جبهة سوريا العراق لبنان.. هل يدركها الائتلاف؟

جبهة سوريا العراق لبنان.. هل يدركها الائتلاف؟
تسابقت صفحات التواصل الاجتماعي للرد على السيد أوباما بعد تصريحه الأخير عن نوعية المعارضة السورية المعتدلة وتركيبتها وعدم قدرتها على الإطاحة بالأسد، وكان قبلها سيد البيت الأبيض قد قال في مقابلة أخرى إن المعارضة المعتدلة في سوريا تزداد تنظيما وقدرة على لفظ المتطرفين، لم يصدر بيانا رسميا واضحا من قبل الائتلاف السوري الذي يفترض أنه المعني المباشر بها حول رأيه في أي من هذه التصريحات المتناقضة شكلا والمتناغمة مضموناً، لانعرف بالحقيقة هل قيادة الائتلاف لديها إحساس داخلي أنها ضحلة أمام تصريحات بهذا الحجم وتخشى أن تطلب توضيحات رسمية أم أن لديها إحساس بأنها غير معنية بذلك من خلال اعتبار التصريح يخص الثوار في الداخل وهذا بعيد عن البروتوكلات الديبلوماسية التي تحاول التأقلم معها كصبي مطيع، يأتي ذلك بالتوازي مع أحداث العراق والتلاعب الإعلامي الغربي والعربي بما يجري من خلال اللعب على الألفاظ فالعديد من محطات التلفزة والتقارير الإخبارية كانت قد وضعتها تحت تحرك الإرهاب والتطرف بوجه الدولة العراقية ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقها، تلك الدلالات التي تصب بمجملها في خانة ضخ اليأس في قلوب وعقول أبناء هذه المنطقة الجغرافية الممتدة من العراق إلى سوريا فلبنان هي لاتخرج عن السياق الذي جاءت به تصريحات بثينة شعبان ووليد المعلم في بداية الثورة السورية وهو التشكيك والتشكيك ثم زرع الإحباط وخلط الأوراق، لاشك أن مفهوم الإرهاب سيبقى مطاطا لأجل بعيد ولن يصل أحد إلى وضع تعريف له يلائم كل الميول والرغبات في هذا العالم.

فالبيت الأبيض الذي سارع بإرسال وزير خارجيته للعراق مؤخراً لا يريد رؤية المالكي بقوائم الإرهابيين، وكذلك فإن الأسد لم يصل إلى ذلك التوصيف دولياً رغم كل جرائمه حتى الآن، الإرهابيون وحدهم أولئك الذين خرجوا من السجون السورية والعراقية "هربا" أو ضمهم "عفو" وجاءتهم الفزعات العابرة للحدود من كل حدب وصوب لتساهم أيضاً بتشويش الرؤية، هنا يصبح الأسد والمالكي جزءا من من تركيبة الجنتل بالسياسة طالما أن الرجلين يلبسان ربطات العنق الأنيقة وليس الدشاديش، ويواظبان على حلق الذقن وتوزيع الابتسامات، لايعي ائتلاف المعارضة السورية لما الرجلان مازالا خارج قوائم الإرهابيين الرسمية، وهو تحصيل حاصل لعدم امتلاك ديبلوماسيي الائتلاف الجدية اللازمة في التعاطي مع ثورة أبناء بلدهم أولا ومع ملفات المنطقة ثانيا ومن خلالهما إلى المجتمع الدولي.

إن المؤشرات التي تقدمها زيارة السيد كيري إلى العراق ومن ثم السعودية كذلك زيارة السيد هيغ إلى العراق كافية لنجوم ائتلافنا لتبقيهم خارج تفاصيل اللعبة، كل تلك التضحيات العظيمة التي قدمها شعبهم استهلكوها عبر خلواتهم ومؤتمراتهم عوضاً عن وضعها كرقم صعب في معادلة المنطقة، هاهو الأسد الآن بالمقابل يشارك المالكي عبر طيرانه بقصف مدن العراق الثائرة في ظل صمت أميركي ودولي وعربي.

المؤسف أن الإدارة الأميركية وعن سابق تصميم مازالت تتجاهل مطالب شعوب المنطقة ودائما تحاول الالتفاف عليها بأخذها نحو تعاريف وأوصاف جدلية وغير متناهية، بداية من حربها على صدام حسين وعوضا عن تسليم العراق للعراقيين الذين ذاقوا مر الدكتاتورية قامت بتسليمه إلى بضعة رجال طائفيين مأجورين إقليميا عمدوا على تأجيج فتن طائفية عمرها مئات السنين، كذلك أودعت أميركا جزءا من خيوط اللعبة لإيران ضمن ذات الصراع وهي على معرفة تامة أنه لن ينتهي إلا بتخريبه للمنطقة كاملة، وهذا ما حصل بعد الثورة السورية فمررت إيران كل جنون التطرف إلى بلاد الشام من حالش في لبنان إلى ألوية الطائفية في بلاد الرافدين ومولت داعش على الطرف الآخر.

ولم يكن لإيران أن تتجرأ على فعل ذلك بلا ضوء أخضر أميركي، فالتغاضي الأميركي على كل الإجرام الإيراني في سوريا سيبقى مثار جدل لأجيال عديدة، وهو ما فعلته أيضاً أميركا نحو انحرافات إيران عبر وكلائها بالعراق لأكثر من عشر سنوات.

هنا بالذات تكمن الأسرار، الشعب العراقي المظلوم كما الشعب السوري قد ثار على محتليه، والشعبان بالأساس كان يجب ألا يثورا على ما صنع لهما في كواليس ذلك العالم المتحضر في الغرب، فالشعوب هنا وبحكم الولادة والهوية هي إرهابية، تلك كانت توصيفات ثورة الفلسطينيين التحررية في القرن الماضي فهي مجرد منظمات إرهابية تسعى لقتل حضارة التمدن وكأن فلسطين كانت سراديب تقطنها مافيات منفلتة من كل عقال عبر مئات السنين وجاءتها الصهيونية "اللامافياوية" لتؤدبها، يتم تسويق ذات الفعل بتغيير الأدوات الآن عبر تغيير الشعارات الأهلية التي انطلق بها السوريون في ثورتهم وأيضا العراقيون، ليصار إلى تثبيت أمر واقع هو حرب سنية شيعية يغذيها الإرهاب السني، فماذا فعل ائتلافنا؟

علمتنا تجارب الشعوب أن الحصص السياسية لا تأتي بالتوسلات ولا بدفن الرأس بالرمال، فالتضحيات العظام يجب أن تقابلها مكاسب أعظم، وعليه فإن حجر العثرة يجب وضعه الآن في طريق الديبلوماسية وليس غداً وهذا يتطلب انفتاحاً مباشراً ودون إذن من أحد على ثوار العراق بل وتشكيل غرفة عمليات مشتركة وهذه الغرفة يجب عليها الانفتاح على كل القوى اللبنانية المناهضة لحزب الله الإرهابي التي عليها أن تقتنص هي الأخرى فرصة خروجها من عنق الزجاجة وتوحيد الجهود لتحريك الجبهة من المتوسط إلى شواطئ الأهواز العربية.

فكما الفرس تحت الرعاية الأميريكية والولدنة السياسية العربية استطاعوا إيجاد ذلك التناغم في تحركاتهم عبر تلك المنطقة الجغرافية، على الائتلاف أن لا يختبئ خلف مسوفات وحجج واهية لا تليق بحساسية وأهمية ما يجري، وهي بالذات الوجهة الحقيقية للحرب على الإرهاب أي ثلاثي المالكي الأسد حالش وراعيهم في إيران لتصحيح البوصلة العالمية وخصوصاً الأميركية من خلال العمل على الأرض وليس بالسياسة والخلوات المشبوهة، وعندها سيتفاجأ سياسيو ائتلافنا بأن الديبلوماسية الأميريكية هي التي ستطلب لقاءهم حتى وإن كان داخل خيمة في عمق سوريا.

التعليقات (2)

    سد ني

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    بكل احترام وتقدير واجلال لثورة العراق العظيم ولجميع من هو عربي اهلا ومن لا يريد ان يكون فاليخرج من الوطن العربي الوطن ليس لاي فصيل خارج عن نطاق ومفهوم القومية العربية وعلى ثوار العالم العربي ان لا يعيدوا عيد الاضحى قبل ان تعلق مشانق في ساحات بغداد لمن كانوا مسؤولين عن اعدام الرئيس في 29 12 2003 اول ايام العيد وهذا مطلوب من الشيخ امير عشائر الدليم علي الحاتم والثوار الاشاوس وهذا عار لاحق بالامة العربية يجب ان يصفى ومن الان وصاعد لا عفو عن خائن بلعزم الى المجد نمضي

    صدام لا فخر

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    يبدو ان العقل العربي مختل صدام هل يمثل فخر الامة العربية وكأن الدفاع عن الوطن يستدعي ايقاظ الوعي النائم بضرورة عودة البطل الدكتاتور هذه مشكلة في العقل العربي
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات