وكانت داعش قد فرضت على البلدة تسليم كافة الأسلحة وخروج الأهالي جميعاً، رجالاً ونساءاً وأطفالاً، من البلدة لمدة 10 أيام كما قالت داعش في شروط تسليم البلدة، وقد ذكرت "شبكة عاجل دير الزور" في صفحتها أن " قسم من الاهالي ذهب الى الصحراء .. قسم افترش الطرقات ..هذه عقوبة كل شريف عقوبة كل مقاوم هذه بطولات دولة الخلافة على الاطفال والنساء ... نقضوا العهد والصلح وأخرجوا المدنيين من بيوتهم".
وكان الاتفاق الذي فرضته (داعش) على (الشحيل) يتضمن الإعلان عما أسمته: " توبة الأهالي" ثم: "تسليم السلاح من البارودة إلى السلاح الثقيل، يخرج أهالي مدينة الشحيل منها لنحو عشرة أيام، ويبقون خارجها إلى أن تشعر داعش بالأمان في المدينة". وهو ما يناقض ما كان قد انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي على أنه اتفاق "بيعة" حيث أنه لم ينص على خروج سكان (الشحيل)، بل نص على احتفاظ الفصائل، التي توافق على البيعة، بسلاحها وعدم تسليمه لداعش.
ويأتي سقوط الشحيل بيد داعش بعد تمكن التنظيم من السيطرة على عدة مدن في ريف دير الزور، أهمها البوكمال وموحسن والميادين. وبحسب الناشط " ن.ف " من دير الزور
" تمكنت داعش، باتباع سياسة الترغيب والترهيب، من شق صفوف الثوار، فتمكنت من شراء ذمم العديد منهم، وقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور "البيعة" للتنظيم. كما أن داعش عمدت إلى التواصل مع بعض العشائر، وتمكنت من اللعب على الخلافات والتنافس بين هذه العشائر لتشتري ولاء بعضها، وبذلك تمكنت من تقليبهم ضد بعض".
وتتزامن هذه الأحداث في دير الزور، مع تمكن النظام من السيطرة على المدينة الصناعية بالشيخ نجار في حلب، وقد ذكرت مصادر من الجبهة الاسلامية "سراج برس" وناشطين من المنطقة، إن تواطىء تنظيم داعش مع قوات النظام هو الذي أدى الى سيطرة الأخيرة على قرية المقبلة، وذكر المصدر أن التنظيم " سهّل تقدم قوات النظام في القرية الواقعة شرق المدينة الصناعية، والتلال المرتفعة المحيطة بها، ما جعل البقاء داخل المدينة مستحيلاً، لأنها باتت مكشوفة، ومرصودة من قوات النظام ".
وسقوط مدينة الشيخ نجار الصناعية يمثل تطوراً خطيراً على وضع الثوار في حلب، إذ أن ذلك يقرب النظام من ضرب حصار على مدينة حلب وقطع طرق الإمداد.
الإئتلاف وين والثورة وين!
رغم الأحداث التي حملتها الأيام الماضية، اعلان داعش لدولتها وسيطرتها على عدة مدن في ريف دير الزور وتشرد الأهالي في البادية بالإضافة للتطورات الخطيرة في حلب، فإنه لم يصدر أي تصريح من الإئتلاف أو الهيئة أو بيان عملي، ناهيك عن خطة عمل أوسبل مواجهة هذه الأحداث.
في صفحته الفيسبوكية فإن الأمور على ما يرام عند "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ومنشوراته تتعلق بانجازات الحكومة المؤقتة، واعادة نشر بعض التقارير الدولية، بالإضافة لتغطية زيارة الجربا لكردستان.
فالحياة عند الإئتلاف، الذي يتواجد كافة اعضاؤه ومكاتبهم وموظفيهم وعوائلهم خارج سوريا، مازالت ذات لون وردي جميل، والأيام عندهم على ما يبدو، تمضي ببطء وكسل، اللهم إلا بعض الأنباء عن اجتماعات وتحضير لانتخابات، وقصص تدخل الدول من جديد بانتظار كلمة السر عن اسم رئيس الإئتلاف الجديد، في إعادة إنتاج المشهد المضحك الذي يحصل كل بضعة أشهر " لكن لم تصل أنباء عن عمليات صفع ولكم حتى الآن".
الهيئة للمرة المليون: لقد حذرنا.
بينما "هيئة التنسيق الوطنية في سوريا" فنقرأ في صفحتها بياناً "شديد اللهجة" عن إعلان داعش لدولة الخلافة، وبعد تعداد مخاطر هذا الاعلان تعود الهيئة لتعيد جملتها الشهيرة والوحيدة : لقد حذرنا من قبل.
فالهيئة ما زالت مصرة، رغم كل ما حصل ويحصل، انها الوحيدة التي حذرت علماً أن جميع السوريين من أصغرهم لأكبرهم كانوا منذ بداية الثورة يدركون معنى تسليح الثورة وخطورته، ويدركون خطورة التدخلات الخارجية، كما أن الهيئة تقدم حلها السحري والحصري والذي يتطلب شيئاً بسيطاً جداً مثل قبول النظام بالحل السياسي!
كما أنها تتجاهل في بيانها، كما في بياناتها السابقة، أسئلة مثل: داعش مسؤولية من؟ أين الطائرات الحربية من مرور قوافل سيارات الهمفي والدبابات من العراق إلى سوريا، أم أن هذه الطائرات اختصاص تهديم بيوت السوريين وقتل أطفالهم فقط؟
كما تنشر الهيئة في صفحتها الحدث الأهم برأيها تحت عنوان"المنسق العام حسن عبدالعظيم يكشف للمرة الأولى عن تفاصيل زيارة السفير روبرت فورد له عام 2011 "، الذي لا شك بأن أطفال الشحيل، المشردين الآن في الصحراء، يقرؤونه بكل اهتمام، ويتفاخرون بشجاعة عبد العظيم لأنه لم يقبل أن يذهب إلى زيارة فورد، بل أجبره على القدوم إلى مكتبه، ويدعون الله أن لا يطلب البغدادي رؤية عبد العظيم فيتمنع الأخير عن زيارته، مما يجبر الأول على القدوم إليه.
التعليقات (3)