بان كيمون: ست خطوات حيوية للسلام في سوريا

بان كيمون: ست خطوات حيوية للسلام في سوريا
خرج بان كي مون عن قلقه المعهود ودبلوماسيته الشبيهة بالتواطؤ ووجه اتهامات مباشرة إلى بعض الأطراف الدولية في مسؤوليتها عما يجري في سوريا حيث نشرت صحيفة الغارديان البريطانية خطة الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إحلال السلام في سوريا تحت عنوان " ست خطوات حيوية للسلام في سوريا " طرح فيها خارطة طريق للعمل على إنهاء الحرب ومعاناة الشعب السوري.

في حين تستمر الحرب المروعة في سوريا لتتفاقم وتنزف خارج حدودها، يبدو أن حسابات البعض غير المسؤولة ترسخ فكرة عدم جدوى أي تدخل في سوريا إلا عن طريق تسليح الأطراف ومشاهدة الصراع المستعر.

قد يزيد عدد القتلى الآن على 150 ألفاً، كما تعج السجون ومرافق الاحتجاز المؤقتة بالرجال والنساء وحتى الأطفال، وانتشرت الإعدامات الميدانية والتعذيب الوحشي على نطاق واسع، ويموت الناس أيضاً بسبب الجوع والأوبئة التي كانت قد اختفت من قبل، وتم تدمير مراكز حضرية بأكملها، وبعضٌ من أعظم تراث البشرية المعماري والثقافي في حالة خراب، سوريا اليوم هي دولة فاشلة على نحو متزايد.

حاولت الأمم المتحدة معالجة جذور الصراع العميقة والأثر المدمر وقدمت جهوداً إنسانية تنقذ الأرواح وتحد من المعاناة، ولكننا لم نستطع الوصول إلى الهدف الأساسي بوضع حد للصراع، كما غطت الآفاق القاتمة السلام مع تفجّر العنف والتوترات الطائفية في العراق لتصبح وحدة اثنين من الدول الكبرى عرضة للخطر.

يجب على المجتمع الدولي ألا يتخلى عن الشعب السوري والمنطقة في مواجهة موجات القسوة والأزمات التي لا تنتهي، والنقاط الست التالية يمكن أن ترسم طريق مبدأي ومتكامل:

أولاً: إنهاء العنف

إن قيام القوى الأجنبية بتقديم الدعم العسكري المستمر للأطراف في سورية التي تقوم ارتكاب الفظائع وانتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي بشكل صارخ، لقد دعوت مجلس الأمن في الأمم المتحدة لفرض حظر على الأسلحة، إذ أنه يتوجب على الجانبين الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات، وكم من الناس يجب أن يموت أكثر قبل أن نصل إلى هناك؟

ثانياً: حماية الناس

تدير الامم المتحدة جهود إغاثية إنسانية ضخمة، ولكن الحكومة السورية تواصل فرض القيود المفروضة على وصولها، فقد أزالت الإمدادات الطبية من قوافل المساعدات وتمارس التجويع المتعمد وتعاقب المجتمعات بشكل جماعي بحجة تعاطفها مع المعارضة، وقد تصرفت بعض الجماعات المتمردة بالمثل، وعلاوة على ذلك لم يقدم للمجتمع الدولي سوى ثلث التمويل اللازم لجهود الإغاثة، ما زلت أدعو إلى وضع حد للحصار ووصول المساعدات الإنسانية دون قيود عبر جميع الجبهات الداخلية والحدود الدولية.

ثالثاً: بدء عملية سياسية جادة

أهدرت الأطراف المتحاربة المبادرات الدؤوبة لاثنين من أكبر الدبلوماسيين في العالم، كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي وكانت الانتخابات الرئاسية في وقت سابق من هذا الشهر ضربة أخرى، وفشلت في تلبية الحد الأدنى حتى من معايير المصداقية للتصويت، وسوف أقوم بتعيين مبعوثاً خاصاً جديداً قريباً لمتابعة الحل السياسي والانتقال إلى سورية جديدة، دول المنطقة لديها مسؤولية خاصة للمساعدة في إنهاء هذه الحرب، وأرحب بالاتصالات التي جرت مؤخراً بين إيران والمملكة العربية السعودية، وآمل أن تبني هذه الاتصالات الثقة وتقلب المنافسة المدمرة في سوريا والعراق ولبنان وأماكن أخرى. إن جماعات المجتمع المدني السوري يبذلون جهوداً شجاعة للحفاظ على نسيج المجتمع والحفاظ على قنوات مفتوحة للتضامن والاتصال.

رابعاً: ضمان المساءلة عن الجرائم الخطيرة

فشل الشهر الماضي تمرير القرار الذي يهدف إلى إحالة النزاع إلى المحكمة الجنائية الدولية في مجلس الأمن، وأطلب من الدول الأعضاء التي تقول لا للمحكمة الجنائية الدولية ولكنها تقول إنها تدعم المساءلة في سوريا، أن تتقدم ببدائل ذات مصداقية. للشعب السوري الحق في العدالة ومكافحة الإفلات من العقاب.

خامساً: الانتهاء من تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا

عملت الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية معاً لتدمير أو إزالة جميع المواد الترسانة الكيماوية المعلن عنها، وقد وفرت العديد من الدول الأعضاء الموارد الحيوية والدعم لهذه المهمة الصعبة التي أجريت في منطقة حرب نشطة والتي سوف تستكمل الآن في مختلف مرافق التدمير خارج سوريا، رغم أن غالبية القتلى في سوريا كانوا ضحايا الأسلحة التقليدية، فقد كان من الضروري تعزيز القاعدة العالمية بإبعاد إنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية.

سادساً: معالجة الأبعاد الإقليمية للصراع..

وبما في ذلك التهديد المتطرف، حيث يحارب المقاتلين الأجانب في كلا الطرفين ما يزيد مستوى العنف وتفاقم الكراهية الطائفية، كما لا ينبغي لنا أن نقبل بشكل أعمى شيطنة الحكومة السورية لجميع أطياف المعارضة بأنهم إرهابيون، ولا يجب أن نتعامى عن التهديد الحقيقي للإرهابيين في سوريا. يجب أن يتعاون العالم للعمل على القضاء على التمويل والدعم لجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، كما تشكل داعش تهديداً لجميع الطوائف في العراق، فمن الأهمية بمكان بالنسبة للزعماء السياسيين والدينين في المنطقة الدعوة لضبط النفس وتجنب دوامة من الهجوم والانتقام.

إن أكبر عقبة أمام إنهاء الحرب السورية في الوقت الراهن هو فكرة أنه يمكن كسبها عسكرياً، أنا أرفض مقولة أن الحكومة السورية "تنتصر". لأن إخضاع المناطق من خلال عمليات القصف الجوي في الأحياء المكتظة بالسكان المدنيين ليس انتصاراً وتجويع المجتمعات المحاصرة لحملها على الاستسلام ليس انتصاراً، حتى لو استطاع أن يتغلب في المدى القصير، فإنه يتعرض لخسائر فادحة في زرع بذور الصراع في المستقبل.

إن التوترات الطائفية الخطيرة والتحركات الضخمة للاجئين والفظائع اليومية ونشر عدم الاستقرار يجعل الحرب الأهلية في سوريا تشكل تهديداً عالمياً. كما أن القيم التي ندافع عنها وجميع الأسباب التي وُجدت من أجلها الأمم المتحدة تقبع الآن على المحك في المناطق المدمرة في سوريا اليوم، لقد مر وقت طويل على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن مسؤولياته.

• المصدر: (الغارديان) البريطانية 26 حزيران/ يونيو 2014

التعليقات (3)

    أوموي

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    هدا بان كيلو××××× حكى

    اللاعنف

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    المافيا الروسية الصينية بالمرصاد اي فيتو الظلم جاهز لكي تستمر ملالي ايران في قتل شعوب المنطقة

    رداد

    ·منذ 9 سنوات 10 أشهر
    ليش ما يردوا عليه ولا الامم المتحدة شو عملها!!!!
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات