فعلى ما يبدوا أن بقعة ضوء لهذا العام ليست ككل عام , فهنا سيحاول الأسد و مؤيديه من فنانيين ومخرجين وكتاب أن يشوهوا مسالك الثورة والثوار بقصد مفضوح , وبذلك محاولة جديدة منه أن يعيد شرعيته عبر الدراما السورية , التي كانت مميزة بموضوعاتها ذات الملامح الواقعية, والتي نادراً ماكانت تسيء الى أحد لهذه الدرجة... فكيف وقد غدت في مواجهة ثورة شعب يفترض أن تنتمي إليه... وهل وصلت الاساءة ليس للشعب السوري الثائر... بل تعدته للعالم العربي المتعاطف مع الثورة السورية؟!
مسلحون قبل أن تسلح الثورة!
فاليوم... من سيشاهد أولى حلقات مسلسل (بقعة ضوء) سينفجر غاضباً ليس فقط من الموضوعات المطروحة، بل من ممثلين أحبهم وأعتبرهم أحد أركان الدراما السورية بالفن النبيل الذي لا يمس مشاعر أحد، فنسي هؤلاء الممثلين والكتاب وكل من عمل تحت هذا المسلسل دماء الشهداء , ولم يلتفتوا الى مشاعرهم , ولم يحترموا ولم يشعروا بإحساس الامهات الثكالى , وأطفال حرموا من أهلهم , فكان المخرج المتوقع كالعادة عامر فهد جاهزاً لما يُؤمر به من النظام السوري الفاشل درامياً، بِحبك قصص وفيديوهات فاشلة عن مسلحين قبل أن تسلح الثورة، والذي إستمر بالفشل دراميا" واعلاميا" وحربيا" الى يومنا هذا , آملا بفهد أن ينقذ ما يمكن إنقاذه دراميا" والإستفادة منه إخراجيا" لحشد دعم جديد له ولمناصريه , بإخراج مسلسل أقل ما يقال عنه أنه تشبيحي بإمتياز , وليستعين معه بأبرز نجوم الدراما التشبيحية اليوم , والذين لم يعلنوا فقط تأييدهم للأسد ونظامه لا بل أعلنوا المشاركة بدور تشبيحي , ولكن هذه المرة ليس بمعركة على الأرض بل أسوأ , بدراما يعشقها الجميع , لتحول من بقعة ضوء الى بقعة موت الدراما السورية التي إن استمرت في ظل تفكير هذا النظام فسنقول فعلا (الله يرحم الدراما السورية ) بكل أسف.
هل يستحون من اعتقال زملائهم!
فمع بقاء ليلى عوض وعدنان الزراعي وسمر كوكش وغيرهم من الفنانين والكتاب المعارضين للأسد في المعتقلات، سيظهر في هذا المسلسل نجوم كانوا أصدقاء للفنانين المعتقلين، أو حتى زملاء درسوا معهم في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجوا من نفس الدفعة... فعلى باسم ياخور وأيمن رضا وجهاد سعد وأندريه سكاف وديمة قندلفت وشكران مرتجى وفايز قزق وأمل عرفة وزوجها العمايري وغيرهم , أن يستحوا قليلا" من أعمالهم الدرامية، التي ستسجل عند الشعب العربي كافة بتاريخ أسود مليء بالدماء , وبالمقابل الشعب السوري والعربي سيبقى يحترم فنانين على الأقل أحترموا وقدروا أن زملاء لهم معتقلين معذبين لا يعلم أين وصل بهم الحال غير الله , وأنهم وقفوا وعمِلوا وكتبوا بعضا" من الدرما السورية الحقيقة التي تحكي الواقع الحقيقي , ولم يكذبوا ولم ينافقوا بما يحدث على الأرض , كأمثال الكاتب فؤاد حميرة والفنان فارس الحلو ويارا صبري ومكسيم خليل وجلال الطويل ومي سكاف ولويز عبد الكريم وعبد الحكيم قطيفان والأخوين ملص والعالمي جهاد عبدوا وغيرهم من الذين يستحقون مني ومن كل العرب كل إحترام وتقدير لوقوفهم مع أبناء شعبهم , والذين بالفعل ردوا لهم الجميل , فالشعب صنعهم كنجوم , واليوم أستحقوا هذا الإحترام .
أما من بقي يشبح بدراما لم تعد سورية , فالشعب كما أشعل نجمهم سيخمدهم.......وبالتالي سنرى بعض من هذه المسلسلات السورية الأسدية يشاهدها المؤيدون فقط , وأخرى يشاهدها المعارضون فقط , وللأسف على ما يبدوا سيبقى الإنقسام ليس فقط على الأرض السورية بل أيضا سيطال الدراما السورية ......
*عضو بمنظمة رياضيون من أجل سورية
التعليقات (34)