نشرت هفنغتون بوست الأمريكية تحليلاً فورياً لتفجيرات بيروت التي وقعت أمس في بئر حسن بالضاحية الجنوبية تحت عنوان "تفجيرات بيروت تؤجج تأثير الحرب السورية على لبنان" فالتفجيرات التي قتلت 25 شخصاً على الأقل أمام السفارة الإيرانية في بيروت توفر أحدث دليل على أن الحرب في سوريا سرعان ما أصبحت حرب لبنان أيضاً.
وفي حين تطورت أعمال العنف في الحرب السورية خلال العام الماضي ازداد تورط لبنان في الصراع، البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 4.5 مليون فقط استقبل حوالي 800 ألف لاجئ من سوريا وفقاً للأمم المتحدة، بفضل حزب {الله} الشيعي اللبناني الحليف لإيران وسوريا والذي أصبح قوة رئيسية في ساحة المعركة، وأرسل الآلاف من المقاتلين لمساعدة بشار الأسد. تورط حزب الله في الحرب في البداية إلى حد كبير بشكل سري، والآن أصبح دور حزب الله أكثر علانية في الحرب، حيث دفع بنفسه هدفاً لغضب قوات الثوار.
يقول فليب سميث المختص في حزب الله والباحث في جامعة ماريلاند إنه منذ الصيف الماضي هددت هذه القوات بمهاجمة أهداف في مناطق شيعية من لبنان. وأن الانفجار المميت في بيروت يوم الثلاثاء هو إشارة إلى أن مثل هذه التهديدات أصبحت الآن حقيقة واقعة. وفي حين اتهمت إيران وحزب الله اسرائيل بالتفجيرات، ادعت جماعة عبد الله عزام الصغيرة المرتبطة بتنظيم القاعدة المسؤولية.
منعت قوات أمن حزب الله محاولات سابقة لضرب المناطق الشيعية. ولكن تفجيرات يوم الثلاثاء كانت تتويجاً لسلسلة طويلة من المحاولات في توقيت لم يكن عرضياً بل تزامن مع تصعيد حزب الله معاركه داخل سوريا والسيطرة على بلدة قارة المهمة من الناحية الاستراتيجية في القلمون. على مقربة من لبنان، ويعتبر القلمون الشريان الرئيسي والطريق من العاصمة دمشق إلى حمص ثالث أكبر مدينة سورية. جماعات الثوار يسيطرون حالياً على المنطقة ما يسمح لهم بمنع النظام من تحريك القوات والامدادات نحو حمص والمناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ويرى خبراء أن الهجوم على السفارة الإيرانية جزء من محاولة أوسع نطاقاً من قبل القوى السنية لإضعاف زخم حزب الله في حربه في سوريا. حيث قال جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما " إذا كنت ترغب في كسب الحرب في سوريا والسيطرة على دمشق عليك أن تضرب حلفاء سوريا، إنها حرب دولية الآن، والتفجيرات وزيادة أعمال العنف عبر الحدود تزيد من احتمال تحول لبنان بأكمله إلى جبهة أخرى للحرب".
التعليقات (5)