زفاف جماعي في يوم رفض فيه السوريون الموت

زفاف جماعي في يوم رفض فيه السوريون الموت
لم تعد أخبار الموت المتسلسل في سوريا هي التي تغطي أخبار أحوال السوريين على مختلف بقاع الأراضي التي لجؤا لها هاربين من ظلم ألة القتل الأسدية، ولم تعد المأساة اليومية التي يتعرض لها اللاجئين في المخيمات والمصاعب التي يواجهونوها يومياً في محاربة البرد والجوع، بل هنا في هولير عاصمة أقليم كردستان، غطى الأكليل الأبيض على كل الأخبار السيئة وأحمر دم اللون، حيث تم عقد قران وزفاف 46 عريساً وعروسة في عرس جماعي تم بدعم ورعاية أحدى المنظمات الأنسانية الناشطة في المدينة التي تحتضن أكثر من ثلاثمئة ألف لاجئ سوري، حيث تم مراسيم الزفاف والحفل في أجواء حاولت التقارب من الأجواء الشعبية الممارسة عادة في الطرف المقابل من المناطق الكردية في سوريا، ولكي تساعد هؤلاء الشباب في تخطي عقبات الزواج التي تضاعفت مع النزوح حيث يقول حسين وهو شاب من مدينة القامشلي، أنشق عن جيش النظام السوري ولجأ إلى الأقليم ويسكن في أحدى المخيمات، والذي عبر عن مدى صعوبة الزواج في هذه الظروف خاصة من الناحية المادية، حيث تكاليف الزواج هي بالعادة صعبة على الشاب السوري، وكيف وهو في مدينة تعتبر غالية المعيشة حيث أنه لم يكن ليغطي تكلفة حفل ومراسيم الزواج حتى لو بقي عشرة سنين أخرى عازباً، وأنه وجد في هذه البادرة الأنسانية فرصة للوصول إلى حلمه بالزواج من حبيبته والأجتماع معها تحت سقف خيمة واحدة.

ورغم أن أي فتاة شابة تحبو نحو الحياة ، تحلم بأن تكون الفتاة الأولى في ليلة زفافها، ذات الميزة الوحيدة بلبسها الثوب الأبيض، حيث تكون نجمة الحفل الأولى، ألا أن هيلين كان لها رأي أخر، وهي فتاة في العشرينات من عمرها من مدينة القامشلي أيضاً، حيث عبرت عن فرحتها بهذا اليوم السعيد بالنسبة لها، وأضافت أن الكثير من الفتيات السوريات، فقدن في الحرب كل عزيز على قلوبهم، وفقدن ذلك الفارس الذي يحلم بها دائماً، بعد أن أزهقت الحرب في سوريا أرواح مئات الآلاف من الشبان السوريين، لذلك هي سعيد الآن لأنها مع الشاب الذي تحب وفي حفل زفاف تراه جميلاً تشاركه فيه العديد من قصص الحب الآخرى، حيث تم الدخول بشكل مشترك إلى المكان المخصص للحفل وتم عقد القران بحضور القاضي، وتقطيع قالب الكاتو كما كان دائما في الأعراس السورية، حتى أن النساء السوريات قمن برمي السكاكر على العرسان في لحظة دخولهم إلى الحفل وهذا أمر جميل جداً

مصاعب الزواج لا تتوقف عند تكلفة المراسيم أو أعداد المكان المخصص للعيش المشترك، بل تتعدى إلى المراحل الآخرى اللاحقة، حيث يكون هناك في المستقبل أطفال، ومصاريف أضافية كثيرة، لهكذا وعدت المنظمة على رأس أحد أعضائها بأيجاد الفرص المناسبة للعمل لهؤلاء الشبان، مضيفاً أن عمل المنظمة لم يتوقف عند التكفل بمصاريف حفل الزفاف ومصاريف المراسيم الخاصة بالزواج، بل سيتعدى ذلك إلى محاولة تأمين فرصة عمل لكل شاب، ليأمن لهم مستقبل أفضل في ظل الظروف الذي يعايشونها

وفي الجانب الآخر من داخل سوريا، حيث هناك لا يزال الكثير من أهالي العرسان محرومون من مشاركة أبنائهم وأقاربهم في هذا اليوم المميز، حيث تعبر عبير والدة أحدى الشباب المتزوجين في العرس الجماعي، بأنها كانت تحلم على الدوام في تلك الليلة التي ستقوم بها بتزويج ولدها الوحيد، وتكمل فرحتها به، ولكن ظروف الحرب في سوريا أجبرت ولدها على الهجرة واللجوء خارجها، وهاي هي الآن تتابع تلك اللحظات فقط عبر أجهزة التلفاز والأنترنت

يوم سوري آخر يمضي، ليعبر عن أن هذا الشعب ستولد معه الحياة، مهما تجمعت عليه ألة القتل والتدمير والتهجير، فهو لن يموت وستبقى الحياة فيه تنضب، وسيبقى للأمل في غد أجمل.

التعليقات (3)

    آران حسن

    ·منذ 10 سنوات 4 أشهر
    شكرا لقلمك الجميل ونتمنى ان يتابعو حياتهم في بلدهم عن قريب

    ahmeed

    ·منذ 10 سنوات 4 أشهر
    رغم الألم بادرة حلوة مبروك للعرسان

    Sanfoora

    ·منذ 10 سنوات 4 أشهر
    الـ 300 ألف لاجئ سوري في كردستان هم الأفضل حالا من اللاجئين السوريين في دول عربية كالأردن والعراق ولبنان ـ وهنالك من يطعن بشكل سوقي في الأكراد الأكراد من أطيب شعوب المنطقة - يكفي أنهم تحملوا الحرمان طيلة العقود الماضية ولم يفشوا قلبهم المحروق بالشعب السوري البريء العامل الكردي من أشرف و أفضل العمال
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات