أوباما وإيران وحزب الله خيانة مزدوجة لسوريا

أوباما وإيران وحزب الله خيانة مزدوجة لسوريا
تذرعت الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما طويلاً بوجود "إرهابيين في سوريا" لتبرر تقاعسها حيال جرائم الأسد، لكنها تجاهلت الإرهابيين الذين صنعتهم إيران في تنظيمات أكثر انضباطاً وأفضل تسليحاً تحت تسميات حزب الله وفيلق القدس وغيرها من العصابات الأخرى وتحدثت صحيفة "ويكلي ستاندارد" عن تزامن الاتفاق الأمريكي-الإيراني في تأطير برنامجها للأسلحة النووية مع تهدئة مماثلة تجاه بشار الأسد، فبالنسبة لأوباما كان الخط الأحمر في سورية هو استخدام الأسلحة الكيماوية، وليس قتل أكثر من 120 ألف سوري.

ومن جهة أخرى شدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف أن سورية لن تتنصل من صفقة الأسلحة الكيميائية، ولكن الدبابات السورية الثقيلة والمدفعية وسلاح الجو والتي نفذت معظم جرائم القتل في البلاد ليست على الطاولة وغاب أيضاً الدور الإجرامي لإيران وحزب الله في الصراع السوري.

إطلاق مخالب الأسد

ينص القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على وضع جدول زمني يسمح لدمشق بـ " استكمال تدمير جميع مواد الأسلحة الكيميائية والمعدات في النصف الأول من عام 2014." وهذه الفترة الزمنية من شأنها أن تعطي الأسد أشهر إضافية للتهرب من الاتفاق المفترض، في حين تواصل قواته ذبح المدنيين ولا يوجد أي ذكر لإيران وحزب الله في القرار.

قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مؤتمر جنيف الثاني المقرر عقده في 22 يناير/كانون الثاني من المفترض أن يجمع بين الجانبين المتحاربين في سوريا باستثناء الأسد نفسه والإسلاميين الراديكاليين. ولكن دمشق رفضت احتمال " جنيف الثاني" من دون الأسد وقال مسؤول سوري "ذهب عصر الاستعمار إلى الأبد وما نحتاج إليه هو أن يستيقظون من أحلامهم وإذا كانوا يصرون على هذه الأوهام ليست هناك حاجة بالنسبة لهم لحضور مؤتمر جنيف الثاني."

انتصار إيراني - أسدي

يحتفل البيت الأبيض بـ "الاتفاق النووي المؤقت" وبالصفقة الكيمياوية السورية ولكنه تجاهل تدخل إيران وحزب الله في سوريا. وكما هو متوقع شعر الأسد بسعادة غامرة تجاه الاتفاق الإيراني النووي ونعقت وسائل الإعلام الرسمية السورية مهللةً للاتفاق الذي سينعكس إيجاباً على سوريا بسبب العلاقة الاستراتيجية بين البلدين بحسبها.

وفي مقابلة أجرتها صحيفة "فايننشال تايمز" اللندنية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، علق على تمثيلية المفاوضات النووية بغرور الأسد ذاته وأصر أن تفكيك المنشآت النووية الإيرانية لم يتم النظر فيها فهو خط أحمر ووصف الاتفاق بأنه مؤقت وليس أكثر من "اختبار" العلاقات الامريكية الايرانية الجديدة.

"اكتشفت" إدارة أوباما بعد فترة طويلة من "الأزمة السورية" أن جهاديين على صلة بتنظيم القاعدة (الدخلاء الذين يكرهم السوريون) دخلوا البلاد لمحاربة الأسد. واتخذت الإدارة الأمريكية هذه المعلومات غير الناضجة ذريعة للتقاعس عن التصرف حيال جرائم الأسد. ولكنها تجاهلت الإرهابيين الذين صنعتهم إيران في تنظيمات أكثر انضباطاً وأفضل تسليحاً في حزب الله وفيلق القدس الموجودين في سوريا وساعدت الأسد بفخر في الحفاظ على سلطته.

من غير المؤكد متى ستقرر إدارة أوباما أنه تم قتل ما يكفي من السوريين للقيام بالتحرك ضد الأسد وأن على طهران التوقف عن تأييدها للنظام في دمشق وينبغي أن يرفض المشرعون الأميركيون المواقف المخجلة تجاه الشعب السوري وإيران.

التعليقات (1)

    السلام عليكم

    ·منذ 10 سنوات 4 أشهر
    ان التحالف الشيعي الامريكي قديم فهما قوتين عظمى يتبادلان المصالح والاوراق اما العرب للاسف فهم لا وزن لهم ولا قيمة فيتحولون الى كرة تتقاذفها اقدام الامم القوية
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات