صحفية سورية تنال جائزة فرنسية عن تغطيتها ثورة سوريا

صحفية سورية تنال جائزة فرنسية عن تغطيتها ثورة سوريا
"أعتبر الجائزة قيمة مضافة للقيمة الجوهرية للثورة السورية,ومحاولة لإعادة الاهتمام ولو نسبياً للخبر السوري الذي أصبح مهدداً بالإشباع من قبل المتلقي الفرنسي"بالكلمات سالفة الذكر استهلت الصحافية السورية هالة قضماني حديثها لصحيفة"أورينت نت"عقب حصولها على جائزة الصحافة الدبلوماسية الفرنسية لسنة2013,الجائزة التي حصلت عليها القضماني نتيجة تغطيتها للحدث السوري,وخاصةً التقارير الميدانية التي أعدتها عن مدينة الرقة,تمنح من قبل صحافيين فرنسيين لصحافيين يكتبوا بالفرنسية تقديراً لجهودهم الصحافية,حسب توصيف القضماني التي تحدثت عن كونها صحافية مستقلة لا تعمل لحساب مؤسسة بعينها.

القضماني لم تستبعد تسييس الجائزة في منحى من مناحيها كونها تمنح لتغطية المناطق الساخنة,ولكنها اعتبرت أسس ومعايير منح الجائزة قائمة على أسباب مهنية صرفة,واستبعدت سيطرة التسييس على جوهر منح الجائزة,كونها تمنح من قبل صحافيين يشتغلون في تغطية الملفات الدولية ويعتمدون على جودة ما كتب وتميزه وقدرته على تقديم مادة صحافية نموذجية.وفي سياقات الحديث عن الخبر السوري في الإعلام الفرنسي,تحدثت القضماني عن وجود أجندة لكل وسيلة إعلام على حدا ولكنها خاضعة لسياسات وأجندة وسيلة الإعلام نفسها,مشيرةً إلى انتفاء أسباب المؤامرة وعدم استتباع وسائل الإعلام لسياسات الحكومة الفرنسية,ومؤكدةً بذات الوقت على حضور الأدوات الإعلامية الصرفة في التعاطي مع الأحداث والوقائع الميدانية.

نتيجة تعقيد المشهد السوري وخاصةً بعد السنة الأولى على انطلاق الثورة السورية المجيدة وفي ظل تحول الثورة إلى مرحلة العسكرة لم يستمر لها التعاطف والزخم من الاهتمام والتغطية التي حظيت بها الثورة في وسائل الإعلام الفرنسية في بدايتها.السبب سالف الذكر تعزي إليه القضماني تراجع الاهتمام والزخم والتعاطف مع الثورة السورية في وسائل الإعلام الفرنسية,وتابعت الحديث عن غياب التعاطف لصالح حضور سياسات إعلامية صرفة تتعامل مع واقع له وقائع يجب أن تكون مجال للتغطية الخبرية,مشيرةً إلى فشل المعارضة الرسمية في رسم سياسات واستراتيجيات إعلامية مقنعة في وسائل الإعلام الغربية بالعموم والفرنسية منها بالخصوص.وما زاد التعقيد حسب رؤية القضماني حالة الإشباع التي تراود المتلقي الفرنسي نتيجة الأمد الطويل للمشهد السوري وتعقيده وندرته ومنافسة أخبار من قبيل الخبر الإفريقي والخبر الأوكراني في مجال تغطية الأخبار الدولية من قبل وسائل الإعلام الفرنسية.

وبما يخص حالات الخطف التي تشهدها المناطق الواقعة خارج سيطرة النظام,أشارت القضماني إلى أنها مأساة إعلامية على الصعيد الإنساني والمهني على حد سواء,من منحى الصعيد الإنساني هي ممارسات عنفية تذكر بما ارتكبه النظام من منحى قتل أكثر من200صحافي وناشط إعلامي-الغالبية من الجنسية السورية والبعض الآخر من جنسيات مختلفة-بالإضافة لآلاف المعتقلين والمخطوفين.مما يتنافى مع روح وأخلاقيات الثورة التي خرجت من أجل الحريات بالدرجة الأولى,أما على الصعيد المهني فقد تحدثت القضماني عن مأساة إعلامية تهدد الخبر السوري نتيجة غياب اشتراطات التغطية النموذجية مما يغيب الحدث عن وسائل الإعلام الفرنسية التي لا تكتب عن شيء لا تغطيه ميدانياً,بحكم أدبيات وأعراف المهنة,وهذا يفسر حسب وجهة نظر القضماني أحد أهم أسباب غياب الحدث السوري عن وسائل الإعلام الفرنسية بالآونة الأخيرة إلا بما ندر.

القضماني وفي ختام حديثها مع صحيفة"أورينت نت"أشادت بمقدرة ناشطي الثورة السورية في مجال الإعلام البديل وشجاعتهم في تغطية المجريات على أرض الواقع,مرجعة الفضل لهم في إيصال الأخبار حتى لو كانت شحيحة وقليلة,نظراً للصعوبات الجمة التي تعترض طريقهم,وخاصةً في ظل اشتغالاتهم في ظرفية تفتقر للحد الأدنى من النموذجية وتوافر عوامل الاستقرار والنجاح وبالأخص الأمنية منها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات