتهجيرهم... وأفهم أن يبيعوا ويشتروا في مسائل كهذه كي يدعوا وطينة لا تمت لهم بصلة... لكن لا أفهم ما وجهة نظر جمهور الثورة؟!
نعم السوري اللاجئ بلا عنوان اليوم... والخيمة ليس عنواناً، الخيمة حالة تشرد، وليست بيتاً أو محطة إقامة... وتسمية الأشياء بمسمياتها ليس فيه إهانة لأحد، الكثير من السوريين اللاجئين بلا عنوان اليوم... نعم وطنهم يبقى، ووطنهم هو الملاذ والأرض والمأوى، وإليه سيعودون حين يزول المحتل الذي هجرهم، لكنهم الآن في هذه اللحظة هم بالمعنى المعيشي بلا عنوان... فأين الإهانة في ذلك؟! وأين الإساءة؟! لماذا هذه المكابرة... ولماذا هذه الحساسية التي تنتقص من واقعية الأشياء!
باسم ياخور يرجو من إسرائيل مالا يرجوه من الأسد!
في برنامج الكاميرا الخفية (فوقش في المعسكر) يتعرض باسم ياخور لخدعة توهمه أنه وقع في يد الجيش الإسرائيلي... تنهار معنوياته، يرتعد خوفاً وهلعاً، لكنه لا ينسى أن يذكر إسرائيل بديمقراطيتها: (مو انتو دولة مدنية.. بدي محامي؟)
باسم ياخور المؤمن بالدولة المدنية، يبارك لبشار الأسد في مسرحية انتخاباته الأخيرة، ويناصر نظامه المجرم، الذي اعتقل عشرات الآلاف بلا محاكمة ولا محامين، وقتل مئات الآلاف بالطيران والصورايخ والسكود، وعندما يطلب معتقل محامياً يتكفل وحوش المخابرات بجعله يندم على الساعة التي ولدته فيها أمه!
دولة مدنية يا باسم ياخور... دولة مدنية عن جد؟!
التعليقات (11)