أورينت.. الرحمة لشهدائك والشفاء لجرحاك والحرية لمعتقليك. تجرأتي في زمن الخنوع والمال السياسي على التمرد نحو الشمس لتكشفي جحور المارقين والقتلة وعشاق الظلام، فوسمتي بإعلام الإرهاب، تماديتي بإحساسك الإنساني فانطلقتي تعالجين وتواسين وترعين كل من وصل إلى مشافيك فصرتي مدرسة في الإرهاب، فتحتي منافذك لكل نفس سوري يعمل كي تقر عينه بوطن حر معافى وعملتي كقاسم مشترك للآمال الطيبة كمؤسسة سورية خارجة عن الطاعة فكنت معملا يولد الإرهاب.
وهكذا كان لابد من قهر الإرهاب في مشفاك في أطمة، بضعة أطباء وممرضين ومرضى وأسرّة وأدوية، هم أدوات إرهابك يعرفهم القاتل كما يعرف توقيت الآلام وأنّاة المرضى ويعرف أنك تسعين لزرع إرادة الحياة فأبلغك إرادته المتعمقة بزراعة الموت.
كان على غسان عبود أن يتحف شاشة أورينت بكليب النمس وهو يرسم صورة التشبيح بمواهب متعددة، أو يحجز مقعداً في تلفزيون الدنيا أو سماها الهاطلة براميل قتل، وأن ينعتق من إنسانيته وسوريته ومدنه وقراه ليصبح ضيفا على برنامج الصباح في تلفزيون رسمي أشبه بالمومياء ويحيي ابتسامات تلك المذيعة التي تقدم وقاحة أخبارها الرسمية وهي منتشية فوق جثث السوريين، أو كان على غسان عبود أن يوظف كادره الطبي لأجل سرقة الأعضاء البشرية وبيعها في بورصة هذا النظام الذي ازدهرت إنسانيته في عرض أجزاء مواطنيه وأعضائهم في أسواق العالم، بل كان عليه الحج بعيداً عن عروبته وقبلته والسجود صوب ولاية الفقيه، وموجهاً كادر أورينت لارتداء الشارات الصفراء تيمناً بحالش وزعيمها، عندها ستكافأ أورينت بسبق إنتاج دراما رمضانية مزينة بنجوم خانوا شعبهم ليدفئوا جيوبهم متجندين بكتاب ومخرجين يعرفون أبواب الجنرالات أكثر من أبواب بيوتهم ويتقنون سهر الحانات كي تغذي إبداعاتهم هوس مال المحطات الخليجية الذي مازال يتدفق عليهم، عندها سيحكم قاضي قضاة القصر الجمهوري ببراءة غسان عبود وأورينت وكادرها من الإرهاب.
هكذا يدور السؤال في كواليسهم، كيف لمؤسسة سورية أن تكون وطنية، وكيف للسوريين أن ينعتقوا من نظام المافيا ويضعوا طاقاتهم لبناء وطن حقيقي، ويؤكدوا بعملهم أنهم صناع حضارة أناس صالحين وطيبين وليسوا مبدعي انتقام وغدر، ولم يكن يوماً سقف ذكائهم صناعة براميل محشوة ديناميت وخردة، وتكون أحلامهم معملا لتفاعل غاز محشوٍ في قنبلة تقتل أحلام الطفولة.
هذا الحقد على أورينت ليس عبثيا بل هو منظم ومخطط منذ أن أعلنت شاشتها أنها ملك للوطن كل الوطن، وانحازت لطبيعة الإنسان السوي الذي يرفض الظلم ويناصر المظلوم، لتكون المنبر الأول للصوت السوري، تقتحم الحدث وتنقله بأمانة ابن البلد الأصيل وتلغي مقولة خبيثة تقول إن الإعلام المحايد هوالإعلام الحق، لتصبح مقولة إن الإعلام النزيه هو الإعلام الحق كعنوان أول لسوريا الحرة التي تكبر بطاقاتها النزيهة.
متوقع أن تنال أورينت الإنسانية بكادرها الطبي مانالت كرسالة لكل طاقمها مفادها أن الوطن السوري للغربان والبوم وليس للحمام، ولرائحة البارود وليس لرائحة الياسمين، ولكن السوريين على اختلاف الجغرافيا التي حوتهم وتحت نور الشمس سيحفظون لأولئك الشجعان في الميدان من كادرها الطبي والإعلامي تفانيهم ووقفتهم النبيلة.
السوريون الذين ابتدعوا الحرف واستزرعوا الأرض منذ آلاف السنين، مازالوا يتقنون صناعة الأمل ومفاصل الجمال بالحياة، هي جغرافيا المشرق حيث اعتادت أن تقدم دفء أشعة شمسها، ستكون منارة حرية مهما حلك الليل.
التعليقات (3)