الأزمة السورية وفشل التضامن العربي!

الأزمة السورية وفشل التضامن العربي!
سؤال يجدر طرحه في الظروف السورية الراهنة وهو: هل من المعقول أنه بالربيع العربي وبخاصة المشهد السوري الراهن وبأزمته الإنسانية الكبيرة والهائلة، هل انتهت العروبة السياسية إلى الأبد؟، وهذا السؤال موجه إلى من كان يستخدم هذه العروبة لرفع شعارها للمقاومة والممانعة أو الذي كان يبث روح التعاطف مع العرب الآخرين، الآن بالمشهد السوري الكربلائي العنيف والخطير والكارثي اعتقد بقوة أن العروبة كانتماء كإخوة انتهت والامتحان السوري هو أصعب امتحان للعالم عامة وللعرب خاصة ويمكننا القول انه ومع اشتداد الأزمة السورية واستخدام روسيا للفيتوات الثلاث ومن دون الوقوع في الكارثة المسلحة السورية رغم مبرراتها الموضوعية بحدوث انشقاقات في الجيش النظامي كرد فعل على عمليات قتل المتظاهرين السلميين كان على العرب من المحيط إلى الخليج أن يتحركوا ولو بشكل سلمي او تظاهري أو اعتصامي أو تهديدي نظري بضرورة قطع العلاقات الاقتصادية مع روسيا احتجاجا على فيتواتها المشؤومة المسببة للمأساة السورية كرخصة قانونية دولية مشرعة للقتل المجاني، لا لسبب سوى مطالبة هذا الشعب أن يعيش حرا كريما، لو أن الشعوب العربية تظاهرت وقاطعت بضائع روسية، أو تذمرت لما حل بالسوريين ما حل بهم حتى اليوم، انظروا إلى مخيم الزعتري مخيم يفتقد إلى أبسط قواعد ومبادئ الحياة الإنسانية الكريمة، كما أن الشوارع العربية لم تتحرك انتصارا لحق الشعب السوري بالحرية والكرامة وإدانه القتل والتدمير والتهجير الذي تمارسه السلطة السورية تجاه الشعب السوري، أما ما يتعلق بمصر فالحركة الثورية في 30 يونيو في مصر لم تكن ملحة وعاجلة لادخال الضعف الكبير على المشهد العربي رغم أحقية المصريين بحراكهم المشروع ، لكن لم يحافظ هذا الحراك على استراتيجية التضامن العربي وكان من الممكن أن يؤجل إلى حين استكمال وانتشال السوريين من محنتهم الخانقة

كما أن العلاقات الروسية-المصرية قد تحسنت مؤخرا وتم استقبال وزير الخارحية الروسي في القاهرة وأبرمت صفقات شراء السلاح الروسي، وكأن روسيا لم ترتكب أخطاء قاتلة بحق اشقاء المصريين من السوريين؟ أو كأن السوريون هم من الشعوب الأخرى، ولا علاقة لهم بمصر والعرب والعروبة قط، ولعل هذا هو أحد الأسباب الرئيسة في تفاقم الأزمة السورية وحصول تدخلات خارجية وتمادي الروس في انتهاك حق السوري في حياة حرة كريمة .

نحن للأسف نعيش الآن على إيقاعات الفضيحة السورية المترافقة بالتدمير المنهجي للإنسان والعمران والإقتصاد، انحطاط القيم وبؤس العالم المتحضر.

إن وظيفة المثقف والكاتب والمفكر والباحث والناشط سوريا كان أم عربيا أن يدق ناقوس الخطر الذي مفاده أن العالم سقط أخلاقيا وانتهى نهاية مريعة، والعروبة السياسية انتهت –للأسف- وكل الجعجعة الشوفينية تجاه القوميات الأخرى والصادرة من حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وسوريا لم تكن إلا لباسا تجاريا لتغطية عورة تحالف الأنظمة الاستبدادية (التي تماهت العروبة مع استبدادها) مع الغرب والضحك على ذقون العرب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات