سورية.. "قومي صوّتي للقاتل"!

سورية.. "قومي صوّتي للقاتل"!
صوتوا لملك الخراب أيها المشردون، إستجمعوا أشلاءكم وعزائمكم وإنهضوا من تحت براميل الموت وخرائب أحياؤكم، وانتم أيها الموتى صوتوا لاجل مستقبلكم، لا زال الرئيس يعدكم بموت اخر أكثر إثارة ودهشة، وانتم ايها السوريون الباقون صوتوا لاجل تدمير نسيج وحدتكم الوطنية وتمزيق بلدكم اشتاتا.

لأ، تلك ليست مبالغة كلامية، ذلك هو البرنامج الحقيقي للمرشح الرئاسي بشار الأسد، هو لم يطرح أي طرح اخر ولو على سبيل النفاق والتملق، هو يعتقد ان لا حاجة له بأي برنامج، لا حاجة لان يعد السوريين بالإستقرار ولا بإعادة الإعمار ولا عودة المهجرين والنازحين، تلك قضايا يطرحها مرشح عادي، بشار الأسد يكفي تواضعه وقبوله حكم السوريين سنوات أخرى، لذا فالأصح أن تذهب الجماهير لمبايعته والتوسل اليه القبول حكمهم.

ولكن، وبما ان دواعي الديمقراطية والعصرنة وفذلكات العالم المعاصر تتطلب حصول عملية إنتخابية متكاملة العناصر والأركان، فالصحيح ان تقوم سورية من موتها لتنتخب الرئيس، وطالما ان الرئيس يحتاجها، فما عليها سوى الإستعداد لتلبية هذا الواجب المقدس، وتادية هذا الشرف الذي اتاحته الأقدار للسوريين، الذين يحسدهم العالم كله عليه، ألم يطلب السيد الرئيس من شعب سورية كتم أفراحهم وعدم إطلاق النار ابتهاجاً!

قوموا يا قتلى سورية من قبوركم، فالسيد الرئيس يريد تشريفكم بإنتخابه، بلغوا حمص ودرعا وحلب، وكل المدن المنكوبة ان تستعد لواجب الإنتخاب، بلغوا قتلى المعضمية وجديدة الفضل ودوما، وأوصلوا الخبر لقتلى البياضة وبانياس والبيضا والقصير ويبرود، ولا تنسوا قتلى باب عمرو وكرم الزيتون وجورة الشياح، خبروا قتلى براميل حلب أن جاء يوم الوفاء، وإن استطعتم فادعوا المئتين ألف قتيل، لملموا أشلاءهم من تحت ركام العمارات واولئك الذين قتلوا غيلة وخفية في البساتين والوديان، والذين ماتوا خنقاً في الغوطتين، اما المعاقين والذين يعيشون نصف حياة فيجب أن يصطفوا بالطوابير للحصول على فرصة إعادة إنتخاب القاتل.

لاوقت للعتاب ولا للسؤال عن اسباب موتكم بتلك الطريقة وغيرها، ولا مجال لان يسأل المعاقون لما تركهم القاتل يموتون كل يوم ألف مرة، بإنتخابه تتجدد فرص موتهم ويزداد منسوب الامل لديهم، لا وقت للعتاب فالسيد الرئيس القاتل يحتاج للهدوء ليفكر كيف سيكمل الإنتصار على المؤامرة، وذلك جواب كافي، موتكم وإعاقتكم كان من ضمن مهمة التصدي للمؤامرة، وهذا يكفيكم فخرا.

أما انتم أيها النازحون في المخيمات، ولانكم لم تموتوا فداء لمواجهة المؤامرة فإنكم مطردون من جنة الإنتخابات، لن تنالوا هذا الشرف العظيم، وذلك سيكون مقدمة لطردكم النهائي من حضن الوطنية السورية، نجاتكم بأولادكم ونساءكم خيانة لن يشفعها لكم تاريخ سورية، اولادكم ونساؤكم كانوا أولى بالموت، ألة الموت الاسدية تريد العمل بكامل طاقتها، وميليشيات الموت الحليفة القادمة من العراق ولبنان بحاجة لحقول رماية للتدريب، هروبكم عطل جزءاً كبيراً من برنامج الموت، لذا فالمعاملة بالمثل هي القاعدة الاكثر عدالة تجاهكم، إحتفظتم بحقكم في الحياة وإحتفظنا بحقنا بحرمانكم من الهوية السورية.

كل الكلام الذي سيقال ليس مهما، وكل الإنتقادات التي سيوجهها العالم مجرد هذر زائد، وكل برامج المرشحين المنافسين مجرد إحتفالية على هامش الحدث الاكبر، وهو منح السوريين فرصة اعادة انتخاب الرئيس القاتل، وعلى العالم ان يتعلم اصول الديمقراطية، مالطلوب، صناديق إقتراع وتصفيق في مجلس الشعب وشخصيات كاريكاتورية واجهة؟، كل عدة الديمقراطية إنتصبت لتفقأ عين المؤامرة، ما تبقى فقط هو ان يخرس العالم ويشاهد عملية تتويج ملك الدمار وهو يجلس على عرش الخراب، فمن إنجازاته حتى اللحظة نصف سكان البلد مهجرون وثلثيهم بلا منازل وجيل كامل خارج حقول التعليم وشطب مقومات الحياة في سورية لعقود قادمة!

يا سيد البلاء، يا صاحب الوعد بالموت والخراب، لا القتلى سيخرجون إحتفالا بتنصيبك ولا الاحياء، كل ما هنالك أنك ستمارس لعبة حقدك بتنويعة جديدة، وسيمارس السوريون حقهم في رفضك حتى التخلص منك، وهو وعد قائم....وقادم.ِ

التعليقات (2)

    عمر بدران

    ·منذ 10 سنوات أسبوعين
    كلام سليم وشيء لا يصدق أن يرشح بشار نفسه وكأن الذين ماتوا بسبب كارثة مناخية ... البلاد المتقدمة لو حصل حادث بالسكة الحديد يستقيل وزير النقل احتراما لأهالبهم ويشعر بالذنب والتقصير وأتمنى أن أعرف شعورك ؟؟؟؟ لقد دمرت البلاد وقتلت العباد ألا تخجل من الظهور على التلفاز ألا تخجل من مواجهة أهالي الضحايا على ما فعلت ألا تسنحي ومصر على مواصلة القتل والبقاء على الكرسي البقاء المخزي البقاء الوقح فهو أكبر من الذنب نفسه احفظ ماء وجهك ان كان فيه ماء وارحل كافي ما فعلت كافي .

    انس حريري

    ·منذ 10 سنوات أسبوع
    في كل كلمه دمعه وجرح لن يبرأ ابدااااا
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات