هكذا يتحدث أدونيس عن النظام السوري مبدياً عدم معرفته باستخدامه الأسلحة الكيماوية وهو يعرف عين المعرفة أن النظام وحده يمتلك هذه الأسلحة وهو الذي يمتلك أدوات وتقنيات استخدامه كالطائرات والصواريخ ، وهو يعرف تماما أن المعارضة لا تستطيع استخدامه وهي لا تملك مثل هذه الأسلحة أساسا.
إذن أدونيس المثقف السوري يبتعد عن التعاطف عن آلام شعبه ومجتمعه فما الذي ينفع الإنسان السوري من كل هذه الثقافة التي يملكها إن لم توظف لخدمة حياة الإنسان السوري وسعيه الحثيث المجبول بالدم والعذابات والسجون والتشرد والتدمير التحتي – بنى تحتية - للخلاص والإنعتاق من حكم الفرد الواحد والحزب الواحد والفكر الواحد ؟وحول سؤال اللوموند عن وجود فارق بين عنف النظام وعنف المعارضة يجيب بالقول:
"العنف يتشابه أينما وجد ومن أين يأتي. المعارضة السورية المدعومة من قوى خارجية ـ مثل الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وقطر وحتى فرنسا ـ تستخدم أيضاً خطاباً قائماً على العنف ،ولكن نحن ننسى المعارضة السورية الداخلية، هؤلاء الذين يرفضون العنف في دمشق كما يرفضون التدخل الأجنبي، أنا أدعم هؤلاء إنهم الديموقراطيون الحقيقيون".
أدونيس يمارس نوعا من النفاق الواضح بتجاهله الإشارة إلى الدول الداعمة للنظام كروسيا وإيران والعراق ، كما أنه يتجاهل أن الكثير من المعارضة الداخلية تعيش في حضن النظام وهي معارضة مصطنعة ومنتجة من النظام ، وعوضا عن ذلك يشيد بها وهو يعرف تماما حجم الحريات لدى النظام الاستبدادي في سوريا وحجم القمع وحجم السجون وحجم المخابرات .
هذا هو أدونيس الذي لا يتحدث بحق وبعدل من بداية الثورة السورية وهو الذي ينتقد الحكم الديني لكنه معجب بثورة الخميني ، وهو ضد الاستبداد لكنه ليس مع الثورة السورية ، إنها مفارقات مثقف يتدمر بلده شعبا وأرضا وتاريخا وهوية ولكنه يحاول أن يتملص من واجبه الثقافي والقيمي والإنساني بالتعاطف مع أعظم ثورة في العصر الحديث أعظم ثورة ضد أعتى وأشرس وأقسى وأعنف نظام عرفته البشرية حتى الآن .
التعليقات (13)