مصطفى الصباغ لأورينت نت: إنهاء الانقسام داخل الائتلاف ضرورة!

مصطفى الصباغ لأورينت نت: إنهاء الانقسام داخل الائتلاف ضرورة!
باتت القضية السورية أكثر تعقيداً من ذي قبل، في ظل انقسام الأرض السورية بين فصائل عسكرية كثيرة من طرف نظام الأسد والمعارضة السورية، ووسط التشرذم الحاصل في المعارضة السياسية، لا سيما وأن الائتلاف الوطني أكبر مظلة سياسية للمعارضة، يستعد لانتخاب رئيس جديد له خلفاً للرئيس أحمد الجربا، كما أثار التحرك الآخير لما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، الكثير من الأسئلة الشائكة حول مستقبل الوضع في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً.

هذه المواضيع كانت محور لقاء أجريناه مع عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة السورية رئيس المنتدى السوري للأعمال مصطفى الصباغ.

ينتخب الائتلاف الوطني السوري اليوم رئيساً جديداً له، ما هي طبيعة الجهود التي بذلت في الأيام الماضية لتحقيق ذلك؟

هناك جهود مبذولة للتوصل إلى توافق داخل الائتلاف، لقناعة الجميع بصعوبة استمرار عمل المعارضة السورية في ظل إقصاء أي مكون من مكونات الائتلاف، ودعني أقول إن حالة التشرذم ستضر بالمصلحة الوطنية، لذلك فإن إنهاء الاستقطاب بين كتلتين رئيسيتين في الائتلاف، بات ضرورة ملحة لتحقيق أهداف الثورة السورية واستمرارها.

والسعي للتوصل إلى اتفاق داخل الائتلاف نابع من ضرورة وجود انسجام بين الرؤى، وليس من الأفضل أن ندخل هذه المرحلة بعملية انتخابية، يتقدم فيها طرف على آخر بفارق عدة أصوات، بل علينا اليوم تطوير مفاهيم مشتركة بيننا، تجعلنا قادرين على التشاركية في صنع القرار، وهو ما من شأنه أن يدفع القضية السورية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

كيف سينعكس هذا التوافق إذا حصل على القضية السورية؟

إن التوافق سيؤدي إلى تجنيب بلدنا متاهات كثيرة نحن في غنى عنها، خصوصاً وأن أعداد الشهداء والجرحى وصلت لمئات الآلاف، إضافة إلى الملايين من اللاجئين والنازحين، كما أن التطورات الآخيرة الحاصلة في المنطقة، عززت الحاجة إلى مزيد من التعاون بين الدول، بعدما فرضت قضايا عدة نفسها بقوة على المشهد الحالي، وأهمها قضية أمن الحدود والتصدي للإرهاب، ومخاطر الأمن الوطني لدول الجوار.

إلى أي حد ترى بأن التوافق المحتمل من شأنه أن يوحد الصفوف داخل الائتلاف؟

لا شك أننا سنكون أقوى في الائتلاف من خلال هذا التوافق، لأن ما نسعى إليه من خلال التوافق، ليس فقط المشاركة في المواقع، بل في اتخاذ القرار أيضاً، وأود أن أؤكد أن هذا التوافق لن يكون موجها ضد أي مكون آخر في الائتلاف والمعارضة السورية، لاعتقادنا بأن إشراك جميع المكونات هو الحل الوحيد في هذه المرحلة، وأجد أن هناك فرصة حقيقة للتخلص من حالة الانقسام بين مكونات الائتلاف، ولدينا ما يساعدنا في ذلك وهو أن هدفنا الأساسي إسقاط نظام بشار الأسد، والدفاع عن قيم ومطالب الثورة السورية.

كما أنني أرى أن من شأن التوصل إلى التوافق، دعم الجوانب السياسية والعسكرية والإغاثية المتعلقة بالثورة السورية، وهذا ما يتطلب من الحكومة السورية المؤقتة أيضاً أن تعمل بشكل أكبر داخل الأراضي السورية، وأن تبتعد عن التجاذبات السياسية، لكي نقود الثورة جميعاً إلى بر الأمان، وننهي معاناة الشعب السوري.

وإضافة إلى هذا فإن إنهاء حالة الاستقطاب السياسي، ستنعكس إيجاباً أيضاً على المجموعات المقاتلة في الداخل، وستدفع الدول الفاعلة في القضية السورية إلى تعزيز الدعم المقدم للفصائل العسكرية المنضوية تحت ألوية الجيش الحر.

بالحديث عن الجانب العسكري، برأيك كيف يبدو المشهد العسكري في سوريا اليوم؟

الوضع العسكري في سورية اليوم أصبح معقدا، فالمعارك بين النظام والمعارضة كر وفر منذ ثلاث سنوات، ولا بد من الإشارة إلى التحولات الكبيرة التي تشهدها المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، من خلال التدخل الواسع للميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله اللبناني، ودخول التنظيمات الإرهابية من تنظيم القاعدة على خط المعارك، إلى جانب وجود ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية"، وردة الفعل الضعيفة غير المفهومة للدول الغربية.

سياساً كيف تنظر إلى تعامل المجتمع الدولي مع الثورة السورية حالياً؟

لم تعد تحتل القضية السورية أولويات المجتمع الدولي كما كان سابقاً، لكن ذلك لا يعني وجود تغير في توجهات دول أصدقاء سورية نحو الثورة السورية ونظام بشار الأسد، والوضع الراهن يضعنا جميعاً أمام حقيقة واضحة، أنه لا وجود لحلول جاهزة، والمطلوب منا نحن السوريون بذل جهود سورية خالصة تخدم مصالح الشعب، ونحن كسوريين إذا استطعنا ترتيب أوراقنا، فهذا سيكون خطوة متقدمة على طريق بناء مستقبل جديد لسوريا.

كثر في الآونة الآخيرة الحديث عن احتمال حدوث تقسيم في المنطقة العربية، ما رأيك بذلك؟

حقيقة الحديث عن التقسيم أمر مقلق، وسوريا والمنطقة لن تكون بمنأى عن التقسيم إذا حصل، وهذا سيجر المزيد من الدماء، ونحن نعمل جاهدين في الوقت الراهن، على بلورة تصور مستقبلي لآلية الحكم في سوريا يشترك فيها جميع السوريين دون استثناء.

ختاماً كيف تقرأ التطورات الآخيرة المتعلقة بتنظيم الدولة الإسلامية؟

تنظيم الدولة الإسلامية يتقدم في سوريا، وما حصل في العراق ليس بعيداً أن يحصل أيضاً في سوريا، وأمام هذا الوضع فإن تنظيم الدولة لم يعد يمثل تحدياً بالنسبة لسوريا فحسب، بل لدول المنطقة عموما، وما تزال الأحداث الأخيرة غير واضحة المعالم من حيث الجهات الداعمة لها والوجهة التي ستأخذ المنطقة بها. وهذا ما يؤكد الضرورة الوطنية في التوافق بين كتل الائتلاف للتعامل مع التحديات القادمة بطريقة مختلفة عن السابق.

التعليقات (2)

    الليث

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    انا بطالب الاورينت تحترم سيستها الاعلامية و لا تعمل مقابلات مع ناس باعو ضميرهن و سوريا للدولار لان ثبت انو مافي شريف بالائتلاف والشغلة مو علم تحطو وراك يا سيد ما بعرف منين الله جابك عهالثورة ومن الاخر والله النظام ع قلة شرفو اشرف من الائتلاف

    shadi

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    حكى بدري
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات