معاناة درعا مع حرب الشوارع ..تلغيم الأبنية وقنص كل متحرك

معاناة درعا مع حرب الشوارع ..تلغيم الأبنية وقنص كل متحرك
حرب المدن أو مايسمى بحرب الشوارع أسماء تطلق على معارك المواجهة القريبة، أي أن الفاصل مابين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في درعا هي بضعة أمتار.

وكان أن تركزت هذه المعارك في أحياء درعا البلد والمحطة وجبهات عتمان والنعيمة، والسبب وراء ذلك هو انتشار النظام في المنازل والأبنية. وقد كان ذلك بعد اقتحام مدينة درعا في الشهر الرابع من عام 2011، هادفاً من خلال ذلك الحفاظ على قواته، بحمياتهم داخل الأحياء المدنية، توجه النظام نحو الأبنية المرتفعة من أجل نشر قناصته، ومع بدء المعارك على هذه الجبهات حصّنَ النظام هذه الأبنية.

إصرار مقاتلي الجيش الحر على التقدم قابله النظام باتباع سياسة تدمير البنية التحتية لمركز المدينة، وبالتالي فإن تقدم الحر إلى الأبنية التي يتمركز فيها النظام، قد يجعل منها ركاماً نتيجة غزارة النيران التي يتم بها استهداف هذه النقاط، واتبع النظام سياسة تلغيم الأبنية بالمواد المتفجرة قبل الخروج منها، ويؤدي ذلك إلى ندميرالأبنية بشكل كامل.

لا تقف حرب الشوارع عند استنزاف البنية التحتية لمحافظة درعا فحسب، فاستهلاك العدة والعتاد لمقاتلي الجيش الحر في هذه المعارك يزيد من الأمر تعقيداً، حيث أفاد مقاتلون من الجيش الحر على جبهات درعا البلد وطريق السد، لأورينت نت أن استهلاك الذخيرة في هذه المعارك يكون بشكل كبير، وأن النظام يتبع هذه السياسة لاستنزاف المقاتلين بشكل أكبر، ونقلوا لنا أيضاً أن لهذه المعارك استراتيجة خاصة لتقدم المقاتلين أمام قناصة النظام التي تمركزت في درعا، وهذه القناصة قد اتخذت مواقع تستطيعُ من خلالها كشف كافة الطرقات، فيقوم مقاتلو الحر ببناء السواتر الترابية حماية لهم من أجل سهولة قطع الطرقات، حيث إنه أيضا لايمكن استخدام الأسلحة الثقيلة كالمدرعات في هذه المعارك بسبب ضيق الشوارع، وعدم قدرة هذه الأسلحة على الحركة بشكل سريع.

وفي تفاصيل نقلها "فراس المسالمة أبو العبد قائد إحدى سرايا الجيش الحر في لواء المعتز بالله" أن هذه المعارك هي حرب استنزاف طويلة الأمد، تحتاج لدعم مستمر، وبسبب قلة الدعم المقدم للجبهات القريبة من مركز المدينة، جعلنا ذلك نتوجه لاتباع سياسة الأنفاق في المدينة حيث تعتبر من أسلم الطرق وأقلها استنزافاً للذخيرة والمقاتلين.

وفي حديث لـ"أبو حذيفة القائد الميداني للواء الاعتصام بالله" لأورينت نت أخبرنا أن النفق الذي استخدم بتفجير حاجز المؤسسة الحمراء في درعا المحطة استغرق حوالي ستةَ أشهر، وقد وُضِعَ فيه مايزيد عن طن ونصف الطن من مادة ال "تي إن تي" حيث تم تفجير أجزاء كبيرة من هذا البناء، وأضاف "أبو موسى مسؤول غرفة عمليات لواء المعتز بالله" أن جبهات قتال حرب الشوارع كانت في البداية تقتصر على أحياء درعا المحطة والبلد، لكن الآن كل من بلدة عتمان والنعيمة تشهد ذات المعارك، حيث لايفصل مقاتلو الجيش الحر عن ميليشيا النظام سوى بضعةُ أمتار.

لا تقتصر خطورة حرب الشوارع على المقاتيلن، فإن حياة المدنيين تكون بغاية الصعوبة جراء استهداف النظام للمواقع السكنية بالطيران الحربي والمروحي، وذلك لتخفيف الضغط عن قواته، والخطر الأكبر والذي يسبب معاناة يومية هو القنص، فقنص الشوارع لا يكون فقط للمقاتلين ضد قوات النظام، فللمارة نصيب من هذه الطلقات ولنزوحهم من مكان لآخر واقع أشد ألماً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات