هذه الرسالة المؤرخة في 19 أغسطس/آب 2012 والمختومة بالختم الأحمر (سري للغاية – فوري) وموقعة من اللواء الركن ذو الهمة شاليش مدير أمن رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد.
والعبارات التي استخدمها اللواء "شاليش" في نص الرسالة تشير بوضوح إلى وجود علاقة بين "جان عبيد" مرشح رئاسة الجمهورية اللبنانية والسلطات السورية.
والأخطر من ذلك، أن المعلومات المذكورة وفقاً للجملة الأولى من الرسالة بتسليمها إلى علي عبد الكريم السفير السوري في بيروت، والواردة رداً على معلومات وملاحظات "جان عبيد" لمكتب الأمن في السفارة السورية في بيروت تحت بند "سري للغاية- وفوري “، فإن اعطاء الأولوية لملاحظات "عبيد" تعني على الأقل أنه قد نقل معلومات هامة ذات قيمة استراتيجية في نظر السلطات السورية.
إذن، وكما نأمل إن كان عبيد قد تصرف ببراءة من خلال نقله المعلومات دون إدراك منه عن مدى الأهمية الحقيقية من خلال تسليمها لقوة أجنبية ذات علاقة غير ودية مع بلاده فهذا يعني أنه وبأقل تقدير غير مؤهل أن يكون رجل دولة، وإن لم يكن غير كفء وتصرف عن علم بماهية المعلومات فالقضية تصبح أكثر خطورة، فجان عبيد ليس في هذه الحالة سوى ضابط في خدمة النظام في دمشق.
إن القضية في قمة الخطورة وفي الواقع هذه الرسالة حددت وجود صلة بين المعلومات التي كشف عنها جان عبيد وبين قضية ميشال سماحة الوزير السابق الذي قام بنقل المتفجرات من دمشق من أجل التخطيط لحملة من الهجمات داخل لبنان، فبتاريخ 9 أغسطس/آب 2012 تم العثور على متفجرات في سيارته، وبحسب الاعتراف فإنه التقى في دمشق اللواء علي مملوك أحد كبار رجالات المخابرات السورية والمكلف بهذه المهمة الإرهابية من أجل زعزعة استقرار لبنان وإعداد الطوائف المحلية ضد بعضها البعض.
اليوم دون استخلاص النتائج حرصاً على النظر في جميع الفرضيات من الأفضل أن يقوم جان عبيد بنفسه بتوضيحات من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:
- هل التقيت مع دبلوماسيين أو عاملين في السفارة السورية في بيروت في شهري تموز-آب/ يوليو -أغسطس 2012 وسلّمت لهم أية معلومات؟
- ما هي طبيعة علاقتك مع السلطات السورية؟
-هل انت مرتبط بطريقة أو بأخرى بقضية ميشال سماحة أو هل تباحثت في السابق مع هذا الرجل؟
يقول آلان شوفاليريا الباحث في قضايا الارهاب: "علينا أن نبني مستقبل لبنان في هذه الأوقات العصيبة وأن نعيد الاستقرار في الشرق الأوسط ولكن كيف سيتحقق هدف كهذا إن كان الرئيس المقبل للبنان يعمل لصالح نظام لا يرحم مواطنيه ولا يحترمهم كالنظام في دمشق؟
التعليقات (3)