حدق المحقق بنظرات متوعدة إلى الشاب الماثل أمامه، والذي اعتقل في أثناء اشتراكه في إحدى المظاهرات، وقال له : سأسلخ جلدك إذا لم تجاوب بصدق عن كل أسئلتي.
فتظاهر الشاب بالذعر الشديد، وقال للمحقق : ولكن جلدي سلخ قبل شهر عندما اعتقلت أول مرة.
فضحك المحقق ضحكة صفراء زرقاء، وقال للشاب : المسألة بسيطة، فإذا لم أجد لديك جلداً أسلخه، فسأكـسّر رجليك.
فلمس الشاب لحمه مودعاً بأصابع مرتعدة.
2
رجا المحقق أمه العجوز أن تحكي له عن أفعاله وأقواله أيام كان طفلاً صغيراً، فقالت له مستجيبة لرجائه : كنت مختلفاً عن كل أصدقائك الأطفال، فهم كانوا يحبون اللعب والضحك، أما أنت، فقد كنت تهوى الإمساك بالقطط وتعذيبها، وتستمر في تعذيـبها حتى بعد موتها.
فضحك المحقق الذي كان طفلاً، وقال لأمه : الحمد لله.. كبرت وتغيرت.
فنظرت أمه إليه بعينين واجمتين، ولم تقل له إنه قد تغير فعلاً، فهو الآن لا يعذب القطط، ولكنه يعذب أصحاب القطط.
3
ظفر محققان بثلاثين دقيقة من الراحة، فرحبا بها مبتهجين وتثاءبا بتكاسل وتمطيا، وقال أحدهما للآخر : تخيل كم كنا سنرتاح لو نجحنا في الإمساك بتلك الغليظة المسماة بالحرية. كنا سنحقق معها ونعرف منها كل ما تخطط له من مكائد ومؤامرات..
فقاطعه المحقق الآخر قائلاً له : ولكننا لن نعرف منها كل شيء لأنها ستموت فجأة تحت التعذيب، وسيختفي الثوار عندما لا يجدون ما يطالبون به.
4
أمر المحقق عشيقته بصوت فظ أن تقرّ وتعترف له بأنها تحبه، فتأملته العشيقة بنظرات
هازئة، وقالت له : طلبك مرفوض لأني لا أحب سوى السيد الرئيس، فهل لك أي اعتراض؟
5
اعترف رجل سجين في آخر جلسات التحقيق معه ومن دون أي تعذيب أو إرغام بأنه هو الذي اغتال عبد الرحمن الشهبندر وكمال جنبلاط ورفيق الحريري وأديب الشيشكلي وجون كينيدي، وعندما نظر إليه المحقق مستغرباً بادر الرجل السجين إلى الإعتراف بأنه هو الذي اغتال أيضاً ياسر عرفات، ولم يحاول تكذيب إدعاءات إسرائيل، وتركها تتباهى باغتياله تعبيراً عن ازدرائه لها.
التعليقات (9)