نحو المزيد من التضامن للمثقفين العرب والأكراد

نحو  المزيد من التضامن للمثقفين العرب والأكراد
المأساة السورية والأزمة الطاحنة التي سببها النظام والعديد من القوى الدولية والإقليمية والمحلية بعد انطلاق الثورة السورية المباركة في آذار 2011 ، هذه المأساة والأزمة تتطلب جهدا ثقافيا وفكريا من كل مكونات الشعب السوري وبخاصة العرب والأكراد ، فالنظام وكعادته لمدة تزيد عن أربعين عاما شغله الشاغل خلق بؤر الفتن بين مكونات الشعب السوري الواحد، وما المشاكل والاشتباكات الحاصلة الآن في مناطق الجزيرة السورية التي يتعايش فيها معا العرب والكرد إلا حلقة من حلقات المسلسل الطائفي ألبغيض للنظام من أجل إبعاد الخطر الثوري عن نفسه وإشغال الشعب بمعارك هامشية غايتها وهدفها الوحيد هو البقاء على الكرسي على حساب دماء أبرياء الشعب السوري من كل المكونات .

والعملية الجارية الآن بالرغم من أنها تدخل في سياق التنازعات ذات الطابع السياسي والعسكري والإداري ( أحزاب ميليشيات وتنظيمات اجتماعية ) إلا أن دور المثقف العربي والكردي مطلوب في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة لتجنيب شعبنا مخاطر حروب أهلية وطائفية لا تبقي ولا تذر ، وكل هذا بتوقيع بيانات مشتركة لتحذير الأطراف المعنية من مغبة الانخراط في لعبة النظام الخبيثة ، وعقد ندوات مشتركة في الداخل والخارج ، وعمل نشاطات مشتركة ميدانية ، والالتقاء والتشاور والبحث في سبل تجنيب شعبنا ويلات حروب هذا النظام الذي يريد اشعالها وإغراق أبرياء كل المكونات في حمامات دم ستكون نتيجتها وخيمة وهي كلها محاولات يائسة لجر المكونات إلى الاشتباك التناحري الداخلي البغيض ، وهذا ما يحصل جزئيا ، نريد أن لا تتوسع الدائرة القتالية بين المكونات السورية وهذه المقالة بمثابة دعوة سلم ودعوة خير وصرخة ضمير مثقف كردي يمد يده للمثقفين العرب والأكراد لإنقاذ شعبنا من محاولات محمومة جارية الآن على قدم وساق لجرنا إلى مصائب وكوارث لا يحمد عقباها.

المطلوب الآن بالإضافة إلى ما ذكر تنشيط الحوار العربي الكردي عبر كافة الوسائل الإعلامية وصفحات وبرامج التواصل الاجتماعي عوضا عن الإغراق في الفردانيات الفيسبوكية النرجسية والتفرج على مصير هذا الشعب البريئ وهو ينازع الموت والدمار ليل نهار دون أن تسعفه قوة إقليمية أو دولية .

فالانتصار للشعب ومحاولة إخراجه من مستنقع الاستبداد والقتل مهمة ثقافية أخلاقية بالدرجة الأولى والمثقفون العرب والكرد أمام مسؤولية تاريخية كبيرة .

التعليقات (1)

    Békeso

    ·منذ 10 سنوات أسبوع
    المطلوب أولاً من المثقف العربي التقدمي، كونه ينتمي للقومية المسيطرة والحاكمة، أن يرد بمواقفه وبرامجه، على ادعاءات العفدكجية البعثية بما تُجند به، والعوربية العنصرية بما تدعيه.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات