جواز السفر إلى جنيف "إدارة ذاتية"

جواز السفر إلى جنيف "إدارة ذاتية"
منذ بدء الحديث عن التحضير لجنيف 2 سافر المهندس صالح مسلم إلى أوربا، تارةً محاضراً في البرلمان الأوربي، و تارة ضيفاً على القنوات العالمية، وغالباً في المجالس المغلقة يطلب الإذن بالحضور. إلى أن كان القرار الروسي، وبالفعل تم التخلّي عنه من قبل لافروف هو وهيئة التنسيق التي كان من مؤسسيها، وباتوا جميعاً خارج الحسابات الجنيفية. و بالفعل بدأت مفاوضات جنيف 2 بغياب هذا الفصيل الكُردي "حزب الاتحاد الديمقراطي".

على إثر هذا الفشل الدبلوماسي الذريع، كان لا بد من ردّة فعل متناسبة مع حجم الفشل، فكان إعلان الإدارة الذاتية في "كانتون" الجزيرة كبداية، بالترافق مع حملة تخوين لوفد المعارضة ككل، والتركيز على الوفد الكُردي المشارك كأكبر خائن للقضية الكُردية، واتهامهم بأنهم يسعون إلى إعادة اتفاقية لوزان التي خرج منها الكرد بلا ناقة أو جمل، فغلب إعلامهم أحياناً حتى إعلام النظام في "التشبيح" على المعارضة السورية.

واستمرت ردّة الفعل هذه، فإلى حين انتهاء الجولة الأولى من جنيف 2 كان حزب الاتحاد الديمقراطي قد أعلن عن ثلاث كانتونات ضمن أمة من اختراعه أسماها "بالأمة الديمقراطية" وعيّن لها 66 وزيراً.

بعد التخلي الروسي كان لا بد من الارتماء في الأحضان الامريكية، ولكن الأمريكي عنده حساباته ومصالحه، فكانت الشروط الامريكية التي أحرجت حزب الاتحاد الديمقراطي وهي:

1 - أن يضع ال PYD مناطق الإدارة الذاتية إدارياً تحت تصرّف المعارضة السورية ممثلةً بالائتلاف.

2 - تقديم كل التسهيلات للمعارضة "والمقصود هنا المسلّحة" ضمن مناطق الإدارة الذاتية.

وفي هذين الشرطين إحراج ثقيل لحزب الإتحاد الديمقراطي، فالإدارة "الذاتية المرحلية الديمقراطية المشتركة المؤقتة" ليست ملكاً له كما يدّعي، وإنما هي من إنجازات حركة المجتمع الديمقراطي ومجلس شعب "روج-آفا"، واللذان بدورهما يدّعيان أنهما منظمتان مستقلتان عن حزب الاتحاد الديمقراطي، وبأنهما يمثّلان كل المكونات العرقية والدينية في المناطق الكردية في سوريا، بالتالي ليس من حق حزب الاتحاد الديمقراطي أن يضع مناطق الإدارة الذاتية تحت تصرف المعارضة، ولكن وبسبب الجوع الجنيفي والخوف من الخروج من "المولد بلا حمص" بالتالي سيضطر أن يلعب على المكشوف وأن يُظهر أنه الآمر الناهي في هذه الإدارة الديمقراطية، وما مجلس شعب "روج-آفا" وحركة المجتمع الديمقراطي "تف دم" إلّا واجهات يتستّر وراءها في إدارة شؤون المنطقة.

أما تقديم التسهيلات اللوجستية للمعارضة وكتائبها المقاتلة، فذلك ينسف تماماً ما روّج له هذا الحزب في كون الإئتلاف "عروبي وشوفيني" و يريد القضاء على "مكتسبات الشعب الكردي" وأنه الداعم لـ "داعش" التي قتلت ما قتلت من شعبنا، وأن كتائب الائتلاف تنتهز الفرصة للانقضاض على القرى الكردية، وغيرها من عبارات التجييش الشعبوي ضد المعارضة السورية، فكيف بالمُهَدِّد للوجود الكردي -حسب إدعاء حزب الاتحاد الديمقراطي وإعلامه الموجَّه- أن تسير قوافله العسكرية من قلب المدن الكردية تحت أعين الناس التي أُشبعت من "البروبوغاندا" الحزبية الآبوجية؟!!

ولكن حسب ما يتم تداوله هذه الأيام من قبل بعض الأبواق والمواقع المحسوبة على الحزب، فمن شبه المؤكد أن حزب الاتحاد الديمقراطي سيشارك في الجولة القادمة، الأمر الذي يضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يكون الحزب تمكّن من إقناع الأمريكيين بالتخلي عن المطالب السابقة، وهذا أمر مستبعد، وإما أن يكونوا قد قبلوا بالشروط وهو الأمر الأكثر رجحاناً.

ربما أدركوا أخيراً أن إدارة ذاتية مشوّهة، ناتجة عن ردة فعل غير محسوبة، مترافقة مع حملات التجييش والتخوين لكل مَن لم يشارك فيها، لن تستمر بدون الدعم الدولي، الأمر المفقود تماماً حتى من قبل الحلفاء مثل الروس وإيران، فجنيف 2 سيرسم الخطوط العريضة لسوريا المستقبل، وعدم وجودهم ضمنه معناه عدم وجودهم في مستقبل سوريا، بالتالي تم التخلي عن "مكتسبات الشعب الكردي" كما يحلو لهم أن يدعونها، وتمت التضحية بالإدارة الذاتية وتقديمها قرباناً "جواز سفر" للحصول على تأشيرة الدخول إلى مفاوضات جنيف.

وهنا أنا أتحرق شوقاً لأرى التبريرات التي سيتم تسويقها من قِبل الماكينة الإعلامية لحزب الإتحاد الديمقراطي حول الكيفية والثمن الذي دفعوه للمشاركة في جنيف 2.

التعليقات (4)

    abo abdo

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    المقالة ناقصة يا محمد رشو! ولو انو انا لا اؤيد البيدا في الكثير من الامور لكن لا اقبل مطلقا ان تكون المناطق الكوردية مركزا للخراب و *** من التكفيريين و المتخلفين من القرن الماقبل الحجري!!! يعني شوف كل المناطق اللي دخل فيها الجيش اللي انت بتسميه جيش الحر اتهدمت يا شيخ!***النظام على المعارضة على كل من كان على شاكلتهما!

    أبو لوفر

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    المشكلة أخ عبد ليست بأن تقبل أو لا تقبل، المشكلة أن من قام بإنشاء هذه الإدارة قام بانشائها بمنطق |الجكارة| لعدم وجوده في مؤتمر جنيف وحتى جكارته كان لها حدود من قبل النظام فلم يتم السماح له بإنشائها على شكل وحدة جغرافية و غنما تم تقسيمها إلى 3 مناطق ،كما لم يتم السماح له بإطلاق أي صفة كردية لها فبقيت |ديمقراطية| لا دلالة كوردية كما هو الحال في اسم الحزب الذي قام بإنشائها، وليس لحماية المنطقة من الغزوات الداعشية. أما الجيش الحر فلم يرد ذكره في المقالة أبدا وإنما الكتائب المقاتلة التابعة للائتلاف.

    اادارة [ذاتية] بـ66 مختار وأوجلان آغا؟؟؟

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    المراقب للأحداث يرى بوضوح أن النظام أعاد انتاج البكك واستعماله بعد تيقّنه من الموقف التركي خلال الزيارات المكوكية لوزير خارجيتها ومن المستغرب الحديث عن البكك ككيان له استقلالية من أي نوع كان حتى في أعالي جبال قنديل أو في [سجن]ايمرالي ان داعش هي النسخة [الدينية] من البكك بعد نجاح وخبرة النظامين السوري والايراني في صنع واستعمال البكك84 ,حزب اللات85,...وأخيرا داعش العراق فسوريا. البنية التنظيمية واحدة الأمراء من المخابرات ومن يدري حجم الفضائح الموثّقة عندما كان أوجلان في حضن المخابرات وشققها؟

    ادريس ديريك

    ·منذ 10 سنوات 3 أشهر
    مهما كان هناك نقد او سلبيات لهذه الادارة هي تدار من اهلها وبأرادة كوردية وبقرار كوردي والبي دي اثبت نجاحه في ادارة المناطق الكوردية والسبب هو امتلاكه القاعدة الشعبية الكبيرة في المناطق الكوردية فمثلا نجد ابن رئيس الحزب يستشهد دفاعا عن راضه وعرضه بينما اولاد مسؤولي الاتلاف والاحزاب الكوردية الاخرى نجدهم في فنادق بل اصبحو تجارا من وراء عمل ذويهم في الاتجار بالدم السوري ... اسأل الاخ محمد رشو بضميرك هل تثق بشخصيات مثل حكيم بشار وصلاح بدرو ومصطفى جمعة كي يكونو ممثلين عن الكورد .
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات