الأسد – المالكي – البغدادي .. ثلاثية القوس الفارسي

الأسد – المالكي – البغدادي .. ثلاثية القوس الفارسي
إن الحرب الطاحنة التي لم تبق ولم تذر بين الجبهة الإسلامية والجيش الحر من جهة، والدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ثانية، قد حوّلت الشمال السوري إلى ساحة حرب مفتوحة على كل الاحتمالات؛ يمكن للنظام أن يتمدد شيئاً فشيئاً للحصول على مواقع كان قد فقدها في معارك عنيفة، فيما يحاول كل طرف بسط نفوذه على مساحة أكبر للذهاب إلى جنيف2 فارضاً شروطه على الطرف الآخر، ليكون هو صاحب السلطة، أو على الأقل الكلمة العليا في سورية الجديدة.

توقيت مباغت لحرب طاحنة

شكك الكثير من أنصار الدولة الإسلامية في العراق والشام في التوقيت الذي أعلن فيه النفير العام للجبهة الإسلامية ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام، والذي اعتبر أنه "هجمة ضد دولة الخلافة"، و"ضد حكم الله على الأرض الذي تمثله الدولة الإسلامية"، على اعتبار أنها تقيم أحكام الشريعة، إلا أن الجبهة الإسلامية قللت من هذا المفهوم، حيث اعتبرته لعباً على عواطف المسلمين الذين يحلمون بحكم إسلامي. لقد كان مقتل الطبيب "أبو ريان"، المنضوي تحت لواء حركة أحرار الشام الإسلامية، إحدى الفصائل المكونة للجبهة الإسلامية، القشة التي قصمت ظهر البعير. وكنتيجة للسكوت على أفعال الدولة التي تسمى اختصاراً "داعش"، والتي عاثت فساداً كبيراً من خطف للإعلاميين والناشطين المدنيين، وأفراد مدنيين، بدون تبرير أو تعليل لأي موقف أو حالة اختطاف قامت بها "داعش".

لم تنتظر الجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سوريا أي تبرير لإعلان النفير العام للحرب ضد "داعش"، ليكونوا قد قطعوا شعرة معاوية التي قد تفضي إلى حوار من الممكن أن يحصل بين الخصمين، ليعلن أعداء "داعش" عن علاقة الدولة بالنظام الأسدي المجرم، وقد حصلوا على وثائق عدة، اعتبرها البعض أدلة على تورط قادة الدولة الإسلامية في العراق والشام مع المخابرات الإيرانية و الروسية، والتي تحاول استعادة السيطرة على الأراضي بطريقة غير مباشرة لإعلان النصر المؤزر الذي طالما حلم به الولي الفقيه!

تزامن مريب.. وحرب جديدة

لم تشتعل الحرب الثانية في العراق مصادفة، ودخلت من باب فض الاعتصامات بالقوة، على أساس أن هذه الاعتصامات طائفية، كما روّج لها المالكي واصفاً أنصار الاعتصامات في غير مرة أنهم "أنصار يزيد الذين قتلوا الحسين". وعلى الرغم من الزمن الطويل لعمر الاعتصامات، والتهديد بفضها بالقوة، إلا أن تزامن فضها مع المعارك التي تدور رحاها بين داعش والجبهة الإسلامية، لم تكن مصادفة، وإنما وراء الأكمة ما وراءها!

قبيل فض الاعتصامات، فوجئ المجتمع العراقي بهروب ما يقارب من خمسمائة من قادة القاعدة من سجن "أبو غريب"، وصرّح بعض المسؤولون العراقيون عن توجّه هؤلاء الفارّين إلى سورية لمساندة الدولة الإسلامية في العراق والشام. إلا أن الهجوم على الاعتصامات في الأنبار، وقتل عدد من المدنيين فجّر الموقف، وبدأت عناصر القاعدة في "داعش" بدخول الحرب ضد قوات المالكي الذي سعى إليها بغية تثبيت حكمه، وكم أفواه المطالبين بالإصلاحات الحكومية.

لقد كانت الذريعة الأكبر التي اتكأ عليها، والتي دأبت عليها الأنظمة الشمولية والمجرمة، هي الحرب ضد الإرهاب، واصفاً ما يحدث في سورية بأنه امتداد لما يحدث في العراق، لأن التنظيم الذي يقاتل واحد، وكأنه هنالك تنظيم تكفري قاعدي تحت الطلب لإنقاذ مجرمي الحرب بدعوى الحرب على الارهاب!

قوس بدأ يتمدد

بدأ القوس الفارسي يتمدد بسبب حرارة المعارك التي أخذ لظاها يحرق المنطقة بكاملها، من خلال حرب على أساس طائفي سني- شيعي، كما أرادتها إيران لإدخال كل المتطرفين من السنة والشيعة إلى حلبة صراع، لا ينتهي حتى بانتهاء من بدأ بالقتل وإحراق البلد من أجل رئيس هو في أحسن الأحوال محافظ للمحافظة الإيرانية الخامسة والثلاثين- حسب مقولة رجل الدين الإيراني "مهدي طالب"- لينتهي هذا القوس الشيطاني في الضاحية الجنوبية بعدة تفجيرات، ناجمة عن التدخل السافر لحزب الله في مجريات الأحداث في سورية. إلا أن البعض يتهم زعماء هذا القوس بتدبير هذه التفجيرات، وذلك لتبرير تدخل الحزب في سورية، أو لإخفاء عدد القتلى الذي ترتفع وتيرته ضمن مليشيات الحزب على الأرض السورية، أو حتى للتمويه على مقتل بعض الشخصيات القيادية في الحزب هناك!

ارتباطات مشبوهة بالوثائق

أورد ناشطون في تسجيلات مصورة صوراً لجوازات سفر إيرانية بحوزة بعض عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقد استندت صحيفة "الإندبندنت" على هذه التسجيلات، لإثبات أن أصحاب هذه الجوازات قد دخلوا إلى إيران وروسيا خلال أيام الثورة، وأن لديهم شرائح اتصالات ايرانية وروسية، و هذا ما يثبت عمالتهم للمخابرات الإيرانية والروسية.

وحسب مصادر الناشطين، فقد ذكر البعض أن المناطق التي يتم تحريرها من عناصر "داعش" يقصفها النظام بالطائرات الحربية- كما حصل في مدينة سلقين- حيث اعتبر بعض الناشطين هذا الفعل من قبل النظام على أنه مؤازرة منه لتنظيم "داعش"، ويؤكدون ذلك بالدفاع المستميت للإعلام اللبناني المقاوم عن خسائر "داعش"، والتي إلى الآن لم تدرج ضمن التنظيمات الإرهابية على القائمة السوداء الأمريكية، على الرغم من أنها تأسست في 2006 لمقاتلة القوات الأمريكية، إي أنه ليس "حزب الله" وحده هو من لم يتم إدراجه ضمن هذه القائمة!

التعليقات (2)

    القوس الفارسي سلاح بيد امريكا

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    نعم كما ذكرت كاتبنا الكريم فان الأسد – المالكي – البغدادي ثلاثية القوس الفارسي والقوس الفارسي هو بيد أمريكا وقوسها بالدفاع عن اسرائيل.اعترفت امريكا وبريطانيا كيف ساعدت شاه ليران الدكتاتور رضى بهلوي على التخلص من محمد مصدق اول رئيس وزراء ايراني سعى لبناء دوله ديمقراطيه مدنيه ووعندما بدأ بالانهيار كانت امريكا قد جهزت بديله الدكتاتور الارهابي الخميني حتى لا يقع الحكم بيد مدنيين احرار.ومنها بدأت خطه هنري كيسنجر والخميني لانشاء القوس الفارسي للاحاطه باسرائيل وحمايتها وبالتالي استغلال الشيعه وتفتيت المجتمعات الى طوائف واعاده تقسيم المنطقه والمهم في الامر ان سوريا مزرعه حافظ و بشار هي جزء من الخطه الامريكيه الايرانيه ولهذا لن تسمح امريكا بسقوطه ما لم يتوفر بديل يكمل الخطه او تسريع التقسيم.بشار في صراع مع الزمن فاما ان ينجح ببناء قوس علوي يمتد من الساحل الى لبنان كما هي الخطه او سيتم استبداله من السيد الامريكي

    البغدادي

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    لا تخاف حبيبي الدولة ما راح يضرها هذه المقالات لان للمؤمنين رب يحميهم من غدر الغادرين ويزيد قوتهم اتقو الفتنة خلو الشعب السوري يرتاح
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات