منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الدولية تتوصل إلى الخطة النهائية

رغم طلب الولايات المتحدة من حليفها القوي المساعدة؛ قال رئيس وزراء ألبانيا ايدي راما في وقت سابق أن بلاده لن تساعد على تدمير ترسانة سوريا بعد سلسلة من الاحتجاجات المحلية ضد هذه الخطوة. وقال راما للصحفيين "من المستحيل لألبانيا المشاركة في عملية من هذا القبيل, لأنه لا يوجد لديه القدرة لتنفيذ هذه المهمة"، وألقى راما خطاباً مباشراً على شاشات تلفزيونية عملاقة في الميدان الرئيسي للعاصمة الألبانية تيرانا حيث هلل الآلاف من المتظاهرين في هتافات عارمة من الفرح.

وقبل أكثر من عشرين عام تناقل الشعب السوري معلومات تفيد أن خدام وأبنائه يدفنون النفايات النووية في سوريا... "حينها همست في أذن أحد أصدقائي وكنا نرتدي المريول المدرسي ذو اللون البني الفاتح: "هل سمعت أن عبد الحليم خدام أخفى حاويات مواد مشعة في تدمر؟ لم يجبني وانتهت صداقتنا" ولم تجد استغاثات كثيرة من يستمع لها داخل أو خارج سوريا.

وفي عام 2006 أعطى بشار الأسد توجيهات صارمة لمحكمة الجنايات في محافظة طرطوس، عبر وزير العدل للحيلولة دون تسرب ملف النفايات النووية المتهم به عبد الحليم خدام وابنه جهاد إلى أي جهة وبالتعامل مع ملفات هذه القضية على أنها "أسرار دولة من الدرجة الأولى، وأي إشارة لها هو خيانة وطنية"، وأوقف حملة التشهير بخدام وأبنائه الذين فروا من سوريا بعد أن أرسلوا تهديدات إلى بشار عبر محاميهم، بفضح دور أبيه حافظ في الصفقة الفرنسية السورية لدفن نفايات نووية قادمة من فرنسا في الأراضي السورية ويتم تعويض القائمين على الصفقة بمبالغ طائلة.

* تفاصيل الخطة

أعلنت شبكة إن بي سي الأمريكية توصل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الدولية إلى خارطة طريق نهائية لتخليص سوريا من ترسانتها بحلول منتصف عام 2014، حيث تم تبني الاتفاق قبل ساعات فقط من انقضاء المهلة التي حددتها الولايات المتحدة وروسيا.

وقال كريستيان شارتييه المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنه "تم اعتماد الخطة" بعد اجتماع لمجلسها التنفيذي المكون من 41 عضواً في لاهاي , وجاء الاتفاق بعد أن رفضت ألبانيا طلب الولايات المتحدة للمساعدة في تدمير ترسانة سوريا.

كان يوم الجمعة الموعد النهائي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أجل وضع خطة عمل في اتفاق "التدمير المرحلي" لأكثر من 1000 طن من المواد الكيميائية الخطرة في سوريا، وفقا لشروط اتفاق الولايات المتحدة وروسيا التي أوقفت الضربات العسكرية الأمريكية لنظام بشار الأسد.

انهارت المحادثات في مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي مرتين قبل التوصل إلى اتفاق، حيث وضع المندوبون المسودة النهائية. وقالت المنظمة في بيان وبموجب الاتفاق، سيتم نقل الأسلحة الكيماوية السورية خارج من البلد الذي مزقته الحرب، حيث قتل ما يقدر بنحو 120 ألف شخص خلال الانتفاضة، خارج أراضيها لضمان تدميرها "بطريقة آمنة وسريعة" على أن يتم ذلك في موعد لا يتجاوز 30 حزيران/يونيو 2014.

وستتم إزالة المواد الكيماوية "الأكثر خطورة" بحلول 31 من ديسمبر/كانون الأول، وكل المواد الكيماوية الأخرى التي تم الإعلان عنها بحلول 5 فبراير/شباط، باستثناء الأيزوبروبانول أحد المكونات الأساسية لغاز الأعصاب السارين.

* تزامن مع الانتخابات الرئاسية

ويضيف البيان إنه "سيجري تدمير متتابع لمنشآت الأسلحة الكيماوية السورية المعلن عنها بدءاً من 15 من ديسمبر/كانون الأول إلى 15 من مارس/آذار، طبقا لمعيار يستند على درجة خطورتها.”، كما رحب أحمد أوزومكو مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بتبني الخطة قائلاً "إن الخطة تقدم خارطة طريق واضحة وتضع معالم طموحة على الحكومة السورية أن تلتزم بها".

وأضاف أن "هذه المرحلة الجديدة ستكون الأكثر تحدياً ويتطلب اتلاف الأسلحة وفق جدولها الزمني وجود بيئة آمنة لنقل الأسلحة الكيماوية والتحقق منها ولا شك أن استمرار الدعم والمساعدة الدوليين لهذا المسعى يبقى حاسماً".

وقالت الوكالة الدولية للطاقة إنه سيتم تدمير منشآت الأسلحة الكيميائية المعلن عنها ما بين 15 ديسمبر/كانون الأول و15 مارس/آذار 2014 "وفقا لمعيار قائم على المخاطر".

وبالمثل سيتم تدمير المواد الكيميائية "الأخطر" خارج سوريا بحلول ابريل/نيسان عام 2014، وجميع المواد الكيميائية الأخرى قبل 30 يونيو/حزيران 2014 .

وقال سيجريد كاج منسق بعثة الامم المتحدة و منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المشتركة في سوريا في الجلسة: "إنني أحاول أن أدفع جهاتٍ أخرى إلى النظر في الانضمام لهذا الجهد الدولي".