كذلك، سجن أولاده بدايات الثورة، والذين أُطلقوا، هو حال عشرات آلاف السوريين، ومثلهم لا يزالوا في سجون الإحتلال الأسدي، بلا ( منية ) من أبوته.
مشكلة كمال مع الثورة هي، شوفوني ما أحلاني، وما أثورني ( من ثورة )، كلاهما وهم، لا علاقة للرجل، لا في الحلاوة، ولافي هذه الثورة، كل ما هناك، أن ثمة انتهازي يعشق ( الكبرة)، ولو على خازوق بلا مؤاخذة.
قرأت، كل ما كتبه الدكتور حول ( التحالف مع إسرائيل) كوسيلة أساسية لانتصار الثورة، لم أجد أكثر من هرطقة أو استعراض، إذ لا ( مبادرة )، كما يحلو له، وللبعض غيره تسميتها، ولا خطة سلام، ولا حتى منطق في طرحه، اللهم باستثناء استدراج عروض، أو مزاد فضائحي على دور سياسي ما .. تسمية، توصيف، قيادة، والأخيرة بعيدة عن وسامته، إذ تحتاج لبرستيج رباني لا يتمتع به كمال.
ما الذي يستطيع تقديمه الطبيب لصديقته ( إسرائيل )، أكثر مما قدمه الأسدان، الأب والإبن، أولهما، باع الجولان مقابل السلطة، وثانيهما ألعن من أبيه، دمر سوريا من الباب للمحراب لأجل الكرسي الموروث، ثم جاء كمال ليعرج بين مكرسحين.
منذ أن خرج، الأصح أُخرج اللبواني، من السجن ثم من سوريا، وليته لم يحدُث، وهو يُحاول أن يلعب في المعارضة دور( القبضاي )، يُعربد على المجلس الوطني وهو من أعضائه، ثم يتنمر على الإئتلاف،وهو عضو في هيئته السياسية، ينسحب ويعود على كيفه، والحق معه، ( تكية مفتوحة ).
لا أحد يفهم، كيف ينام اللبواني في لحظة تجلٍ مع الإسلاميين، بل مع حقهم في إقامة الدولة الإسلامية، ليستفيق على مظلومية الصهيونية، وحق ( إسرائيل ) بالوجود، وتخوفه شخصياً من فلتان السلاح وانتشار الفوضى، والتطرف على حدودها، ربما فاته أن دولة ( إسرائيل )، صارت الدولة اليهودية صافية العرق، وعبقرية الحبيب بو رقيبة، وبعده السادات في النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، تحولت بالتقادم إلى غباء مزمن في عام 2014.
كل ما فعله ( رمز المقاومة السورية )، بحسب الإعلام الإسرائيلي، هو استبدال الخطاب الإسلاموي الجهادي، الذي فشل في اتقان اسلوبه، بخطاب المستثقفين في تبريره للتطبيع مع ( إسرائيل )، واستعارة عبارات مثل ( المرحلة الثانية من الثورة يجب أن تشمل بناء أنماط ثقافية مختلفة تتجاوز الماضي ولا تكرره)، فذلكة تشبه تنظيرات ياسين الحاج صالح، التي تحتاج إلى معجم طبقي لتفسيرها، وتجد من يطبل ويزمر لها من ( محيري الثورة )، ومدمني الفيسبوك، و أيضاً من يروجها على مبدأ ( المشايلة ) في الإعلام، وأشباه حازم صاغية، كثر.
لا أعرف من فوض كمال اللبواني ببيع الجولان، وأنا أحد ابنائه، لم ولن أفعلها بحجة أن الهضبة ذاهبة سلفاً،أصلاً، ما الذي يمتلكه كمال اللبواني على الأرض من قوة وأتباع، ليقرر، ويفتي على كيفه؟!، إن لم يخجل هذا الكائن من رمزية القدس، ليخجل إذاً من اسطورية مخيم اليرموك.
التعليقات (9)